عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2011, 06:11 AM   #1
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
افتراضي مملكة ايبلا العريقة وجذورها التاريخية


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بالعربية القديمة عبيل أو عبلا ، و في اللغة العربية العبلة هي البيضاء ، و

المرأة العبلاء هي المرأة البيضاء و تميزت مدينة ايبلا ( عبلا ) بصخورها و
حجارتها البيضاء .
يبدو ان اسم ( عبلا ) عندما يكتب و يلفظ باللغات اللاتينية التي لا يوجد فيها
حرف العين يكتب و يلفظ (ايبلا ) و هكذا درجت العادة على تسمية المملكة
ايبلا بدلا من اسمها العربي عبلا .
هي مملكة عربية سورية قديمة ازدهرت في شمال غرب سوريا قبل خمسة
الاف سنة ،تقع إلى الشرق من مدينة "إدلب"، وتبعد عنها حوالي /22/كم. و
هي على الطريق العام الواصل بين دمشق وحلب، وتبعد عن حلب/60/كم،
ويبعد التل عن الطريق العام مسافة /2 كيلو متر/ بسطت نفوذها على
المناطق الواسعة الواقعة بين هضبة الأناضول شمالًا وشبه جزيرة سيناء
جنوبًا. ووادي الفرات شرقًا وساحل المتوسط غربًا.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مدينة إيبلا من الجو
الاكتشاف الأول
في عام /1955/م عثر فلاح سوري أثناء حراثة حقله في قرية تل مرديخ
على حوض حجري موغل في القدم، وكانت جوانبه تحمل نقوشاً وصوراً
لأناس ملتحين، وكأنهم يمثلون بعض الحكام آنذاك، أمّا في طرفه الآخر فهناك
صور لسباع فاغرة الأفواهاقدر الخبراء انتماء هذا الحوض إلى عام
(1900ـ1850) قبل الميلاد، ولم يعيروه أهمية بالغة حينذاك، وبين الفينة
والأخرى كان سكان المنطقة يقعون على نقود قديمة أو قطع فخارية أو
أواني خزفية مختلفة.
وفي عام /1964/م ونتيجة لاتصالات مديرية الآثار والمتاحف فقد زارت
تلك المنطقة بعثة إيطالية برئاسة (باولوماتييه) مدير معهد دراسات الشرق
الأدنى وأستاذ علم الآثار وتاريخ الفن في الشرق الأدنى بجامعة روما.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بعد اجراء مسوحات اثرية وطبوغرافية في الموقع ، شرعت البعثة الإيطالية
في اعمال التنقيب في موقع تل مرديخ لاكتشاف المملكة القديمة "إيبلا"
برئاسة البروفيسور "باولو ماتييه".ولم يحقق نتائج تذكر بعد ثلاث سنوات
من العمل والتنقيب.
أما في عام/1967/م فقد برزت بعض الأهمية لذلك المكان، حيث تم الكشف
عن أنقاض قصر ومعبدين وسور كبير بالإضافة إلى بعض القطع الأثرية،
وكان عام/1968/م نقطة انعطاف هامة، حيث تم الكشف عن السور الذي
يحيط بالعاصمة (إيبلا) وكذلك البوابة الغربية.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
استمرت البعثة الايطالية بالتنقيب في موقع تل مرديخ حتى أواخر عام
1968 م حيث بدأت تتكشف بقايا الأبنية والعمائر بمختلف أنواعها
ومستوياتها ( قصر- معابد – أبنية سكنية – مدافن ...) وخلال عمل البعثة
الطويل تم الكشف عن العديد من اللقى الأثرية الهامة والتي تعود إلى ما قبل
ثلاثة الاف سنة .
استمرت البعثة بأعمال التنقيب في تل مرديخ ، حتى عثرت على تمثال بدون
رأس من البازلت لأحد ملوك إيبلا المدعو :
( إيبيت - ليم Ibbit - Lim بن إغريش - خيبا Igrish - Chepa )،
الذي لم يبق منه إلا الجذع، ولكن المهم فيه وجود كتابة بالطريقة المسمارية
مؤلفة من 26 سطرًا على الجزء العلوي من صدر التمثال.
تقع هذه الكتابة في قسمين غير متساويين يتضمن الأول نص تقديم نذر مؤلف
من جرن حجري للتطهر إلى الربة عشتار، ويتضمن الثاني نص وَقف تمثال
الملك للإلهة عشتار.
وقد بينت هذه الكتابة أن الاسم القديم لهذا الموقع هو إيبلا، لورود كلمة إيبلا
مرتين في النص، مرة صفة ومرة اسمًا ، و لكن الامر كان بحاجة للمزيد من
البحث للتأكد .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اكتشاف الارشيف الملكي
وفي عام /1975/م كان أحد العمال يزيح التراب من أرض في موقع التنقيب
فلاحظ فجوةً صغيرةً ومن تحتها حجرةً واسعةً وعندما قام المنقبون بتوسيع
الفجوة تبين لهم أنها حجرة في القصر الملكي، حيث أنها تضم الآلاف من
ألواح الآجر المكدسة بصورة منتظمة (تشبه تماماً المكتبة التي أغلقها أمينها
البارحة...)على حد قول السيدة ماتييه زوجة رئيس البعثة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الأرشيف الملكي الافتراضي الذي أعيد بناؤه في متحف إدلب
ففي غرفة واحدة تم اكتشاف زهاء/15/ ألف لويحة مسطورة، وفي غرفة
أخرى أكثر من ألف لويحة، وفي حجرة ثالثة/400/ لويحة أخرى، وقد سجل
على وجهي كل لويحة كتابات مسمارية وعلى بعض تلك اللويحات كانت قد
سجلت الكتابات بلغتين إحداهما السومرية والتي كانت معروفة من قبل
العلماء والأخرى تبين أنها لهجة كنعانية فأسموها(لسان إيبلا)...

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحالة الواقعية للأرشيف الملكي عندما تم العثور عليه في إيبلا
كان اكتشاف المحفوظات الملكية ( الأرشيف الملكي ) في هذا الموقع في
عامي 1974 م و1975 م هو الامر الذي لم يدع مجالًا للشك في أن مملكة
إيبلا الوارد ذكرها، تقوم في موقع تل مرديخ .
تعود المحفوظات الملكية في مدينة إيبلا إلى ما يزيد على خمسة الاف عام
ونصوصها مكتوبة بالخط على الطريقة المسمارية من اليسار الى اليمين
وبلغة جديدة لم تكن معروفة سابقًا وهي لغة إيبلا التي عرفت وانتشرت قبل
حوالي خمسة آلاف عام و هي لغة قريبة جدا من اللغة العربية و يضم
الارشيف أكثر من /17/ ألف رقيم كتبت باللغة الإيبلائية كما ان بعض
مفرداتها لا تزال حية في اللغة العربية حتى الآن مثل: كتب، ملك، يد، قمح،
تين (وتلفظ تينو).

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أحد رقم إيبلا

احراق ايبلا
بينت التنقيبات الأثرية حدوث حريق كبير في بقايا قصر إيبلا الملكي العائد
للألف الثالث قبل الميلاد، الذي اكتشف عام 1974 م. ورب ضارة نافعة
حيث أن الحريق الذي وقع في المملكة كان ذا أثر حسن على الألواح التي
كانت من القرميد والطين فشوتها النيران فغدت متماسكة صلبة ورقدت كل
هذه الفترة الطويلة وكأنها تتحدى الدهر.
على ما يبدو أن قوة إيبلا التجارية وسيطرتها على طرق المواصلات جعلتها
تهدد مصالح الدولة الاكادية التي يعتقد انها هي من شنت حملة عسكرية على
أيبلا وأحرقتها وقضت على نفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
النشاط التجاري لايبلا
البروفسور ماتييه، يقول بخصوص أهم صادرات ايبلا، إن بلاد الرافدين
كانت تستورد من ايبلا الأثاث المحفور والمحلى بالذهب.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وتدل السجلات الملكية على ان تصدير المصنوعات الايبلائية، وخاصة
المنسوجات ¬ ومنها ما كان ينسج بخيوط الذهب ¬ كان يصل حتى البحر
المتوسط غرباً ودجلة شرقاً والأناضول شمالاً وفلسطين جنوباً.
وان دل هذا على شيء فإنما يدل على الازدهار الفني الذي لعبته ايبلا في
وضع أسس أرفع الصناعات التقليدية الحالية في سورية، كصناعة الحفر
على الأختام، وتلبيس الأثاث بالصدف وكذلك نسيج الدمسكو المشتهرة به
دمشق حتى يومنا هذا.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عودة ايبلا للحياة بعد الاحراق
ولكنها استعادت الحياة بعد ذلك، إذ يرد ذكرها في وثائق تعود الى اربعة
الاف عام ( عهد السلالة الثانية في وثائق مدينة لاغاش الرافدية 2150 -
2110 ق.م) فقد كانت شريكًا تجاريًا مهمًا لبلاد ما بين النهرين في هذه
الحقبة ( نهاية الألف الثالث ق.م).
كانت تسكن إيبلا آنذاك مجموعات من القبائل الأمورية ( العمورية )،
ويُستدل على ذلك من اسم إيبيط - ليم الأموري ( العموري ) المذكور في
النص المنقوش على التمثال.
ملك ايبلا في عهد ارشيفها الملكي
كانت مملكة إيبلا في عصر المحفوظات الملكية مملكة مستقلة مزدهرة
يحكمها ملك يحمل لقبًا في اللغة الإبلائية هو لقب «ملك»، وكان الملك في
إيبلا رأس الدولة وكان مسؤولاً عن السياسة الداخلية والخارجية ويشرف
على هذه الأعمال الإدارية والقضائية، وكان إلى جانب الملك مجلس تذكره
النصوص باسم «الآبا» Abbu ( ربما المقصود مجلس الاباء )ويمكن
تسميته بمجلس شورى وكانت مهمته مراقبة ممارسات الملك للسلطة.
وكان له أثر بارز في إدارة شؤون الدولة كما يظهر من النصوص المختلفة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ملكة ايبلا
أما الملكة و لقبها مالكيتوم " Maliktum " فكان لها دور مهم في حياة
إيبلا، ولاسيما الاقتصادية، إذ كانت مصانع الغزل والنسيج بإشرافها وكذلك
تنظيم الزراعة وعائداتها، وأهمها الزيتون وزيت الزيتون.
ويذكر أحد النصوص أن العدد الكامل لموظفي الدولة 11700 موظف، منهم
4700 كانوا يعملون في قصر « الملك » و7000 في المقاطعات المختلفة.
لم تكن إيبلا مركزًا تجاريًا فحسب بل كانت كذلك مركزًا ثقافيًا وعلميا ولها
علاقات ثقافية مع ممالك المدن المجاورة والأقاليم القريبة نسبياً
( ممالك مدن بلاد الرافدين).

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعليم في ايبلا
ومن الجدير بالذكر أن الكتبة في مناطق شرقي البحر المتوسط كانوا
يتعلمون القراءة والكتابة في مؤسسات ملحقة بالمعابد والقصور يمكن
تسميتها بالمدارس، وكان هناك نظام تدريسي متكامل غالباً ما أُلحق بكتلة
مبنى القصر، واستخدمت الألواح الطينية ( الرقيمات) في الكتابة عليها،
حيث كشف في ايبلا عن العديد منها والتي تظهر تمارين الطلاب عليها
وتصليحات المدرسين و تم العثور على لوحة تحمل اسم الطالب الذي كتبها
مع توقيع أستاذه وتوقيع عميد المعهد. ويدلنا ذلك على المستوى الرفيع الذي
وصل اليه فن التدريس في ذلك الزمان الموغل في القدم..
دور رجال الدين في ايبلا
لم يكن للمعبد والكهنة في إيبلا شأن كبير في القضايا السياسية والاقتصادية
على خلاف ما كانت عليه الحال في بلاد سومر، لكن كانت الآلهة في إيبلا
تفوق آلهة الحضارات الأخرى من حيث العدد ولها تأثيرها في الحياة
الاجتماعية، ومن الهام ذكره وجود فكرة التسامح والتعايش الديني في إيبلا
من خلال وجود عدة معابد لآلهة مختلفة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ألواح ايبلا
في شهر آب عام 1974 عثر في الغرفة الواقعة في الجناح الشمالي
الشرقي من القصر الملكي على 42 لوحًا وقطعة باللغة المسمارية.
ومع دراسة هذه الالواح تبين أنها ذات طبيعة إدارية، ومعظمها إيصالات
تزودنا بمعلومات تاريخية واقتصادية ذات قيمة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مدينة ايبلا
تدل الآثار التي كشف عنها في مملكة إيبلا على أن أقدم استيطان لهذه
المنطقة - كما يرى ماتييه - حدث قبل حوالي خمسة الاف سنة (في القرن
الأخير من الألف الثالث قبل الميلاد، أي في العصر السوري الثاني 2400
- 2250 ق.م) وفي هذا العصر بلغت مدينة إيبلا أوج تقدمها وازدهارها،
واتسعت اتساعًا كبيرًا، فشملت على ما يبدو مساحة تقدر بنحو خمسين
هكتارًا،ويحيط المدينة سور وكانت تتألف من قسمين:
قسم مرتفع (الأكروبول) الذي يضم المركز الإداري والديني، ومدينة سفلى
تضم الأحياء السكنية وورش العمل والمحلات التجارية .
تم تحصين المدينة عبر منظومة دفاعية مؤلفة من أسوار دفاعية وبوابات
محصنة بأبراج دفاعية.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القصر الملكي
كان القصر الملكي البناء الرئيسي للمدينة في هذه الحقبة، حيث يقع إلى
الجنوب والجنوب الغربي من الأكروبول.
وقد بدأت البعثة الإيطالية عام 1974 بالتنقيب في القسم الإداري منه، الذي
يقع في الجهة الغربية، ويتضمن البلاط الكبير مع مدخل معمّد وقاعة
للاستقبال فيها منصة لعرش الملك مبنية من الآجر المجفف بالشمس.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أهمية ايبلا
منذ بداية التنقيب في التل وبداية اكتشاف الاثار في المنطقة استقطبت ايبلا ،
ولاسيما المحفوظات الملكية المكتشفة ، اهتمام اللغويين والمختصين بلغات
الشرق القديم في شتى أنحاء العالم، وصدرت دراسات كثيرة عنها بالاضافة
للتقارير والدراسات الرسمية التي أعدها الأستاذ باولو ماتييه، رئيس البعثة
الإيطالية المنقبة في تل مرديخ والتي تؤكد الإسهامات الحضارية الهامة
لمملكة إيبلا على الصعيدين الإنساني والحضاري ، ويقول ماتييه ان مدينة
ايبلا، هي حتى اليوم أكبر مدينة في عصرها. فقد بلغت مساحتها 65 هكتاراً
وبلغ عدد سكان رعاياها بحسب السجلات المكتشفة 260000 نسمة..

__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس