الموضوع: يحكى أن (39)
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-09-2018, 11:42 AM   #1
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 74
همام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond repute

اوسمتي

افتراضي يحكى أن (39)

الوزير الفضولي
يحكى أن ملكا أبتلي بوزير فضولي و كان يعلم ذلك منه، إلا أنه كان له صفات أخرى حميدة تغطي على هذه الصفة السيئة. انطلق الملك في أحد الأيام لبعض شأنه و الوزير يرافقه، فلقي شيخا كبيراً فسأله الملك بعد السلام فقال: كيف حال الإثنين؟ قال: لقد أصبحوا ثلاثة، فقال له الملك: و القوي ؟ قال : لقد صار ضعيفا، فقال الملك: و البعيد؟قال الشيخ: لقد أصبح قريبا، قال له الملك: إذا لا تبع رخيصا، فأجاب الشيخ: لا توص حريصا، ثم انطلق الملك و من معه.
بقي الوزير الفضولي في قلق و تفكير عن سر المحادثة التي دارت بين الملك و ذلك الشيخ و عندما عاد الملك إلى قصره، تسلل الوزير إلى ذلك الشيخ ليسأله عن تفسير تلك المحادثة التي كانت كلها ألغاز، فاشترط الشيخ عليه مبلغا كبيرا من المال قبل أن يخبره، فوافق الوزير حيث كان يتوق إلى معرفة تفسير ما دار من حوار. بدأ الشيخ في تفسير حديثه مع الملك بعد أن قبض المال، فقال: أما الاثنان اللذان أصبحوا ثلاثة، فكما ترى كبرت سني فبعد أن كنت أمشي على رجلين، أحتجت إلى عصا فأصبحوا ثلاثة، و أما القوي الذي صار ضعيفا فهو سمعي، و أما البعيد الذي أصبح قريبا فهو نظري ثم سكت. سأل الوزير بتلهف: و ما هو الذي أوصاك أن لا تبيعه رخيصا؟ فقال الشيخ: علم الملك أنك ستعود الي لتسألني فأوصاني أن لا أبيع رخيصا و قد فعلت. أسقط في يدي الوزير و علم أنه وقع في فخ من صنع الملك.
كتب الله على الإنسان أن ينتقل من مرحلة ضعف و هي الطفولة إلى مرحلة قوة و هي الشباب و الرجولة ثم إلى مرحلة ضعف أخرى و هي الشيخوخة، و حري بمن كان له عقل و بصيرة ان يستغل فترة الشباب و القوة في طاعة الله فهو لن يخلد في الدنيا و لن يبقى قوياً، و من ظن غير ذلك فهو واهم. عن عبدالله بن عباس و عمرو بن ميمون رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:(اغتنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ : حَياتَك قبلَ موتِك ، و صِحَّتَك قبلَ سَقَمِك ، و فراغَك قبلَ شُغْلِك ، و شبابَك قبلَ هَرَمِك ، و غِناك قبلَ فقرِكَ) صححه الألباني، فهذه وصية حبيبنا صلى الله عليه و سلم بإغتنام فترة الشباب و الصحة للمسارعة في الخيرات و رفع الدرجات في الجنة، ثم إنه ينبغي لمن بلغ الشيخوخة أن يعجل بالتوبة الصادقة من كل تقصير حصل له فدواعي الشهوة عن الشيخ ليست مثل الشاب فلا عذر له، كما ان الشيب هو نذير الموت كما ذكر ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى:(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) و إنه لمن المحزن أن ترى شيخا كبيرا مصرا على معصية من المعاصي، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم:(قد أعذرَ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى عبدٍ أخَّرَ أجلَهُ حتى بلغ سبعينَ أو ستين سَنَةً) رواه البخاري و في بعض الروايات الصحيحة ستين من دون ذكر السبعين، اسأل الله أن يهدي شباب و شيب المسلمين و أن يصلح فساد قلوبهم، و لكن دواعي التوبة عند كبار السن هي أقوى فلا ينبغي تأجيلها.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
همام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس