عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-2019, 11:21 AM   #716
منتديات ال حبه الادبية
 
الصورة الرمزية مون لايت
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 4,404
معدل تقييم المستوى: 100
مون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura about

اوسمتي

افتراضي رد: خذآخر كلمة ..وابدأ بها موضوعك

ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إذا قال الرَّجلُ: هلك النَّاسُ، فهو أهلكُهم)،[٢] وقد ورد لفظ (أهلكهم) بالرّفع والنّصب، وذلك بأن تكون إمّا أهلَكَهُم؛ فيكون المقصود حينها أنّ قائل ذلك عنهم هو سبب هلاكهم، وإمّا أهلَكُهُم؛ ويكون المقصود حينها بأنّ القائل أشدّهم هلاكاً، وقال العلماء في معنى الحديث أنّ المقصود بالذمّ فيه من قال ذلك على سبيل ازدراء الناس، واحتقارهم، والتكبّر عليهم، بأن يرى نفسه خيراً منهم، وينظر إليهم على أنّهم هالكين لا محالة، أمّا هو فناجٍ بصواب فعله، وقالوا إنّ من يقول ذلك على قصد التحزّن والتألم على حال المسلمين لا يكون داخلاً في ذمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالفرق بين الاثنين أنّ الأول قدّم نفسه على الناس، واحتقرهم لإعجابه بنفسه، أمّا الثاني فقد جعل نفسه من عامّة الناس يحزن لحاله وحالهم، فيمقت نفسه ويؤنّبها.[٣][٤]
قال معقل بن يسار في معنى الأول الذي يعجب بنفسه ويذمّ غيره: (كفى بالمرء من الشرّ أن يرى أنّه أفضل من أخيه)، أمّا في معنى الثاني الذي يحزن لحال الناس ويلوم نفسه معهم، فقد روي عن أبي الدرداء أنّه قال: (لن يفقه الرجل كلّ الفقه حتى يمقت الناس كلّهم في ذات الله، ثمّ يعود إلى نفسه فيكون لها أشدّ مقتاً)،[٣] والأصل أن يتنبه الإنسان حتى عند قوله لمثل هذا القول حُزناً على حال المسلمين إلى إحسان الظنّ فيهم، فالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قد أخبر أنّ في الأمّة طائفة ستبقى على الحقّ، حيث قال: (لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ علَى الحقِّ)،[٥][٦]

أنواع الكِبر

الكِبر على نوعين؛ الأول منهما أن يسعى الإنسان ليكون كبيراً بين الناس، وذلك بالعمل والاجتهاد، فإن كان ذلك في ما يجب وبالطريقة التي تجب وفي الوقت الصحيح كان ذلك محموداً ليس فيه بأس، أمّا النوع الثاني فهو ما كان صاحبه متكلّفاً له، فيُظهر من نفسه ما ليس فيها وهذا هو الكِبر المذموم عند الله تعالى، والكِبر المذموم ينقسم إلى قسمين أيضاً؛ القسم الأول ما يعدّ كفراً، وهو الكِبر على الله، ورسله، وكتبه، وأمّا القسم الثاني منه فهو الكِبر على غير ذلك، فالكِبر على الآخرين يعدّ من قُبيل المعصية والكبيرة لا من قبيل الكفر، وقد ذكر ابن القيّم -رحمه الله- إنّ الكِبر هو أصل الأخلاق المذمومة جميعها، فهي متفرعة عنه ناشئة منه، وذلك كالظلم، والقسوة، وعدم قبول النصيحة وغيرها من الأخلاق المذمومة، كما أنّه عدّ الكِبر أحد أركان الكفر الأربعة، فقال إنّ للكفر أربعة أركان هي الكبر، والحسد، والغضب، والشهوة.[١]

خطورة الكِبر

تكمن خطورة الكِبر في أنّه يُهلك الناس بجميع أصنافهم، فهو يهلك العالم والجاهل والزاهد والفاسق، وهو موجب للحرمان من دخول الجنة، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا يدخلُ الجنَّةَ من كانَ في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كبرٍ)،[٧] كما أنّه بأنّ المتكبّرين هم أبعد الناس عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المجلس يوم القيامة، حيث قال: ( إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلساً يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقاً، وإنَّ مِن أبغضِكُم إليَّ وأبعدِكُم منِّي يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ والمتشدِّقونَ والمتفَيهِقونَ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، قد علِمنا الثَّرثارينَ والمتشدِّقينَ فما المتفَيهقونَ؟ قالَ: المتَكَبِّرونَ).[
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مون لايت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس