كانت خطبة هذا الأسبوع عن خلق الوفاء، فذكر الخطيب أنه خلق عظيم من أخلاق الأحرار طالما مدح الناس به، ثم ذكر أن أعظم الوفاء هو الوفاء لله الذي خلقنا فسوانا و اطعمنا و سقانا و من كل ما سألناه أعطانا، و أحق ما قام به العبد من الوفاء لله هو التوحيد الخالص، ثم القيام بسائر الطاعات، ثم ذكر وفاء الأنبياء و وفاء رسولنا صلى الله عليه و سلم لخديجة رضي الله عنها ، حيث كان يصل صواحبها بعد موتها، و لا يكاد يفتر عن ذكرها ، ثم ذكر وفاءه للمطعم بن عدي الذي أجار النبي صلى الله عليه و سلم عندما رجع من الطائف، و هو يومئذ مشرك، فقد قال صلى الله عليه و سلم في أسرى بدر: لو كان المطعم بن عدي حيا، ثم كلمني في هؤلاء لتركتهم له، ثم ذكر وفاء أبي بكر رضي الله عنه، فقد أنفذ جيش أسامة و قال : لا أحل لواء عقده رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم وفاءه لمن وعدهم صلى الله عليه و سلم قبل موته، فقد قال لجابر رضي الله عنه: لو جاء مال البحرين لأعطيتك هكذا و هكذا و هكذا فأعطاه أبو بكر ذلك وفاء لرسول الله صلى الله عليه و سلم.
جعلني الله و إياكم من الأوفياء و إلى اللقاء.