من جميل ما سمعت ؛ التشبيه من أحد علمائنا، حيث سمعت تشبييه للحافظ لكتاب الله و القارئ له من دون حفظ بالمسافر الذي معه زاد إما تمر أو دقيق، فالمسافر الذي معه تمر يستطيع أن يأكل منه في أي وقت و في أي مكان و لا يحتاج أن ينزل من على راحلته أو حتى سيارته لإعداد طعامه، و كذ لك الحافظ لكتاب الله متى ما أراد أن يقرأ من كتاب الله قرأ، سواء كان راكبا أو ماشيا أو حتى مضطجعا، أما الذي لا يحفظ القرآن و يريد أن يقرأ من المصحف -و في ذلك خير كثير و لا شك- فهو يشبه الذي زاده من الدقيق، فإذا أراد أن يأكل فيحتاج أن ينزل ، و يعجن ، و يشعل ناره، ثم يقوم بإعداد الطعام ليأكل.
حفظ القرآن، ثم تلاوته و العمل به منزلة عظيمة وعد الله بتيسيرها لمن تذكر و أراد أن يحفظ، و لكنها لا تأتي بالأماني و التحسر، و لكن تأتي بالجد و المثابرة، و التجارب أثبتت أن حفظ القرآن لا يحتاج إلى ذكاء خارق و إنما تحتاج الى مواظبة و مثابرة و همة عالية، أما الحفظ فقد تكفل الله بتيسيره، و كم هو مؤلم أن يرى الإنسان خبر شيخ كبير أو إمرأة كبيرة جاوزت السبعين أتمت حفظ كتاب الله، ثم لا يتحرك فيه شيء. ليس لقاعدة ما لا يدرك كله، لا يترك جله أي إستثناء هنا، فحفظ بعض القرآن سواء ربعه أو نصفه، خير من تركه كله.
اللهم إننا نسألك أن تيسر لنا حفظ كتابك، و الفقه فيه، و العمل به، و الدعوة إليه.
إلى اللقاء.