عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2010, 02:21 PM   #1
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
Thumbs up أعلمُ أنكَ تفهم صمتي والسّـكون

إن سُقيا الصبر التي ابتلعتها في المرة السابقة لن تكفيني ،
آن للعهد أن يتوّجني راوية للحنين إليك من جديد ،
أتلو ألحان نبضك داخلي وأرتل اعترافاتي للقدر عنك .

أنت دهشتي الأولى، وأنّى للدهشة الأولى أن لا تُعتـَّق على ناصية السماء، وفي نهاية كل أغنية للرياح ؟
كيف لي أن أمزّق اللحن والأمانيّ ، الأوتار والأحلام ، الدموع والفرح ،
والغياب الذي أرهقني وسكنتُ به على ذاكرة الأقمار والبحر والمطر ؟
أنت حينََ نقشت مذكراتك على نافذة الذاكرة ، نقشتها بإتقان أجوف ، خالي من حكايا الصبح ،
ومن أناشيد السنابل الغافية على صدر الحقل ، و دندنة الخلود والفرح ،
نقشت بين الوريد والوريد مرفأ لأيامك التي تحتاجني فيها بقربك ،
وكنت أول القادمين وآخر المغادرين ،
ألصقتني في وجه الريح ثم سألتها أن ترسل لي منك مطراً على ضفاف صمتي والهدوء ،
و تمتمت لها حتى لا أسقط فتتعثر بي !
ولأنك قريب مني وتشبهني إلى الحدّ الذي ينبئني بالغيمة البيضاء والغراب الأسود ،


بدأت اكتب لكَ قصائد صامتة صماء ، تخجل منها وجنة الماء ، وعينا الورق ،
لأني أعلم انك تفهم صمتي أكثر من الحديث ،
وأعلم انه لا داعي للثرثرة وصمتي ينطق بكل الحروف ،
فأنت تستوطن الأوراق قبل كل قصيدة أحاول فيها أن انسلخ عنك ،
وأنا أعلم مسبقاً أنها محاولة فاشلة لأنك تخبرني بها قبل أن اكتبها !
،
يا أول العمر المسروق ،
الغياب عنك يجعلني أختنق ، وأقع وأموت حزناً على نفسي ،
يقتلني وأنا أحسب المسافات التي تسرقك مني ثم أسرق منها وأخبئها عني !
يا وطن الحماقات ،
أنت لا تجيد تعليق عناقيد النور لي ، ولا أن تفجر هذيان الأنثى داخلي ولا بقايا الحروف ،
تجعلني صامتة كالتربة ، و لا تعرف طريقاً تنبش به هدوئي ، بك أصبحتُ أقرب للباب الموصد الذي امتلأ بالصدأ المقيت .
أنت تثير فيّ البعثرة والشتات وفوضى الألم ، كمعصم غجرية أعياها الرقص ، و أهلكها التشرّد ،
تسقط متعبة وتنسى كيف لنبضات قلبها أن تحلم ، و كيف تغدو إليك بجنون عشقها ،
فلا تستفيق من موسم ليلك ، ولا وجع البوح بك .
إن الحب معك بنكهة الحنين ، متعلق بقدم الجنون ، منقطع الوصل و مملوء بالظمأ والرماد والصور القديمة ،
الزمن معك بلا سماء ، بلا وطن ، وبلا فضاء وطيور ، خالي من ليالي القمر الراقصة وطهر الماء وشريعة الضوء والعناق.
،
حسناً يا جزءاً من ورقي الكون ،
كل الأمور معك قد استوت في نظري ، وقد وُشمتُ الآن بألم الراحلين .


__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس