الموضوع: يحكى أن (26)
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2013, 02:25 PM   #1
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 74
همام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond repute

اوسمتي

افتراضي يحكى أن (26)

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.




يحكى أن أحد الطلاب المبتعثين إلى ألمانيا عزم صديقيه الذين قدما حديثاً من السعودية للدراسة في أحد المطاعم و عند دخول المطعم لم يكن هناك زبائن كثر و كان اﻷكل الذي أمامهم قليلا لدرجة أنك ربما تتهمهم .


جلس صاحبنا و أخذ يطلب من النادل أن يحضر لهم أصنافا كثيرة من القائمة حتى أن النادل قال لهم : - هذا كثير، اطلبوا ما تأكلون فإذا أنهيتموه فلا مانع أن تطلبوا مرة أخرى. لم يعجب صاحبنا ما قيل له ظناً أن ملكيته للنقود تجيز له أن يعمل به ما يشاء. أكل صاحبنا مع صديقيه و بقي من اﻷكل شيئا كثيرا فطلب منهم النادل أن يأخذوا بقية الطعام معهم لكن الفكرة لم ترق لصاحبنا ﻷنها ليست من ثقافته و لا في قاموسه. طلب منهم النادل أن ينتظروا قليلاً و قام باﻹتصال بشخص ما و بعد دقائق حضر مسئول من البلدية و حرر لهم مخالفة قائلا لهم : صحيح أن النقود نقودك، لكن الموارد للجميع. حدث صاحبنا بأنه مكث يحتفظ بهذه المخالفة معلقة في مكتبه لأنها علمته درسا لن ينساه.


لا أعلم عن صحة القصة لكن إن صدقت فهي أهم درس قد مر علي في حفظ النعمة.


نعم الله علينا تترى و لو نحاول أن نحصي نعم الله علينا لم نجد إلى ذلك سبيلا. لقد مر بآبائنا من ضنك العيش و ضيق ذات اليد الشيء الكثير و قد لحق بنا في صغرنا شيء من ذلك و مع ذلك فنحن ننسى. لا نبالي بالنعمة و نسرف فيها إسراف من لا يخشى الفقر و ننسى أو نتناسى أنه ليس بيننا و بين الله حسب و لا نسب و بمقدرته سبحانه أن يعيدنا إلى الجوع و الفاقة كما كنا من قبل. لا تؤثر فينا المشاهد المرئية من أفريقيا و كافة الأنحاء الفقيرة. لو كانت تصل لنا هذه الأخبار سماعا لعذرنا من لا يتعظ فقد لا يتصور ما نقول أم أن نرى مشاهد الأطفال و هم يتضورون جوعا فليس من رأى كمن سمع. إنه لا عذر لنا أمام الله في هدر النعم. إن الله يمتن علينا ليذكرنا بقوله : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ).


الحلول العملية دائما مفيدة و إليكم هذه الأفكار التي أرجو أن ينفع الله بها :


- إستشعار عظم النعم علينا و أن الله رزقنا إياها بمحض إنعام منه سبحانه و ليس استحقاق منا لها.


- إخلاص النية في صرف أي شيء حتى ما تطعم به أهلك.


- البعد كل البعد عن المظاهر الخادعة الزائفة و هذه تحتاج إلى مجاهدة خاصة في مجتمعنا فقد تلوكك الألسن و تتهم بالبخل لكن ضع بصمتك و اثبت عليها فسيأتيك أجر من يتبعك في التغيير. لابد أن ننمي فينا ثقافة التغيير فلو أخذ كل واحد منا عادة سيئة فقط و جاهد في تغييرها لأنتج أكثر من الذي ينتقد كل شيء و لا يغير شيئا إذ تذوب الجهود و تتشتت من كثرة المشاكل.


- عند الطبخ في البيت ، نتعلم من الوجبة السابقة فإذا كان الأكل فاض بنسبة 25% نخفض الطبخ المرة القادمة 25% و نتذكر حديث النبي صلى الله عليه و سلم طعام الواحد يكفي لأثنين و لا بأس أن ينتهي الصحن و نحن لم نشبع تماما و صدقوني لعق بقية الطعام له لذة عجيبة.


- عند الطلب من المطعم نتعلم من الوجبات السابقة أيضا بنفس الطريقة. البعض منا يفرح إذا أعطاه عامل المطعم أربع من الخبز و هو يعلم أنه سيأكل واحدة فقط و هكذا في الأرز بثقافة خلنا نخسرهم. لنتعلم أن نأخذ بقية الطعام إلى البيت و هذه ليست تقليلا من شأنك فالكبار هم من يقوم بذلك و الصغار هم من يأنفون من ذلك.


- عند رمي شيء من الطعام عليك أن تستشعر أنك تقوم بمعصية و أعتقد و الله أعلم أنه لا يكفي كل مرة أن تستغفر و أنت مصر عليها بل لابد أن نتدرب لنغير و هذا ليس استهانة بالإستغفار و استغفر الله أن أتألا عليه بشيء.


- الثلاجة و المايكرويف من نعم الله علينا. أعلم أن كل البيوت بها ثلاجات لكن معظمنا لا يقتني المايكرويف. رأيت بعض الحريصين يحفظون ما تبقى من الطعام (حتى القهوة) في الفريزر و يقوم بتسخينها مرة أخرى في المايكرويف. أنا أتمنى كل واحد أن يدرس هذه الفكرة. هناك بعض التحفظات الصحية التي لا أعلم صحتها عن تسخين الأكل في أواني البلاستيك فربما يجدر أن نتجنبها و ينبغي أن يحفظ الطعام في الفريزر و ليس الثلاجة.


- العزائم غالبا ما تقوم على المكابرة و المفاخرة و أرى أنه ينبغي أن نتكاتف بحلول عملية و ليست نظرية من أجلها. لقد ورد ذم طعام الوليمة لأنه يدعى له الأغنياء فقط لكن إذا و لابد فلنتأدب مع ربنا بطاعته في نعمته. نحاول جاهدين أن نخلص النية بأن تكون هذه الوليمة صلة رحم و تأليف للمسلمين و إدخال السرور على الإخوان. نحرص على عدم المفاخرة بكثرة المفطحات. من يعلق الجرس و يقول أنا لها و يفصل الذبيحة الواحدة على ثمانية صحون أو أكثر و إلغاء فكرة المفطح التي أرى أنها من الأفكار السيئة. من يعلق الجرس و يضرب بكلام الناس الحائط. أنا أجزم بأنه لن يقوم به إلا الكبار. تذكروا أنه ليس اقتصاد بخلا. البخيل يحفظ المال لكي يستمتع بحفظ المال لذاته أما المقتصد فهو من يحفظ المال ليصرفه في شيء أهم من الذي كان من الممكن صرفه فيه الآن.


- ينبغي أن نتحدث مع أولادنا عن حالة الفقر و العوز التي كانت بنا ليعلموا أنه لابد أن يخشوشنوا فإن النعم لا تدوم. ثقوا أنهم لن يحسوا بحجم النعمة التي نحن فيها ما لم يتصوروا حجم المعاناة التي كنا فيها و آباؤنا.


- أهم نقطة أن نشكر الله سبحانه و تعالى على نعمه بالقول و أهم منه بالعمل فلا نعصى الله سبحانه بنعمه كما قال ابن القيم رحمه الله :- ما عصي الله إلا بنعمه. و لنتذكر: ( و لئن شكرتم لأزيدنكم ) و (اعملوا آل داوود شكرا).



أرجو أن نتحرك من الآن في حملة حفظ النعمة و لنبدأ بأنفسنا و من حولنا ثم عزائم منطقتنا ثم المطاعم و غيرها بأفعال و ليس أقوال.


إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
همام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس