الموضوع: يحكى أن ( 30 )
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-12-2013, 10:37 PM   #1
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 74
همام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond repute

اوسمتي

افتراضي يحكى أن ( 30 )

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحكى أن فتى يبلغ من العمر خمسة عشر ربيعاً سافر مع والديه على ظهر إحدى السفن و بينما هو يتأمل أمواج البحر و الطيور و السحب و هو على حافة السفينة إذ انحرفت السفينة فجأة لتجنب إحدى الشعب المرجانية. سقط الفتى في وسط البحر و قد كان تعلم السباحة و لكنه ليس بذلك الماهر. لم ينتبه ركاب السفينة لسقوطه إلا أن رجلاً نظر إلى البحر فرأه يصارع الموج و يكاد الموج أن يصرعه، فصاح في أهل السفينة لكي ينتبهوا له ثم نزع أشيائه بسرعة و قفز في البحر ﻹنقاذ الفتى. على الرغم من أن الرجل كان يجيد السباحة إلا أن السباحة في مسبح تختلف تماماً عن السباحة بين أمواج تبلغ اﻷمتار. أمسك الرجل بالفتى و حمله حتى قرب من السفينة حيث كان الركاب قد أنزلوا له سلم الحبل لكي يصعد عليه. تمكن الرجل من دفع الفتى المنهك أمامه و صعدا سوياً إلى ظهر السفينة. أستقبل الناس الفتى بالتهنئة و الفرحة و كان في مقدمتهم والدي الفتى حيث اختلطت دموع الفرح بدموع الذهول و الصدمة. عندما هدأ الناس، انطلق الفتى يبحث عن الرجل الذي أنقذه لكي يشكره على إنقاذه. وجد الفتى الرجل المنقذ في ناحية من نواحي السفينة فسلم عليه و شكره على مخاطرته من أجل إنقاذه. نظر الرجل إليه و قال له بنبرة حزينة: يا بني أتمنى أن تكون حياتك تستحق المخاطرة من أجلها.
إن الحياة تقاس بقدر العطاء فيها سواء كان هذا العطاء في الدنيا أو في اﻵخرة و قد يترك اﻹنسان بصمة في حياته و يكون عمره بركة عليه و على من حوله و هذا بالتأكيد يستحق المخاطرة من أجله. و في المقابل هناك أناس لا يستحقون أن يعيشوا في هذه الحياة فهم وبال على أنفسهم إذ لا يعرفون حق خالقهم و لا يقومون بأمره و قد يكونون وبالا على والديهم بعقوق و جحود و قد يكونون وبالا على مجتمعهم بمخدرات و إجرام.
السؤال اﻷخير ﻷنفسنا، هل تستحق حياتنا المخاطرة من أجلها؟ أتمنى أن تكون اﻹجابة بنعم.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
همام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس