الموضوع: جناحان
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-2017, 03:04 PM   #14
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 74
همام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond repute

اوسمتي

افتراضي رد: جناحان

سلم عليه فقال مالي أرى يدك خشنة كأنك أحد الفلاحين. لم يدر صاحبنا إن كانت هذه سبة أم مدحة، فقائلها يريد بها الإنتقاد و متلقيها أعجبته فهو لا يحب التنعم بل يحب الخشونة.
التنعم للنساء شيء مألوف و هو من الفطرة ( أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) بشرط عدم الإفراط في ذلك، لكن التنعم للرجل و للشاب خاصة تحتاج إلى معادلة دقيقة.
أذن الله بالإستمتاع بالحياة الدنيا بل قد أمر به في مواضع بعضها أمر إيجاب و بعضها أمر ندب (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) و في الحديث ( إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجَمالَ ويحبُّ أن يرى أثرَ نعمتِه على عبدِه) و لكن الإفراط في التنعم للشاب خاصة ليست من الخصال المحمودة بل و لم يسد بعزمه من دون تدخل من عوامل خارجية من كان متنعما، و قد روي عن عمر رضي الله عنه: اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم، و قال أبو العتاهية:
إن الشباب و الفراغ و الجدة## مفسدة للمرء أي مفسدة
و المقصود بالجدة، أي الغنى، و نظرت عائشة رضي الله عنها إِلَى رجل كَاد يَمُوت تخافتا فَقَالَت: مَا لهَذَا، فَقيل: إِنَّه من الْقُرَّاء، فَقَالَت: كَانَ عمر سيد الْقُرَّاء، وَكَانَ إِذا مَشَى أسْرع، وَإِذا قَالَ أسمع، وَإِذا ضرب أوجع، و في رواية كان ناسكا، فقالت: و كان الناسك حقا.
نستنتج أن المرأة تميل إلى الدعة و التنعم و لا تلام في ذلك إذا لم تفرط، و الشاب لا بأس عليه أن يستمتع بما يطيب له من الحلال، لكن كثرة التنعم في الملابس، أو كثرة مرطبات الجسم أو الروائح الزكية لا ينبغي لمن كانت همته المعالي أن يتوسع فيها، فيكون متوسطا فلا نطلب منه أن تكون يده خشنة مثل الفلاحين و مثل صاحبنا و لكن يكون أقرب إلى خشونة الرجال من نعومة النساء.
اسأل الله أن يوفقنا جميعا للخير و إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
همام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس