" تضاد "
عيناكِ.. رجْعُ البحرِ للشّطآنِ
وتجمّـعُ الأوطـانِ للأوطـــانِ
فاستقبليني فالبحارُ جميعها
ما عاد منها شاطئٌ يلقاني
سَكَنَ الخريفُ على حدود جزيرتي
حمَلَت دلافينُ الهوى أكفاني
جرَحَ الزمانُ بلا شعورٍ مركبي
ونزفتُ أحزاناً على أحزانِ
بتعجّبٍ ردّتْ وقالت لي كفى
ما قد سمعتُ فليس في إمكاني
إني ملَلتُ سماعَ ترتيل الهوى
وحياكةَ الكلماتِ في وجداني
أبدِلْ كلامكَ بالمفيدِ ولا تُطلْ
إني استرقتُ لألتقيكَ زماني
إزرع بأرضي أغنياتٍ حلوةً
وابدأ بثغري.. لا تقف بمكانِ
فأنا كنارٍ قاتلتْ جدرانَها
والشوقُ أخرجها خيوطَ دخانِ
إني أحبكَ والأنوثةُ في دمي
تنسابُ مثل الدمعِ من أجفاني
إني أحبكَ والسفينةُ لم تصلْ
لبلادها لسواحلِ الخلجانِ
سافر عميقاً في بلادي لا تخف
شَهَقَ الطلوعِ ومهبط الوديانِ
********
لا تحسبي أني أتيتُ لأنتهي
وتأكّدي فلقد خسرتِ رهاني
متناقضٌ فعل الهوى وجنونهُ
فتداركي النيرانَ بالنيرانِ