الدكتور العودة يعيد «رياضة النساء» للواجهة
آراء وتعليقات على موقع « الرياض الإلكتروني» تناشد باعتمادها تحت إشراف نسائي
ضوئية للتحقيق المنشور مع الشيخ العودة
متابعة - عبدالله الحسني
أعاد الحوار الذي أجرته (الرياض) مع الدكتور سلمان بن فهد العودة قضية "رياضة المرأة" لواجهة الأحداث مجدداً، ورغم أنها قضية قتلت بحثاً ودراسة بلا جدوى فما زال التوجس والتعامل بمنطق الريبة هو الأبرز في ردود الأفعال لدى غالبية القراء إذ طغت النبرة الذكورية وهيمنت اللغة المعنّفة الصاخبة ممارسة وصاية اعتادتها على نصف المجتمع الثاني الذي ما فتئ يستكين خانعاً لمن يقرّر له حقه او لا.
ولعل نظرة سريعة على فحوى الردود تثبت بما لا يدع مجال للشك ان هذا الكائن الناعم والجميل ما زال موضع انتقاص وسخرية ونظرة دونية فمن قارئ يرى أن دورها لا يتجاوز حدود جدران المطبخ الأربعة وآخر تنتفخ أوداجه بحنق عنيف وكأن المطالبة هنا لها مساس بكرامة او بفعل شائن لا سمح الله.
تحقيق (الرياض) عن الرياضة وكيف أصبحت حاضر صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، والذي استضاف فيه الدكتور المفكر سلمان العودة اكد اننا ما زلنا في عثرات البدايات اذ إن التغيير المطلوب ما زال تفصلنا عنه مسافات سحيقة من الوعي والانفتاح فرأي الدكتور العودة المستنير لم يؤخذ كما هو خليق به في ظل ردود اتسم غالبتها بالسطحية ولعلنا هنا نذكر مقولة للدكتور العودة حول "التغيير.. ترف ومثالية أم ضرورة؟" حيث أجاب: إنه إذا كانت أمم الشرق والغرب التي قطعت مراحل تشعر بحاجتها إلى التغيير، فكيف بمجتمعاتنا التي عندها الإمكانيات الشرعية، والتاريخية، والجغرافية، والاقتصادية، والبشرية، ومع ذلك هي ما زالت تتأمل وتراوح في مكانها. وأتصور ان تساؤل الشيخ العودة المرير سيطول في ظل هذا البطء في فهم فقه الواقع من الأغلبية.
السمنة والترهّل والاكتئاب تفترس الفتيات وتهدد صحتهن بالشيخوخة المبكرة!
الردود كما أسلفنا كانت خليطا من رؤى وأفكار مسبقة تخشى من التغيير لمجرد التغيير وهو توجس يكتنف أي ملامسة لقضية تتعلق بالمرأة مثل هذا الرأي الذي يقوله احدهم: (تضخيم هذه القضية وجعلها متصدرة لكل الصحف يثير الاستغراب! هل الرياضة تستحق كل ذلك؟ ام هناك شيء اخر؟ المفروض ان الفتيات عندهم رياضة لأجل صحتهم بس يكون اللبس المناسب).
لكن رأيا اكثر نضجاً يأتي مؤكداً: ان البعض يحرمون رياضة البنات في المدارس (من رؤوسهم ) ما يدرون ان الرسول عليه الصلاة والسلام سابق عائشة رضي الله عنها مرتين وفاز عليها في الثانية وقال لها: هذه بتلك!
والصحابية ام عماره كانت مجاهدة مقاتلة شاركت في الغزوات من احد وحتى فتح فارس في عهد عمر رضي الله عنه وأم حكيم المخزومية قتلت سبعة من الروم.
فيما يرى آخر ان الرياضة "ما لها داع للنساء تشد عضلاتهم وتخليهم خشان الأفضل هو تنظيم الطعام عشان ما يسمنون والرياضة المنزلية كل يوم عشر دقايق الصباح وخلاص".
اما معلق آخر فيقول: أنا أتمنى من المشايخ اللي حرموا الرياضة للبنات يروحون لمدارس البنات سوف يجدون كرات دهنيه ممتلئة تمشي على الأرض ! على حد قوله .
وبنبرة لا تخلو من الم ينادي هذا القارئ قائلاً: "ياناس والله ترى الحريم بشر زينا وبعدين إذا مارسو الرياضة بالمدارس وش المشكله حريم مع حريم الدعوة بسيطة زي طابور الصباح عندنا".
"شوفيها اذا البنات عملوا رياضة مش أحسن ما يصير عندهم دهون وشحوم وتشوف الواحدة عمرها 15سنة وشكلها كأنها عندها 10 عيال لا ولسه يوم تتزوج اذا تزوجت كيف حيصير شكلها".
وآخر من الزوار يعتقد ان الاعتدال هو المطلوب وعدم الانغماس بملذات الدنيا.
ويشيد أحد القراء بآراء الشيخ العودة واصفاً إياه بأنه شيخ مستقل يقول ما يعتقده دون مس في ثوابت الدين ودون تشنج أو إسقاطات وبعقلية قل أن نجدها في مشايخنا حفظهم الله.
ويشاطره قارئ آخر بأمنية أن يتم اعطاء الفتيات السعوديات الحق في ممارسة كافة الألعاب الرياضية "دون اختلاط ويكون ذلك عن طريق المدارس النوادي المغلقة ليتعبه قارئ آخر بتساؤل عريض هو: نحن كمجتمع.. لماذا نجعل العادات والتقاليد تحكمنا في كل شيء حتى في حرية نسائنا؟ ياخي البنت تبغى تروح نادي والا في مدرسه تمارس رياضه احنا ايش دخلنا؟ أهم شي انها تحفظ الله ليحفظها وتؤمن به كما نؤمن به لماذا نجعل النساء وكأننا نحن من نتحكم فيهم ونصنع القرارات التي تسير مايريدون وكأنهم مملوكات لنا؟ ياخي والله شي يقهر.. البنت بكيفها تبي تدرس ما تبي تدرس.. تتزوج والا ما تتزوج.. تمارس رياضه في نادي والا في مدرسه والا في بيت.. ماعليكم منهم لا تعقدونهم مساكين، يكفي اللي هم فيه".
وتؤكد ام عبدالعزيز أن ممارسة الرياضة تعد ضرورة للجميع بجميع الأعمار والفئات حيث إن الدراسات أثبتت بأن رياضة المشي على سبيل الأمثال يفرز الجسم من خلالها هرمون الإندروفين وهو هرمون السعادة ونحن نعلم أن المراهقين والمراهقات يعانون من الاكتئاب المصاحب للمرحلة العمرية فما المانع من تخصيص حصة أسبوعيا ولبس محتشم جدا.
ويدعم رأيها قارئ بإشارته الى ان هناك إحصائيات رسمية في السعودية تبين أن 52% من السعوديات مصابات بزيادة الوزن والبدانة، بينما سجل المرض نفسه نسبة 45% بالنسبة للسعوديين الرياضة أصبحت بالنسبة لنا حاجة ملحّة كيف لا وهي سبب مباشر لأكثر من خمسة عشر مرضا شائع.
وفيما يتعلق برياضة الفتيات في المدارس فأنا أدعم رأي الشيخ بخصوص توافرها ويفترض أن تكون مادة أو حصة أسبوعية في وجود الرقابة الكافية وأن تكون في صالات مغلقة داخل المدارس.
لابد أن نعي أنهن أمانة في أعناقنا ويجب الحفاظ عليهن وعلى بقائهن أصحّاء والله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
وفي رأي غريب يرى احد القراء ان " هذا استعمار من الغرب لخروج المرأة من بيتها تحت أي مسمى " فيما اتفقت اغلب الآراء من المداخلين والمعلقين ان صحة الجسد تزيد من صحة الروح وسلامة النفس.
ويضيف آخر " أفضل من أن يذهبن إلى نوادي أو أماكن بعيدة عن الرقابة الان كثير من المستشفيات توجد أماكن مخصصة للرياضة وبأسعار عالية، ولم يتدخل احد او يتكلم عن الرقابة فمن باب اولى ان يكون هناك ناد نسائي وبإشراف الوزارة، ولا اعتقد انه مسموح للمستشفيات ومرفوض للمجتمع ناد صحي اجتماعي للنساء".
ولأننا بدأنا بالمفكر المستنير الدكتور سلمان العودة الذي قال عنه الناقد الدكتور عبدالله الغذامي: إنني من حقي أن أفرح بهذا الرجل وأن أبتهج به، كما أنني أريد أن أعبر عن فرحي بهذا الرجل العزيز الحبيب على النفس، فلقد أكدت في أكثر من مناسبة أن الشيخ سلمان العودة نعمة من الله عز وجل علينا وعلى ثقافتنا".
ولعلنا نختم بمقولة للشيخ العودة عن التغيير تتماهى مع ما طرحناه وهي: (نحن ما زلنا على كافة الأصعدة، سواء فيما يتعلق بالجانب السياسي أو الشرعي أو الاجتماعي أو المعرفي ربما نكون أقرب إلى أن نكون مجتمعاً يميل إلى المحافظة والبقاء على ما عليه الأمر، وكأنه يستبطن أن أي تغيير سيكون نحو الأسوأ).
فهل يأتي الوقت الذي تشرّع فيه هذه الرياضة المهمة لبناتنا ونسائنا..؟
آراء وتعليقات على موقع « الرياض الإلكتروني» تناشد باعتمادها تحت إشراف نسائي
العرض العادي
