1- أبو بكر الصديق ( الصديق ) .....20
أبو بكر الصديق و حل المشكلات 4
المرتدون :
جماعة دخلوا الإسلام من غير عقيدة و من غير فهم ...فلما ظهر المتنبئون و إنشغل المسلمون بالصراع معهم إنتهز المرتدون هذه الفرصة و أعلنوا خروجهم من الإسلام و عودتهم للجاهلية و قد إنضم بعضهم الى المتنبئين و إكتفى بعضهم بترك الإسلام دون أن ينضموا لأحد و قد إنتشرت الردة فى بنى عامر و هوزان و سليم و لكن خطورتها كانت فى سكان البحرين الذين يرون أنهم كانوا تحت قيادة رجل إسمه الحطم من بنى قيس بن ثعلبة و كان كثير من سكان البحرين من عناصر يهودية و فارسية شجعت المرتدين على المسك بإتجهاتهم المنحرفة و إنتهز الفرس حركة الردة فى هذه المنطقة فأرسلوا جيشا بقيادة رجل إسمه المكعبر فى محاولة لإعادة إحتلال المناطق العربية و ضرب الإسلام .
و إستنجد مسلموا البحرين بأبى بكر ليعاونهم ضد الفرس فأرسل لهم جيشا بقيادة العلاء بن الحضرمى كما طلب من خالد بن الوليد أن يساعده عقب الإنتهاء من حرب مسيلمة الكذاب و قبل ان يصل خالد دارت معارك بين العلاء و جيوش المرتدين كانت تنشط نهارا و تهدأ ليلا و حدث مرة أن سمع العلاء حركة من معسكر الحطم فى جوف الليل فأوفد الى معسكر المرتدين من يأتيه بخبر الضوضاء و عاد الرسول ليقول له إن القوم قد شربوا و ثملوا و أنهم يتراقصون و يغنون فأطبق عليهم العلاء و رجاله فهزموهم شر هزيمة و قتل الحطم فى هذه المعركة .
ثم حضر خالد بن الوليد بجيشه و خططه فأكمل النصر عليهم و أدرك المرتدون أن لا قبل لهم بالصمود أمامه ففروا الى الجزر الداخلية ( البحرين الأن ) و أحرقوا السفن حتى لا تستطيع جيوش الإسلام أن تلحق بهم و هنا تحول خالد بن الوليد الى العراق بناء على طلب الخليفة و ترك الأمر للعلاء الذى أصر على ملاحقة الهاربين و تقول الرواية :
أن العلاء وقف بجيشه أمام الماء الذى يحول بينه و بين المرتدين و صلى العلاء فى تضرع و دعا الله أن يمكنه منهم فإنحسر الماء بحيث يمكن خوض المسافة بين الشاطيئ و الجزر و حينئذ زحف العلاء بجيشه و داهم المرتدين و قد ظنوا أنهم آمنون فأعلن بعضهم عودته للإسلام و اسفه على ما بدر منه و قضى العلاء على من بقى على كفره ثم زحف الى التمجعات التى التفت حول المكعبر و حقق عليهم إنتصارا عظيما .
و يروى الطبرى موقفا من الكرامات يتصل بهذا الصراع ....فإن جيش العلاء تعرض لعطش قاتل فإتجه العلاء الى الله سبحانه و تعالى و إستجاب الله إليه إذ سرعان ما رأوا ماء يلمع فهبوا إليه و شربوا و إستراحوا بل رأته القوافل فإتجهت إليه من كل صوب .
قال أبو هريرة : لقد عدت بعد حين لأتأكد من حال هذا الغدير و هل هو غدير فعلا أو منحة من الله سخرها لحاجة المسلمين فلم أجد غديرا فى المكان و لم أجد إلا اثر الغدير كان و راح .
الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله
و النص هنا يؤكد حقيقة هامة فعلا و لو لم ندركها لضاع من بينا ايدينا كل شيئ فعلا
المرتدون ما علت لهم راية و لا بدأوا فى الظهور على الساحة إلا بعد أن إنشغل المسلمون بحروبهم مع المرتدين و بالتالى فقد كانوا يترصون بالمسلمين و ينتظرون فقط لحظة ضعف ليظهروا أنيابهم و يجهزوا على الإسلام
و هذا درس رهيب لكل مسلم فى كل عصر و أوان
يا مسلم يا غيور على دينك إن كنت فعلا تخاف على دينك فكن قويا يرهبك و يهابك الأعداء الذين تعرفهم و الذين لا تعرفهم و الذين يختبئون تحت عباءات مختلفة من ضمنها عباءة الإسلام
و تعالى بنا إلى أيه كريمة شافية نافعة لمن واعاها و أدرك معناها و تفكر فيها
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60
إن هذه الآية الكريمة الشريفة إنما تحث كل غيور على دينه و ربه و نبيه صلى الله عليه و سلم أن يتخذ كل السبل المشروعة ليتسلح بكل الأسلحة ليكون مسلما قويا ليكون منبعا للرهبة فى قلوب الأعداء
و الله عز و جل يقول ان هناك من لا نعرف عنهم شيئا و هم يتربصون بنا الدوائر لينقضوا علينا
نعم علينا بالقوة و علينا بالتسلح بسلاح العلم الشرعى و سلاح العلوم الدنيوية و سلاح الإكتفاء الذاتى من الغذاء و سلاح الإختراعات الحديثة و قس على هذه الأمور كل مستحدثات العصر و متطلباته
إننى أحزن أشد الحزن كلما نظرت حولى فالسيارات من حولى ألمانية أو أمريكية أو إيطالية أو يابانية و المحركات الكهربائية أوربية أو أمريكية و ملابسنا معظمها مستورد بل إن الأحذية تكاد تكون مستوردة فى كثير من البلاد و الأدهى و الأمر فعلا أن السراويل الداخلية للرجال مستوردة و غالبا ما تكون صينية الصنع و عندما نتحدث عن المارد الصينى فحدث و لا حرج فقد صنعوا لنا كل شيئ حتى فوانيس رمضان بل حتى المسبحة التى نستخدمها فى التسبيح
إننى أخجل اشد الخجل من هذا الوضع المهين فعلا
أعجزنا عن تصنيع سراويلنا الداخلية و أى فن و أى تكنولوجيا فى تصنيعها
هل تصنيع الأحذية اصبح من الدقة بحيث أننا فشلنا فى صنعها أم أرهق علماؤنا التفكير فى كيفية صناعتها و بالتالى إستوردناها
و إنى ما زلت أتسأل عن شباب المسلمين فى كل مكان ماذا يفعلون و لماذا يستخدمون الإنترنت و ماذا يجنون من ثمار النت
هل أصبح النت مجرد شات و تواصل إجتماعى فقط
هل أصبحت أجهزة الكمبيوتر التى لا يكاد يخلو بيت منها وسيلة للترفيه فقط
إننى على علم تام بأن كثيرين من أبناء الأمة العربية يسافر للدول الأوربية فى العام مرتان على الأقل و أتمنى أن اسأل هؤلاء لماذا تسافرون لهناك هل فقط للسياحة أم للتعلم و هل كثرة السفر لم تعلمكم شيئا ينفعكم فى الحياة و التفاعل مع مجتمع دولى أصبح يستورد منا البترول بثمن بخس و يعيد تصديره لنا مرة أخرى بأغلى الأسعار كمنتجات بترولية
أين روؤس الأموال العربية
أين العقول العربية التى أذهلت العالم فى عصر من العصور
أين الشباب الذين هم ثروة هذه الأمة الجريحة
ما زلت أبحث حولى عن شيئ مكتوب عليه أنه مصنوع فى بلد عربى أو إسلامى ( و لكن دون زيف و كذب ) نعم نريد تصنيعا حقيقيا و ليس مجرد أكذوبات من البعض الذين يشترون الماكينات تنقصها فقط الماركات فقط ثم يكذبون و يقولون نحن نقوم بالتصنيع .
و قد يقول قائل إن كلامى هذا و أمنياتى مستحيله
و لكنى أأوكد أن كلامى هذا ليس مجرد أحلاما وردية بل يمكن تحقيقها لو صدقنا النية مع الله عز و جل
و من أراد البرهان على صدق كلامى فلينظر كيف نصر الله عز و جل المجاهدين فى سبيله بمعجزات خارقات تمت على يد أُناس أخلصوا لله عز و جل فنصرهم بنصر من عنده سبحانه و تعالى
فها هو البحر ينحسر أمام جيوش المسلمين الزاحفة لإعلاء كلمة الحق بفضل و نعمة من الله لما أخلصوا النويان و هموا بأن يفعلوا كل ما يستطيعون و توكلوا على الله حق التوكل
و ها هو الله عز و جل يمنح جنوه غديرا لينقذهم من العطش و الهلاك فى مكان ليس به مصدر ماء لما صدقوا النية لله و آمنوا بالله حق الإيمان
إنها النصرة من رب العالمين
النصرة التى وعدها الله عباده المتقين
و من يطلب النصرة عليه أولا أن يكون من المتقين بعدها تكون النصرة من رب العالمين
العشرة المبشرون بالجنة 20
العرض العادي
