السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جميل أن يكون القائد ذا عزيمة فإذا رأى رأيا و أعتقد صحته نفذه بكل ما يستطيع لأن كل رأي له معارضون فلا تطمع أن يوافقك الناس كلهم
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة== فإن فساد الرأي أن تتردد
لكن ينبغي للقائد في نفس الوقت أن يستمع لأهل الرأي و المشورة و خاصة كبار السن ممن يعرفون بسداد الرأي و استشراف المستقبل و لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم خير مثال فقد نزل يوم بدر في موضع فاتاه الحباب بن المنذر في أدب جم و قال : يا رسول الله، أهذا منزل أنزلك الله إياه ( يعني ما نقول إلا سمعنا و اطعنا ) أم هو الرأي و الحرب و المكيدة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: بل هو الرأي و الحرب و المكيدة، فقال الحباب: فإن هذا ليس بمنزل و أشار عليه أن ينزلوا بعد الماء لكي يؤمنوا حاجة الجيش من الماء و يمنعوا الكفار منه ثم كان لهم النصر بإذن الله فلم يمنع رسول الله صلى الله عليه و سلم كونه الرسول أن يحرك الجيش بأكمله على رأي أحد الصحابة عندما اقتنع به و الأمثلة في حياته صلى الله عليه و سلم كثيرة لعل من أشهرها أخذه برأي أم سلمة يوم الحديبية.
في المقابل نجد أحد قادة الكفار و هو مالك بن عوف النصري قادة ثقيف و هوازن في حربهم مع المسلمين في غزوة حنين حيث ساق مع الجيش النساء و الأطفال و الأنعام لكي يستبسل المقاتلون في الدفاع عن أعراضهم و أموالهم فأنكر عليه دريد بن الصمة -و هو من فرسان العرب شهد المعركة مشركا قد عمي و تجاوز المئة عام- و قال له: و هل يرد المنهزم شيء فأصر على رأيه و هدد بالانتحار لو خالفوا أمره فطاوعوه فنالوا شر هزيمة و سبيت الذراري و النساء و غنمت الأموال.
إن القائد المحنك هو من يستمع لأهل الخبرة في أي مجال و لا يكون تعسفيا أهوج في قراراته بل يأخذ بالمشورة من أهلها و ليس ضعيفاً في نفس الوقت يملي عليه كل واحد رأيه حتى و لم يكن من أهل المشورة.
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سمعت شيخنا سعيد بن مسفر يقول ذات مرة:لو جاءت الموضة أن الناس يلبسون الأحذية في أيديهم لوجد كثيرين يفعلون ذلك و أظنه صادق.
طالعتنا وسائل الإعلام عن ما يسمى بتحدي الثلج لدعم المنظمات الخيرية و لأنها هرطقة غربية فقد تبعها من قومنا أناس كثير و هذا مؤشر خطير لأنه كما قال إبن خلدون رحمه الله: أن المغلوب مجبول على تقليد الغالب. إن كثير ممن يقلد هذه الهرطقة لا يلقون بالا لآيات و أحاديث الفضائل في فضل البر و الإحسان و الصدقة و ما أعده الله للمحسنين من الأجر و الثواب المضاعف إلى سبعمائة ضعف بينما تجدهم يتبعون حثالة أهل الغرب و هم الممثلين و الممثلات و من شابههم فإلى الله المشتكى.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″