السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الزهد الحقيقي هو الزهد في المعاصي و تركها فلن ندعو إلى زهد نظري في الدنيا فلا بأس أخي أن تمتع نفسك بما أنعم الله عليك فالبس جديداً و اشتر سيارة فارهة و اتخذ جوالا مميزاً كل ذلك لا بأس فيه ما لم يكن فيه إسراف أو خيلاء لكنه و الله من الغبن أن يلد في هذه البلاد أحد و يشرب ماءها و يستنشق هواءها و ترعرع في سهولها ثم تمضي عليه ثلاثون سنة و هو لم يحج. كم هو مخجل أن يتعلق إخواننا من الوافدين بالحرم و نحن نزهد فيه بحجج واهية و دعوى عدم الاستطاعة و هو يصرف الأموال الكثيرة في الكماليات و ليس الضروريات و لا حتى الحاجيات. قابلت أحد الإخوة الباكستانيين فحدثني انه يسافر كل شهر بعائلته إما إلى مكة أو إلى المدينة قاطعا أكثر من 800 كم بسيارة ليست بالجديدة فعجبت من همته ثم رأيت برنامجا وثائقيا يحكي كيف أنهم انشؤوا صندوق استثماري حيث يستقطعون مبلغ من الراتب لكي يحج المشارك بعد ثلاثين سنة. ذكر القرطبي في تفسير سورة الحج أن رجلاً سأل أحدهم في المطاف : منذ خرجت من أهلك لتحج؟ فقال : منذ شهر، و أنت؟ فقال: منذ خمس سنوات، فعلق القرطبي بقوله: هذه و الله العباده منذ خمس سنين و هو في عبادة.
أيها الإخوة، نحن لا نتحدث عن ترف علمي و لا نافلة مستحبة بل نتحدث عن ركن من أركان الإسلام. أرجو ان يعزم كل من فاتته الحج فيما مضى لكي يحج هذا العام.
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″