السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ورد في بعض الإسرائيليات أن نبيا من الأنبياء سأل الله فقال: يا رب أرني عدلك، فأوحى إليه الله: امكث عند النهر، فمكث هناك ينتظر، فجاء فارس مدجج بالسلاح و معه صرة نقود فنزل و شرب من الماء و مضى، إلا أنه نسي صرة النقود عند النهر. أتى بعد مغادرة الفارس شاب ليشرب من النهر، فوجد صرة النقود و لم يجد عندها أحد فأخذها و مضى. أتى بعد الشاب رجل كبير أعمى ليشرب من النهر في نفس المكان و في هذا الوقت عاد الفارس لأنه فطن إلى أنه نسي النقود على النهر. طلب الفارس من الأعمى النقود فأنكرها و هو صادق إلا أن الفارس لم يصدقه فقتله و مضى.
سأل النبي ربه فقال: أي ربي، فأين العدل؟ فأوحى إليه الله: أما النقود فكانت لوالد الشاب سرقها منه الفارس، و أما الرجل الأعمى فإنه كان قد قتل والد الفارس و هو صغير.
أذن لنا أن نحدث عن بني إسرائيل بشرط أن لا نصدقهم، فلا نستطيع أن نجزم بهذه القصة، إلا أن فيها عبرة. لابد أن يكون لدينا يقين لاشك فيه أن ما يحدث في هذا الكون هو من تمام عدل الله و كماله، سواء تبين لنا وجه هذا العدل أم لم يتبين و لذلك ورد في حديث الهم :(اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي) فكل ما يحدث لنا، أو يحدث في من حولنا، سواء القريب أم العالم البعيد هو من كمال الله و عدله و حكمته لكننا نجهل ذلك (و الله يعلم و أنتم لا تعلمون) إلا أنه لا ينبغي أن تكون هذه المعرفة وسيلة إلى الشماتة بمن أصابه مصيبة بأنه يستحقها فإن ذلك من علم الغيب بل نسأل الله العفو و العافية.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لست من متابعي كرة القدم و لكن كنت أنتظر طلبا لي في أحد المحلات وقت مباراة منتخبنا مع تايلند. لفت إنتباهي أن أحد لاعبي تايلند أعترض على الحكم بعد نهاية المباراة، فغضب الحكم من هذا الإعتراض و أخرج له بطاقة صفراء تلتها الحمراء لأنه قد حصل على صفراء قبلها.
تأملت حلم الله على من يعترض على حكمه ليل نهار، و كيف أنه يمهلهم ليتوبوا و يعودوا. لا أقصد من يعصى الله بسبب شهوة أو ضعف في نفسه، فهذه و إن كانت خطيرة لكن الأخطر منها الاعتراض على دين الله و الإغترار بالعقول الفاسدة و تحكيمها في دين الله، و التشكيك في جوانب اعتقادية كعذاب القبر و المسيح الدجال، أو عملية كحجاب المسلمة و كثير من أحكام المرأة و الربا و غيرها، و قد قرر شيخ الإسلام إبن تيمية في كتابه: درء تعارض العقل مع النقل، أن النقل من القرآن و ما صح من السنة لا يمكن أن يتعارض مع العقل السليم، فإذا صحت السنة و حدثك عقلك بتشكيك فيها فاتهم عقلك بالفساد ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″