روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: رأى عيسى بن مريم رجل يسرق، فقال له: أسرقت؟ قال: كلا والله الذي لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله وكذبت عيني.
هذه قصة جميلة جليلة تظهر ذلك التعظيم لله الذي كان عليه نبي الله عيسى عليه السلام، رغم أنه رأى السارق وهو يسرق ولكنه أراد أن يظهر للسارق ذلك المعنى العظيم من تعظيم الله وتعظيم القسم به. ولهذا نهانا ربنا فقال (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم) أي ليس على كل صغير وكبير يقسم العبد بل لا بد أن يهاب العبد القسم بالله لأن في القسم تعظيم لله سبحانه. لكن الذي نراه مع كل الأسف من استخفاف الناس بالقسم بالله حتى وصل الحال باللصوص إذا قيل لهم أقسموا بالله، قالوا جاء الفرج، ونرى الباعة ما أن تفاصلهم في الأسعار حتى تجف الألسن والشفاه من كثرة م يرددون من الأيمان وجلها كاذبة، بل وصل الأمر عند بعض الناس إذا أراد من ضيفه أن يجلس على مكان م يقول والله ألا تجلس هنا، والضيف يقول ما أنا بجالس وهذ يقسم والآخر يرد عليه بقسم آخر، فهذ يضعف في النفوس مهابة القسم بالله، والذي يجعل القسم بالله معظم في النفوس هو أن ندرب أنفسنا وأبناءنا على أن لا نكثر من القسم في كلامنا وأن نعظمه كما عظمه سيدنا عيسى عليه السلام