الإهداءات


العودة   منتديات آل حبه > منتـــــديات آل حبه العامــــة > المنتدى العام

المنتدى العام طرح كافة المواضيع العامة والتي لا تندرج تحت اي قسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-2013, 02:03 PM   #861
منتديات ال حبه الادبية
 
الصورة الرمزية مون لايت
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 4,404
معدل تقييم المستوى: 100
مون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura aboutمون لايت has a spectacular aura about

اوسمتي

افتراضي رد: موضوع المليون

نهاية العالم متى؟ وكيف؟
للشيخ محمد حسان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله
(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثير ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) ( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

ثم أما بعدفحياكم الله جميعا أيها الاخوة الأخيار وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب ممشاكم وتبوءتم جميعا من الجنة منزلاً وأسأل الله جل وعلا الذي جمعني مع حضراتكم في هذا البيت المبارك على طاعته أن يجمعني مع سيد الدعاة في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك والقادر عليه

نهاية العالم . متى ؟ وكيف ؟ هذا هو عنوان لقاءنها مع حضراتكم في هذا اليوم المبارك وكعادتي حتى لا ينسحب بساط الوقت سريعاً من تحت أقدامنا فسوف ينتظم حديثي مع حضراتكم في هذا الموضوع الكبير الجليل في العناصر التالية:

أولاً:- الأخبار النبوية الفاصلة في الأحداث العالمية المقبلة.

ثانيا:- الملاحم الكبرى.

ثالثا:- وصدق الله ورسوله.

وأخيرا:- ورقة عمل.

فأعيروني القلوب والأسماع جيداً .. والله أسأل أن يقر أعيننا بنصرة الإسلام وعز الموحدين إنه ولي ذلك والقادر عليه

أولا:- الأخبار النبوية الفاصلة في الأحداث العالمية المقبلة:

أحبتي في الله لا يستطيع عاقل على وجه الأرض فضلاً عن عالم أن يجزم بشكل قاطع وفي وقت محدد بنهاية العالم بقيام الساعة. لا يعلم وقت قيام الساعة ملك مقرب ولا نبي مرسل فهذا من العلم والغيب الذي استأثر به الله جل وعلا وحده قال تعالى: ( يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله)
وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أمين وحي السماء جبريل عليه السلام سأل أمين أهل الأرض محمد صلى الله عليه وسلم : متى الساعة ؟ فقال المصطفى: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل." ومع ذلك فإن الله جل وعلا قد أطلع نبينا صلى الله عليه وسلم على كل أمارات وعلامات الساعة بل وعلى كل الأحداث التي ستقع في الكون بين يدي الساعة

تدبر معي قال الله تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول..) وقال تعالى: (ولايحيطون بشيئ من علمه إلا بما شاء)
وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره من حديث عبد الله بن عمرو أنه قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله أريد حفظه فنهتني قريش عن ذلك وقالوا: إن رسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا قال: فأمسكت عن الكتابة ثم ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي: " اكتب فوالذي نفس بيده ما خرج مني إلا الحق"

قال تعالى: (والنجم إذا هوى (*) ما ضل صاحبكم وما غوى (*) وما ينطق عن الهوى (*) إن هو إلا وحي يوحى (*) علمه شديد القوى (*) ذو مرة فاستوى )
ومن ثم قال الله تعالى: ( وما ءاتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب )

ما من شيء إلا وأخبر به الصادق صلى الله عليه وسلم تدبروا معي ما رواه البخاري ومسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة، فما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله
وفي صحيح مسلم من حديث أبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم صعد المنبر فخطبنا حتى الظهر - ظل النبي واقفا على المنبر يخطب في الصحابة من الفجر إلى الظهر - قال: فنزل فصلى الظهر ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت العصر قال: فنزل فصلى - أي العصر - ثم صعد المنبر فخطب حتى غربت الشمس قال: فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا أي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم

فما من شيء وقع وما من شيء قائم بيننا الآن وما من حدث سيقع في السنوات المقبلة بين يدي الساعة إلا وقد أخبر به الصادق الذي لا ينطق عن الهوى فما تحياه الأمة الآن من واقع معاصر وما سيشهده العالم من أحداث دامية مؤلمة في السنوات المقبلة إلا وقد أخبر به الصادق الذي لا ينطق عن الهوى .

نعم لقد جسّـد النبي الواقع المعاصر تجسيداً دقيقاً. ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبر بشبر وذراع بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم " قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى. قال: " فمن؟‍! ".

وفي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبوداود من حديث ثوبان أنه صلى الله عليه وسلم قال: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " قالوا: أومن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: " كلى، ولكنكم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل وليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن" قيل: وما الوهن يا رسول الله؟قال: "حب الدنيا وكراهية الموت"

ومع ذلك فقد أخبر الصادق الذي لا ينطق عن الهوى عن زوال هذه المحنة وكشف هذه الغمة وأخبرنا عن نصرة الله الإسلام والمسلمين وعن إذلال الله للشرك والمشركين ووالله ثم والله إننا الآن على مقربة شديدة بوقوع البشريات المحمديات الصادقة مع ما نراه من واقع مر أليم .. لماذا ؟

لأن الذي سيهييء الكون كله في الأيام والسنوات المقبلة ليحدث في الأرض ما أخبر به الصادق الذي سيغيّر الكون كله هو ملك الملوك جل جلاله ومدبر الكون ومسيّر الأمر الذي يقول للشيء: كن فيكون وهذا هو عنصرنا الثاني والمهم.

الملحمـــــــمة الكــــــبــرى.

أيها الإخوة الكرام..
لقد أخبرنا الصادق الذي لا ينطق عن الهوى أن مرحلة بعد هذا الواقع الأليم المر الذي تحياه الأمة سيتقع حتماً إنها سنّة ربّانية من سنن الله في الكون تلك السنن التي لا تتبدل ولا تتغير قال سبحانه: (ولن تجد لسنّة الله تبديلاً)
أخبرنا الصادق أنه بين يدي الملاحم الكبرى في السنوات القليلة القادمة ستكون هــدنــة سيكون هنالك صلح آمن بين الروم والمسلمين من الروم؟
الروم أو بني الأصفر: هم (الأمريكيون و الأوربيون) .. ستبدأ الملاحم القادمة بهدنة أو بصلح آمن بين الأمريكين والأوربين وبين المسلمين
وأنا أسأل الآن أولم تقع الهدنة والصلح الآن بمثل ما أخبر الصادق الذي لا ينطق عن الهوى.؟؟

روى البخاري وغيره من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، -موت الحبيب صلى الله عليه وسلم- ثم فتح بيت المقدس -فُتِحَ بيت المقدس بعد قول النبي صلى الله عليه وسلم في عهد عمر بن الخطاب بقيادة أبي عبيدة -ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم -طاعون ينتشر فيكم كانتشار هذا الطاعون أو الداء في الأغنام وقد وقع الطاعون في عمواس في بلاد الشام وفيه قتل أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وكثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-ثم استطاطة المال حتى يعطى الرجل مئة دينار فيظل ساخطاً - وقد وقع ذلك فقد تعطي الرجل الآن مئة جنيه أو مئتين فيظل ساخطاً إما لعدم القناعة والرضا وإما لارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بحيث لا يكفيه هذا المال لحوائجه وضرورياته ، أما العلامة الخامسة - قال: ثم فتنة لا تترك بيتاً في العرب إلا دخلته - يراها كثير من أهل العلم متمثلة في وسائل الإعلام بكل صورها وأشكالها فلم تدع هذه الوسائل الآن بيتاً من بيوت العرب إلا ودخلته ثم تدبر العلامة السادسة - قال: ثم تكون هدنة بينكم وبين الروم فيغدرون - والغدر شيمة للروم -فيجمعون لكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً "
والغاية هي: الراية ، وسميت الراية بالغاية لأنها غاية الجيش فإذا سقطت الجيش ضاعت الغاية وهزم الجيش فسميت الراية لذلك بالغاية

وفي لفظ رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة بسند صحيح قال الصادق صلى الله عليه وسلم: " ستصالحون الروم صلحاً آمناً فتغزون أنتم وهم - أنتم أي أيها المسلمون والروم .. والروم كما اتفقنا هم الأمريكين والأوروبين -عدواً من ورائهم- وتدبر كل كلمات الصادق .. ولم يقل من ورائكم- فتسلمون وتغنمون ثم تنزلون بمرجٍ ذي تلول - مكان أخضر يتسم بالخضرة والمياة- فيقوم رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غَلَبَ الصليب فيقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله فعندئذ يغدر الروم وتكون الملاحم فيجتمعون لكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً "

تدبر معي إلى هذا الكلام النبوي وقعت الهدنة الآن وها نحن نشهد الآن مرحلة الهدنة والصلح الآمن معاهدات بين الأمريكين والأوربيون وكل الأمة بلى استثناء معاهدات وصلح آمن، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن المسلمين سيشاركون أمريكا و أوروبا في قتال عدو مشترك يا ترى من هذا العدو المشترك؟! هل هو الإرهاب على حد تعبير الأمريكين والأوربيين و جميع وسائل الإعلام العربية بلا استثناء ؟ هل هو المعسكر الشرقي روسيا والصين واليابان؟ هل هم الشيعة؟

الجواب: الله أعلم بمراد رسوله إلا أن أهل الكتاب يؤمون إيماناً جازماً بهذه المعركة المشتركة ويسمونها في كتبهم وعقائدهم بـ معركة (هرمجـدون) أو (هرمجــيدو) ، وهرمجدون كلمة عبريّة تتكون من مقطعين المقطع الأول: (هر) بمعنى جبل و(مجدون) أو (مجيدو) هو وادٍ أين هو في فلسطين ..
في سِفْرٍ من أسفار أهل الكتاب يسمى بـ سِفْرِ الرؤيا في الإصحاح السادس عشر، يقول: اجتمعت جيوش العالم كلها في أرض تسمى هرمجدون يقول: الرئيس الأمريكي الأسبق (رونل دريجن): إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون، يقول (أورل روبيتسون) صاحب كتاب دراما نهاية الزمن يقول: كل شيئ سيمضي في بضع سنوات فستقع المعركة العالمية الكبرى معركة هرمجدون أو معركة سهل مجيدو.
تقول الكاتبة الأمريكية الشهيرة (جينس هانسل): إننا نؤمن كمسيحين - هذا على حد تعبيرها - بأن تاريخ الإنسانية سينتهي بمعركة تدعى معركة هرمجدون وسيخاض غمارها في سهل مجيدو، قالت: وستتوج هذه المعركة بعودة المسيح إلى الأرض.

يقول القس الأمريكي الشهير (جينيس وجرت) : كنت أود أن أستطيع القول بأننا ننتظر السلام أو سنحقق السلام، ولكنني أؤمن بأن معركة هرمجدون قادمه وسيخاض غمارها في وادي مجيدو في فلسطين
نعم إنها قادمة فليعقدوا ما شاؤوا من اتفاقيات السلام إنهم لن يحققوا شيئاً فهناك أيام سوداء مقبلة، هذه عقيدة القوم في هذه المعركة التي أخبر عنها الصادق الذي لا ينطق عن الهوى بأنها ستكون معركة مشتركة بين الروم - أي الأوروبيون والأمريكين - والمسلمين من جانب وبين عدو آخر من جانب آخر فيغنم المسلمون بعد سلامتهم في هذه المعركة فماذا بعد هرمجدون ؟


وتدبّر جيداً واحفظ هذا الجواب وعلمه امرأتك وعلمه بناتك وعلمه أولادك فهو كلام الصادق الذي لا ينطق الهوى وهو علم الوقت أو فقه المرحلة القادمة ماذا بعد هرمجدون؟ أو إن شئت ماذا بعد المعركة المشتركة بين الروم و المسلمين من ناحية وبين هذا العدو الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية أخرى .. ماذا بعد هرمجدون.. انتبه معي..

فلقد أخبر النبي أن الروم سيغدرون بنا وفي فترة يجمعون الجيوش ويعدون العدة لاستئصال شأفة المسلمين من على الأرض حينما يرفع الصليبي الصليب ويقول: غلب الصليب ويقوم إليه رجل من المسلمين فيقتله في هذه الفترة الزمنية ..

ورد في حديث في مسند أحمد بسند ضعيف أن هذه المدة سيجمع الروم فيها للمسلمين مدة حمل المرأة أي في تسعة أشهر يجمعون الجيوش و يجّيشون الجيوش لاستئصال شأفة المسلمين من على الأرض في هذه المنطقة في منطقة فلسطين وسوريا كما سأبين الآن بكلام الذي لا ينطق عن الهوى

في هذه المرحلة الزمنية الخطيرة يحدث في الكون أمر قدري كونيّ لا دخل فيه للبشر على وجه الأرض إنه أمر قدره الله وقضاه في أمّ الكتاب قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، أمر ليس بكسب مادي ولا بطلب بشري إنما هو أمر قدّره الرب العلي يقع في الكون كنزول عيسى بن مريم كخروج يأجوج و مأجوج كخروج المسيح الدجال .. ما هو هذا الحدث الكوني الخطير إنه ظهور محمد بن عبد الله المهدي.

اللهم عجّل به يا كريم يا عليم .. إنه ظهور محمد بن عبد الله المهدي .. من المهدي هذا؟
رجل من نسل المصطفى من نسل المصطفى من أولاد السيدة فاطمة بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يخرج المهدي بدون كسب منه وبدون طلب منه وبدون رغبة أو طلب من المسلمين أو عمل معين وإنما هو أمر قدريّ كونيّ يقع في الكون كنزول عيسى و خروج الدجال وخروج يأجوج ومأجوج يظهر المهدي عليه السلام

قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وصححه العلامة أحمد شاكر والعلامة الألباني من حديث علي أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المهديّ منّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة" أي يهيئة الله للخلافة رغم أنف العلمانيين والمنافقين يصلحه الله في ليلة .. هل تدري معنى ذلك؟

معنى ذلك أننا سنبيت ليلة عادية من الليالي ونستيقظ في الصباح فنسمع نشرات الأخبار ونسمع في كل وكالات الأنباء وفي جميع وسائل الإعلام أن المهديّ عليه السلام قد ظهر في بيت الله الحرام. يصلحه الله في ليلة : أي يهيئه الله للخلافة الراشدة ليقود الأمة في هذه المرحلة القادمة .. مرحلة الفتن والملاحم بين يدي الساعة.

روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح من حديث حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تكون النبوّة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضّـاً، فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرياً - وهو ما تحياه الأمة الآن - فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"

وفي الحديث الذي رواه الطبراني والبزار والترمذي وابن حبّان وابن ماجة والحاكم بسند صحيح صححه الألباني في السلسلة وغيره من حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنّ الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لتملؤن الأرض جوراً وظلماً فإذا ملأت الأرض جوراً وظلماً يبعث الله رجل مني إسمه إسمي واسم أبيه إسم أبي ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلِأت الأرض ظلما ًو جوراً فلا تمسك السماء شيءٌ من قطرها ولا تمسك الأرض شيئاً من نباتها فيمكث فيكم سبعاً أو ثمانية فإن أكثر فتسعاً"

أيها المسلمون..
لقد بلغ أحاديث المهديّ مبلغ التواتر والحديث المتواتر عند جماهير علماء الأمة يفيد العلم القطعيّ معنى ذلك أن العلم به واجب وأن العمل به فرض لازم، تدبروا معي كلام الصادق الذي لا ينطق عن الهوى..

فقد يسأل سائل وكيف نعرف أن الذي خرج في مكة هو المهدي الحقيقيّ ، فقد خرج كثير من الكذابين و الدجاجلة وادعى كل واحد منهم أنه المهديّ فكيف نعرف أن الذي خرج هو المهديّ الحقيقي لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بعلامة نبوية محمدية صادقة إن وقعت تلك العلامة فلتعلم الأمة كلها أن الذي ظهر ببيت الله الحرام هو محمد بن عبد الله المهديّ -عليه السلام- ما هي هذه العلامة.؟

اسمع كلام الصادق الذي لا ينطق عن الهوى روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً في منامه - يعني تحرك النبي على غير عادته في النوم- فقالت عائشة: يا رسول الله رأيتك قد فعلت شيئاً لم تكن تفعله ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "العجب أن ناساً من أمتي يؤمّون البيت الحرام - أي يقصدون البيت الحرام- لرجلٍ من قريش لجأ بالبيت الحرام فإذا كانوا ببيداء من الأرض خُسِفَ بهم - أي إذا خرج هؤلاء القوم لهذا الرجل الذي اعتصم ببيت الله الحرام يخسف الله الأرض بهذا الجيش وهذا أمر كونيّ قدريّ آخر لا دخل للبشر فيه - قالت عائشة: قلت يا رسول الله فإن الطريق يجمع الناس - يعني ما ذنب كثيرٍ من الناس ممن يمشون في الطريق ممن لم يخرجوا لقتال المهدي في هذا الجيش ؟ - فقال النبي: نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون جميعاً مهلكاً واحداً ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم" يبعث الله كل واحد منهم على نيته التي خرج بها ومات عليها

وفي صحيح مسلم من حديث حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعوذ بالبيت -أي يعتصم ويحتمي ببيت الله الحرام مع المهدي - قومٌ ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة - فقراء ضعفاء - فيخرج إليهم جيش -أي لقتالهم والقضاء عليهم- فإذا كانوا ببيداء من الأرض -أي بصحراء من الأرض - خسف بهم "
وفي لفظ في مسلم: " فلا يبقى إلا الشريد أي الذي ينجو من الجيش رجل أو رجلان ليخبر عما أوقعه الله تبارك وتعالى بهذا الجيش الذي خرج للقضاء على المهديّ عليه السلام، إن خسف الله بهذا الجيش علم المسلمون في الأرض أن الذي ظهر ببيت الله الحرام هو المهديّ عليه السلام فتقبل إليه الوفود المسلمة من أنحاء الأرض يقبل إليه المسلمون من كل أرجائها ليشدوا على يديه وليعلنوا له البيعة وليعاهدوا الله معه على الجهاد في سبيل الله وعلى إعلاء كلمة الله للبلوغ إلى إحدى الحسنيـين إما النصر وإما الشهادة نسأل الله أن لا يحرمنا من هذا الشرف إنه ولي ذلك والقادر عليه.

فماذا بعد البيعة ؟ يعلن العالم كله الحرب على المهدي وكتائب التوحيد معاً فلا يعرف الموحدون مع المهديّ طعماً للراحة ولا وقتاً للرخاء بل يخوضون معارك وملاحم خطيرة في فترة لا تساوي في حساب الزمن شيئاً لا يهزم المهديّ في معركة واحدة بإذن الله ما هي هذه الملاحم ؟ ما هي هذه المعارك ؟

قال الصادق كما في صحيح مسلم من حديث نافع بن عتبة : "تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس -إيران- فيفتحها الله، ثم تغزون الروم -الأمريكين والأوربيين- فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال، فيفتحه الله ".

المعركة الأولى التي يخوضها المهديّ بكتائب التوحيد معاً معركة في قلب الجزيرة العربية خرج الجيش الأول للقضاء عليه من المسليمن فخسف الله به الأرض ، الجيش الثاني الذي يخرج لقتال المهديّ مع علمه بأن الرب العليّ قد خسف بالجيش الأول جيشٌ مسلمٌ كذلك من جزيرة العرب

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فيفتحها الله" أي يهزم المهدي وكتائب التوحيد معه هذا الجيش وتفتح الجزيرة العربية للمهدي والموحدين له بإذن الله تبارك وتعالى فيخرج إلى المهديّ جيش آخر من إيران من فارس حينما يعلم الإيرانيون أن الذي خرج ليس المهديّ الذي ينتظرونه في سرداب سامراء فيخرجون إليه جيشاً جرارً فيهزم المهديّ هذا الجيش بإذن من العليّ جل وعلا
"ثم تغزون فارس فيفتحها الله" ، " ثم تغزون الروم" وقفوا معي وتدبروا هذه المعركة الفاصلة الحاسمة فهي أخطر المعارك على وجه الأرض !

الصادق بيّن أرض المعركة وذكر تفاصيل المعركة بل وحدد نتيجة المعركة ماذا قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى قال: "ثم تغزون الروم فيفتحها الله" وخذ التفاصيل.

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق" أين الأعماق وأين دابق؟
موضعان بالقرب من حلب في دولة سوريا ، سينزل الأمريكيون و الأوربيون وفي السنوات القليلة المقبلة هذه الأرض وهذه المنطقة كما أخبر الصادق الذي لا ينطق عن الهوى .
عُدْتُ إلى بعض المعاجم القديمة لأقف على تأويل أهل المعاجم القديمة للأعماق ودابق فوجدت أنهم يقولون: الأعماق ودابق: موطن بين حلب في سوريا وأنطاكيه في تركيا ، قلت سبحان الله العظيم انظروا إلى القواعد العكسرية الأمريكية الآن في تركيا وفي جل أنحاء العالم الإسلامي بل والعالم الأوروبي لا سيما بعد أحداث أفغانستان فقد وضعت أمريكا قواعدها العسكرية الآن في قلب أوروبا قال: "لاتقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق و دابق" أي في حلب في منطقة سوريا ولعلكم تعلمون يقيناً أن أمريكا قد وضعت سوريا في قائمة الدول الراعية للإرهاب بل وكان وزير الخارجية الوحيد في اجتماع وزراء الخارجية أمس هو الوزير الوحيد الذي صرّح بمقاطعة كاملة مع الكيان الصهيوني لكنهم رفضوا فسوريا الآن موضوعة على قائمة الإرهاب الأمريكية ، "لاتقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق ودابق"

قال صلى الله عليه وسلم : " فيخرج إليهم جيش من المدينة هم من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم للمسلمين: خلوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم " سُبُوا منّا نقاتلهم: هؤلاء من الروم أصلاً يوحدون الله جل وعلا ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فيسلمون ويتركون جيش الروم من الأمريكين والأوروبيين ويقاتلونهم مع المسلمين

قال: يقول المسلمون: "لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا قال النبي: " فيتقاتلون فيُقْتَلُ ثُلُثُ الجيش لا يتوب الله عليهم أبداً -أي يقتل ثلث الجيش المسلم لا يتوب الله عليهم أبداً .. لماذا ؟ لأنهم خونه فروا من أرض المعركة وخانوا الله ورسوله والمؤمنين فيُهْزَمون فيفرون - ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله ، ويبقى ثلث فيفتح الله له - أي فينصر الله هذا الثلث على الروم -لا يفتنون أبداً ".

بل في رواية مسلم من حديث عبد الله بن مسعود في غير رواية أبي هريرة قال: "هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجيري إلا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة جاءت الساعة ‍‍!! فقعد ابن مسعود وكان متكئاً فقال: لا ، لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم أشار بيده نحو الشام ثم قال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام ، وعند ذاكم القتال تكون ردة شديدة - هذا هو الثلث الأول الذي وارتد وانهزم وخان-فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة - أي يقدم المسلمون مجموعة من الكتائب ألا ترجع إلا وهي غالبة- فيقتتلون -أي المسلمون والروم -حتى يحجز بينهم الليل ، فتفيء كل فئة غير غالبة وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون - أي في اليوم التالي - شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فتفيء كل فئة غير غالبة وتفنى الشرطة ، ثم يشترط المسلمون في اليوم الثالث شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فتفئ كل منهم غير غالبة وتفنى الشرطة

قال صلى الله عليه وسلم : فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية الإسلام - أي نهض إليهم بقية أهل الإسلام - فيجعل الله الدائرة عليهم -أي على الروم - فيقتتلون مقتلة عظيمة لم يرى مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم إلا وقد خر ميتاً ، فيتعاد أبناء الأب الواحد فلا يجدون - قد بلغوا المئة - قد بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح وأي ميراث يقاسم ، فبينما هم كذلك إذ قد وقع بهم بأس هو أكبر من ذلك فإذ بهم يأتيهم الصريخ -أي من يصرخ فيهم- ليخبرهم أن الدجال قد خلفهم في ذراريهم - أي في أولادهم -فيرفضون ما في أيديهم -أي من الأموال والغنائم - ويبعثون عشرة فوراس طليعة - أي ليعلمو الأمر وليطلعوا عليه - والله إني لأعلم أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم " هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ

وهكذا ينصر الله عبده المهدي والموحدين معه على كتائب الروم على الأمريكين والأوربيين رغم أنف العلمانيين والماديين الذين لاينظرون ولا يؤمنون إلا بكل ما هو ماديّ محسوس ، هذه الفئة المباركة هؤلاء الأولياء الأصفياء هم الذين يفتح الله لهم مدينة القسطنطينه بغير قتال، بل بغير سلاح

كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: " سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر " قالوا: نعم يا رسول الله، قال: "لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق فإذا جاءوها لم يقاتلوها بسلاح ولم يرموا بسهم ، وإنما قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الذي في البحر، فإذا جاءوها الثانية قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الذي في البر، فإذا جاءوها الثالثة قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها"

قال الحافظ ابن كثير: وبنو إسحاق في الحديث هم سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم وهم من الروم سيسلمون في آخر الزمان وسيجعل الله فتح القسطنطينة على يد طائفة منه ممن وحد الله وآمن بالصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما المعركة الخامسة: والحاسمة التي يقودها المهدي ستكون مع أنجس خلق الله وأشرهم من اليهود وتحدث الكرامات التي وعد بها الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم ، يا عبد الله تعال خلفي يهوديّ تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود".

أيها الأفاضل.
يخرج اليهود مع الدجال الذي يفتحه الله على يد عيسى والمهدي، يخرج اليهود لنصرة الدجال فيقاتل المسلمون اليهود ويجري الله لهم هذه الكرامة التي أخبر بها الصادق الذي لا ينطق عن الهوى ويستأصل الله شأفتهم ويطهر الأرض من نجاستهم وقذراتهم وبذلك أيها الأفاضل لا يبقى على وجه الأرض دين إلا دين محمد وهذا عنصرنا الثالث

وصدق الله ورسوله.

قال الله جل وعلا: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (*) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).

قال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وغيره من حديث أبي تميم الداري: "ليبلغن هذا الأمر -أي هذا الدين- ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت وبر ولا مدر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذل يذل الله به الكفر"

صلى الله وسلم على الصادق الذي لا ينطق عن الهوى وأسأل الله جل وعلا أن يعجّل بهذه الأيام الكريمة إنه ولي ذلك والقادر عليه

أيها الإخوة الكرام وأخيراً أقدّم ورقة عمل ، ليس معنى ذلك أن نتكاسل أو أن نتواكل فهذا الأمل يجب أن يدفع العقلاء للعمل فإن أمل بغير عمل هو أمل السفهاء وأمل الجهلاء ولكن الصادقين العقلاء هم الذين يدفعهم الأمل في موعود الله وموعود رسوله بنصرة الإسلام وظهوره على كل الملل، هؤلاء هم الذين يدفعهم ذلكم الأمل على العمل، لا يجوز لمسلم أن يتواكل على ملاحم المهديّ المقبلة حتماً، ثم لا يجوز أيضاً لمسلم أن يخرج الآن وهو منتظر أن يفتح التلفاز والراديو ليرى المذيع في أول نشرة من نشرات الإخبار يقول: ظهر المهدي في بيت الله الحرام وستبدأ الملاحم الكبرى التي استمعت لها الآن.

أيها الأفاضل:
أود أن نفرق بين أعمار الأمم وأعمار الأفراد، فلابد أن نعمل فهذه ورقة عمل ، يجب أن نعمل وهي:

أولاً :- يجب علينا أن نعتصم بالله وأن نستعين به. فمن أعانه الله فهو المعان ومن خذله الله فهو المخذول إذ لا حول ولا قوة إلا بالله.

ثانياً :- يجب علينا جميعاً مهما كانت وظيفتك ومهما كان عملك أن تخصص وقتاً من وقتك لتتعلم فيه عن الله وعن رسوله، إن كنت طبيباً فأغلق عيادتك ساعة في الأسبوع، إن كنت مهندساً فاعتذر عن عملك ساعة في الأسبوع، إن كنت مدرساً فغيّر مواعيد الدروس أو العمل ساعةً في الأسبوع مهما كان عملك ومهما كانت وظيفتك يجب عليك أن تخصص لنفسك ساعة لتحرص على أن تأتي بيوت الله جل وعلا لتتعلم العلم الشرعيّ الصحيح لتسمع عن الله وعن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولتقف على فقه المرحلة القادمة فإن الجهل من أخطر الفتن ،لاسيما أننا علمنا أن جاهل بفتنه الدجال سيكفر بالواحد الكبير المتعال، يذهب إلى الدجال وهو لا يعرف شيئاً عمّا قاله سيد الرجال عن فتنته، فيقول له الدجال:أنا ربك
فيقول: لا ، فيقول: فهل لو أحييت لك والديك تؤمن بي ، قال: نعم أؤمن بك، وهو لا يعلم أن الدجال فتنة أخطر فتنة على وجه الأرض قال: فيظهر له شيطانان شيطان على صورة أبيه و شيطان على صورة أمه فيأمرانه باتباع الدجال فيسجد له ويقول: أنت ربي فيكفر بجهله

هذا لو علم الدجال وفتنة الدجال وما قاله سيد الرجال ما فعل ذلك، فلابد لك أن تحرص على العلم الشرعي وعلى السنة الصحيحة.

ثالثاً :- تحقيق الإيمان، الإيمان حصن أمامك وسفينة نوح التي ستركبها في هذه الأمواج المتلاطمة من الفتن التي نحياها والفتن المقبلة، الإيمان ليس كلمة باللسان فحسب بل هو قول وتصديق بالقلب وعمل بالجوارح والأركان، حقّق الإيمان فبه وبه فقط، ينجيك الله من الفتن، وبالإيمان تقرأ على جبين الدجال كلمة كـــافــر
قال الصادق: "يخرج الدجال مكتوب على جبينه: كاف، فاء، راء، " وفي لفظ: "كافر" قال الصادق: "لا يقرأها إلا المـؤمن


رابعاً :- التزود بالتقوى للآخرة
أيها الأفاضل أقسم بالله أقسم بالله إن كل ما أخبر عنه الصادق من علامات صغرى قد وقعت ونحن الآن ننتظر المهدي وقد ذكرت أن الله سيصلحه في ليله في ليله، وإرهاصات المهدي موجودة بين أيدينا الآن فتزودوا للآخرة ( وتزودا فإن خير الزاد التقوى واتقوني يا أولي الألباب )

أيها الأفاضل:
أرجو الله بعد هذه الخطبة وبعد هذه التفصيل النبويّ العظيم الجليل أن لا يصاب أحد من المسلمين بيأس أو قنوط حتى ولو اشتد الواقع فهذه إرهاصات بين يدي هذا الفتح المقبل إن شاء الله هذا وعد الله وهذا وعد الصادق رسول الله

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، سبحانك ربي رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مون لايت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 23-10-2013, 08:33 PM   #862
منتديات ال حبه العلمية والتقنية
 
الصورة الرمزية كل شي ماشي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: المنطقة الشرقية
المشاركات: 20,021
معدل تقييم المستوى: 227
كل شي ماشي has much to be proud ofكل شي ماشي has much to be proud ofكل شي ماشي has much to be proud ofكل شي ماشي has much to be proud ofكل شي ماشي has much to be proud ofكل شي ماشي has much to be proud ofكل شي ماشي has much to be proud ofكل شي ماشي has much to be proud ofكل شي ماشي has much to be proud ofكل شي ماشي has much to be proud of

اوسمتي

افتراضي رد: موضوع المليون

قيل للربيع بن هيثم : لم نراك تعيب أحداً
فقال : لست عن نفسي راضياً
حتى أتفرغ لذم الناس .
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لمراسلتي إضغط هنا
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أسنتقرام (( f_s_a9000)
كل شي ماشي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 30-10-2013, 02:58 PM   #863
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
افتراضي رد: موضوع المليون


هكذا نستقبل العام الجديد
راشد بن معيض العدواني

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإن الليالي والأيام والشهور والأعوام تمضي سريعا وتنقضي سريعا هي محط أعمالنا ومقادير آجالنا.
وفي نهاية عام وفي بداية آخر حبذا أن يقدم الإنسان لنفسه توبة ناصحة ورجعة صادقة يغسل بها ما مضى ويستقبل بها ما أتى قال تعالى : (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).وقال (وإني لغفار لمن تاب و آمن.)

قطعت شهور العام لهوا وغفلة *** ولم تحترم فيما أتيت المحرما
فلا رجبا وافيت فيه بحقه *** ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي *** مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة *** وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة *** لعلك أن تمحو بها ما تقدما
أيها الإخوة :
لقد فاضل الله بين الأوقات فجعل منها مواسم للخيرات ليجتهد الناس فيها بسائر الطاعات وأنواع العبادات
ومن هذه الأزمنة الفاضلة التي أشار القرآن إلى عظيم منزلتها وأظهرت السنة علو مكانتها شهر الله الحرام وسوف أتحدث عن فضله ومكانته في ضوء فضل الشهر عامة وفضل عاشوراء خاصة:

الأولى : لماذا سمي محرم.
يقول المؤرخون إن أول من سمى الأشهر العربية بهذه الأسماء هو كلاب الجد الخامس لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
في عام 412هـ تقريبا. وشهر محرم سمي بذلك لأنه شهر محرم فيه القتال وسمي بذلك تأكيدا لحرمته.

الثانية : فضل شهر الله المحرم:
1- انه من الأشهر الحرم.
قال تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ). ومحرم من الأشهر الحرم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات : ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) رواه البخاري.
قال قتادة –رحمه الله- في تفسير الآية: اعلموا أن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا فيما سوى ذلك و إن كان الظلم في كل حال غير طائل ولكن الله تعالى يعظم من أمره ما يشاء ربنا تعالى).
ويقول القرطبي- رحمه الله-:خص الله تعالى الأربعة الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفا لها.

2- إضافته هذا الشهر إلى الله:
لقد عظم الله هذا الشهر فأضافه إلى نفسه إضافة تشريف وتعظيم وهذا يدل على مكانته وعلو منزلته.
قال الإمام ابن رجب –رحمه الله-: وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله؛ فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته).

3- فضل صيامه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم). رواه مسلم.

شهرُ الحرامِ مباركٌ ميمون *** والصومُ فيه مضاعفٌ مَسنونُ
وثوابُ صائمه لوجه إِلهه *** في الخُلد عند مَليكه مخْزُونُ.
قال أبو عثمان النهدي رحمه الله : كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان ، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من المحرم).

4- فضل صيام عاشوراء وفيه مسائل:
1- عاشوراء معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم كما قال القرطبي وغيره.
2- كان صيام عاشوراء مفروض على الأمة في صدر الإسلام قال ابن عباس رضي الله عنهما : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا ؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال : فأنا أحق بموسى منكم . فصامه وأمر بصيامه.رواه البخاري. وهذا يدل على فضله حيث كان يصومه اليهود كما في هذا الحديث بل في رواية أخرى حتى أهل الجاهلية كانوا يصومون هذا اليوم كما في البخاري ومسلم
فلما فرض رمضان نسخ فرضه وبقي استحبابه.
قال ابن حجر –رحمه الله-: نقل ابن عبد البر –رحمه الله- الإجماع على أنه الآن ليس بفرض، والإجماع على أنه مستحب).

3-فضل صيامه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم.
وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن صيام يوم عاشوراء فقال: ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر يعني رمضان) رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية الطبراني رحمه الله: إن النبي صلى الله عليه وسلم : لم يكن يتوخى فضل يوم على يوم بعد رمضان إلا عاشوراء.صححه الألباني في صحيح الترغيب.

3- كيفية صيامه:

قال ابن حجر- رحمه الله-:
صيام عاشوراء ثلاث مراتب:
أدناها أن يصام وحده.
وفوقه: أن يصام التاسع والعاشر.
وفوقه:أن يصام التاسع والحادي عشر أي مع العاشر.
ودليل المرتبة الأولى : فضل صيام اليوم العاشر مطلقا دون ذكر لصيام يوم قبله أو بعده..
ودليل المرتبة الثانية:قول النبي صلى اله عليه وسلم : (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) رواه مسلم.
ودليل المرتبة الثالثة:(خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده) رواه البيهقي وسنده ضعيف.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: وأما إفراد التاسع فمن نقص في فهم الآثار وعدم تتبع ألفاظها وطرقها وهو بعيد من اللغة والشرع .

كتبه
د. راشد بن معيض العدواني
عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام /فرع المدينة النبوية


__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 01-11-2013, 05:29 PM   #864
مراقب المنتديات الخاصة بقبيلة ال حبة والعوامر
 
الصورة الرمزية واحد من الجماعه
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 6,866
معدل تقييم المستوى: 100
واحد من الجماعه has a spectacular aura aboutواحد من الجماعه has a spectacular aura aboutواحد من الجماعه has a spectacular aura about

اوسمتي

افتراضي رد: موضوع المليون

هل تريد راحة البال. وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب والمتاع الحسن ؟
عليك بالاستغفار: {
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً} [هود: 3].
هل تريد قوة الجسم وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والأمراض والاوصاب ؟
عليك بالاستغفار:{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} [هود: 52].


هل تريد دفع الكوارث والسلامة من الحوادث والأمن من الفتن والمحن ؟
عليكم بالاستغفار: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [لأنفال:33].


هل تريد الغيث المدرار والذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع ؟
عليكم بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} [نوح :10ـ12].


هل تريد تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات ؟
عليكم بالاستغفار: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58].


الاستغفار هو دواؤك الناجح وعلاجك الناجح من الذنوب والخطايا، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار دائماً وأبداً بقوله: (يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة).

والله يرضى عن المستغفر الصادق لأنه يعترف بذنبه ويستقبل ربه فكأنه يقول: يارب أخطأت وأسأت وأذنبت وقصرت في حقك، وتعديت حقوقك، وظلمت نفسي وغلبني شيطاني، وقهرني هواي وغرتني نفسي الأمارة بالسوء، واعتمدت على سعت حلمك وكريم عفوك، وعظيم جودك وكبير رحمتك.

فالأن جئت تائباً نادماً مستغفراً، فاصفح عني، وأعف عني، وسامحني، وأقل عثرتي، وأقل زلتي، وأمح خطيئتي، فليس لي رب غيرك، ولا إله سواك.

يـارب إن عظمت ذنوبي كثرة ***** فلقد عـلمت بأن عفوك أعظم
إن كـان لا يرجوك إلا مـحسن ***** فبمن يـلوذ ويستجير المجرم
مــالي إليك وسيلــة إلا الرضا ***** وجميل عــفوك ثم أني مسلم

في الحديث : ( من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب ).


ومن اللطائف كان بعض المعاصرين عقيماً لا يولد له وقد عجز الأطباء عن علاجه وبارت الأدوية فيه فسأل أحد العلماء فقال: عليكم بكثرة الاستغفار صباح مساء فإن الله قال عن المستغفرين {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ}[نوح :12]. فأكثر هذا الرجل من الاستغفار وداوم عليهن فرزقه الله الذرية الصالحة.

فيا من مزقه القلق، وأضناه الهم، وعذبه الحزن، عليك بالاستغفار فإنه يقشع سحب الهموم ويزيل غيوم الغموم، وهو البلسم الشافي، والدواء الكافي


منقول للفائدة

وفقكم الله الى ما يحبه ويرضاه
واحد من الجماعه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 03-11-2013, 07:28 AM   #865
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
افتراضي رد: موضوع المليون

أجيالنا بين الواقع والأمل المنشود

الحمد لله الملك الجليل ، المنزه عن النظير والعديل ، المنعم بقبول القليل ، المتكرم بإعطاء الجزيل ، تقدس عما يقول أهل التعطيل ، وتعالى عما يعتقد أهل التمثيل ، نصب للعقل على وجوده أوضح دليل ، وهدى إلى وجوده أبين سبيل .
أحمده كلما نطق بحمده وقيل ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المنزه عمَّا عنه قيل ، وأصلى على نبيه محمد الصادق النبيل ، وعلى أبى بكر الذي لا يبغضه إلا ثقيل ، وعلى عمر وفضل عمر فضل طويل ، وعلى عثمان ، وكم لعثمان من فعل جميل ، وعلى عليّ وجحد قدر علي تغفيل .
إخوتاه …
أجيالنا بين الواقع والأمل المنشود ، تلك ـ لعمر الله ـ قضية تثير الأسى ، والكلام عنها ذو شجون ، فإنَّ الصحوة الإسلامية منذ بدأت وهي تهفو لإيجاد جيل " التمكين " ، الجيل الذي وعد الله تعالى بقوله : " ‏وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا "
الجيل الذي وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ــ " بشر هذه الأمة بالسناء والدين و الرفعة و النصر و التمكين في الأرض " [1]
وكلما أتى جيل ترقب أن تكون النصرة فيمن يليه ، فإذا الجيل الناشيء أسوأ ممن كان قبله ، قالوا : لعل الأبناء الذين سينشأون في بيت الملتزمين تأتي النصرة على أيديهم ، فإذا الأولاد أسوأ من الآباء ، وذلك لأنَّ الآباء لم يربوا تربية إسلامية صحيحة ، وذلك لأنَّ الالتزام الأجوف صار ظاهرة مريرة ، وصارت كل معاني الالتزام مبتسرة في المظهر فضاع الجوهر ، وحقيقة الأمر على أنَّ الدين كل واحد " ادخلوا في السلم كافة " أي الإسلام ، فالاهتمام بالجانبين حتم لازم ، فمظهر يدل على جوهر ، وجوهر يدلل عليه حسن المظهر ، عقيدة راسخة وإيمان قوي يصدقه عمل وطاعة لله تعالى ، يقين بالله وحسن توكل عليه يفرز عبادة وقربات إلى الله تعالى ، توحيد بالله وإخلاص يشده اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم وتمسك بسنته الغراء ، تزكية للنفوس وتربية للقلوب تنتج برًا وحسن خلق .
كذا كان الأمل المنشود أن يستوعب أهل الصحوة حقيقة تلك الأمور في حياتهم وعند تربيتهم لأولادهم ، ولكن يبدو أنَّ المفاهيم اختلطت ، ومع كثرة الجدل ونفث الأعداء للشبهات ضاعت الحقيقة ، وتعددت المناهج ، وكان يقال بالأمس : إنَّ الأهداف مشتركة والوسائل مختلفة ، وإنَّي لأجزم الآن بأنَّ الأهداف بين أهل الصحوة قد اختلفت ، ساعد على ذلك اختلاف المنابع والمشارب ، لذلك دعونا الآن نطرح هذه القضية من جديد ، بداية من تحديد الأهداف وجلائها ووضوحها عند الجميع ، مرورًا بتفسير الواقع ودراسة الظواهر السلبية ، واقتراحات العلاج سائلين الله تعالى الهداية والتوفيق والرشاد .

أولاً : الهدف المنشود
تحديد الهدف هو أصل هذا الإشكال ، فكثير من الشباب يعيشون اليوم بلا هدف ، فإذا سألت واحدًا منهم ما هدفك ؟ ماذا تريد ؟ ما أقصى آمالك وأمانيك ؟ ما هي أحلامك ورغباتك ؟
فإمَّا أن يجيب بإجابات إنشائية لا يفقهها ، أو أن يردد أقوالاً سمعها من هنا أو هناك ولم يؤمن بها ولا صدقها ، وإنما يستعملها عند الحاجة إليها ، والدليل على ذلك ما يأتينا من أنَّ علامة وضوح الهدف في الأذهان أن يصير كقطب الرحى تدور حوله جميع حركاتك وسكناتك ، جميع أقوالك وأفعالك ، كلها في خدمة هذا الهدف .
أمَّا الغالبية الصادقة مع أنفسها فستقول : لا أدري .. لا أعرف .. ربما كذا …أو كذا .
أحبتي في الله ..
يجب على المسلم المعاصر أن يجعل له هدفاً محدداً ، أن يجعل لوجوده غاية عظمى ، أن يجعل لحياته رسالة سامية ..
إننا ـ أحبتي في الله ـ ما لم تتجسد في حياتنا قيم الإسلام ومثله العليا ، إذا لم يصبح الإسلام مقياس كل حكم ومفتاح كل قضية ، ومصدر كل تصور عندنا ؛ فلن يطول الزمن حتى يميل بنا الهوى ، وتعبث بنا النَّوَّات ؛ لأننا نعيش ـ وللأسف ـ في مجتمع جاهلي لا يمتُّ إلى جوهر الدين بصلة ، إننا نعيش في مجتمع بعيد عن القيم ، مجتمع تعطلت فيه كل حواس الخير ، نعيش في مجتمع ازدحمت فيه عوامل الإفساد ، فإن لم يكن شبابنا على قدر كبير من العقيدة وسمو الخلق ، وقوة الإيمان ؛ فإنهم سيضيعون حتماً لا محالة ، نسأل الله أن يثبتنا وشباب المسلمين على الإيمان ، اللهم ثبت الإيمان في قلوبنا .
نعم ! إن لم تكونوا ـ إخوتي الشباب ـ مُهَدِّفِينَ حياتكم ، شديدي المحاسبة لأنفسكم ، دائمي المراقبة لربكم ؛ فستزل بكم الأقدام بعد ثبوتها ، وتذقوا السوء ، فإن لم تكونوا متورعين عن الشبهات ، مقبلين على الطاعات ، حريصين على النوافل والعبادات ؛ فستصابون حتماً بلوثات هذا المجتمع الذي تعيشون فيه ، وسيصيبكم نصيب كبير من شذوذه وانحرافه ، فما أنتم إلا جزء من هذا المجتمع .
إخوتاه ..
إنَّ أهل الدنيا قد اختاروها هدفًا ينشدونه ، فأسرار الكون عند علمائهم غاية ، والرفاهية والرخاء والظفر بملذات الحياة عند ساستهم وعوامهم هدفًا ، ولقد أشار القرآن الكريم إلى سوء عاقبة هؤلاء فقال ـ تعالى ـ : " والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوىً لهم " وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الحرص على الدنيا وجعلها هدفًا ضد اتجاه المؤمن ، قال صلى الله عليه وسلم : " و لا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا و لا يزدادون من الله إلا بعدا " [2]
فلا يجوز للمسلم المعاصر الذي يعيش التحدي العالمي الكبير ، أن يعيش هكذا ضائعاً مهملاً ، أو مشغولاً بالطعام والشراب والجنس والشهوة ..لا ينبغي أن يكون شعاره في الدنيا قول الشاعر :
إنما الحياة طعام وشراب ومنام فإن فاتك هذه فعلى الدنيا السلام
فالمسلم صاحب رسالة ، صاحب هدف ، يجعل حياته وقفاً على هدفه ، ولسان حاله :
يهون علينا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر
إخوتاه ..
ما هدفنا إذن ؟ القرآن الكريم يهدِّف حياتك ، ويدلك على الوسائل لتحقيق هذا الهدف في عبارات موجزة ، جامعة شافية كافية .
يقول ربي ـ وأحق القول قول ربي ـ : " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم "
خذ الهدف : " وتكونوا شهداء على الناس " هذا هو هدفك نص عليه القرآن .
إنك خلقت وبعثت لهذه الأمة ؛ لكي تكون شهيداً على العالم ، بل على العالمين ، لما يبعث نبي الله نوح يقول الله له : هل بلغت ؟ ، يقول : نعم ، فيقال : من يشهد لك ؟ ، يقول : أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فهل أنت جاهز للشهادة على قدرها ؟!!
" ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين " هذا هدفك ينص عليه القرآن .
" ليكون الرسول شهيداً وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم المصير " هذه هي دعوة القرآن لتهديف الحياة .
إخوتاه ..
إن أخطر ما في قضية اليوم أن المسلمين ـ وللأسف الشديد ـ صار في قلوبهم شعور أن في هذه الدنيا من هو أفضل منه ، وهو أخطر ما يحطم القلب ، كثيراً ما أحرص وأقول لكم : إنكم ـ أحبتي في الله ـ أفضل من على ظهر الأرض ، أنتم ومن مثلكم ، ينبغي أن تعتقدوا هذه ، ورضي الله عن عمر حين قال : كنا أذل قوم ، فأعزنا الله بالإسلام ، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله .
" الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا " ، إننا ينبغي أن نوقن بذلك ، أن نؤمن بذلك ، أن نعيش لذلك ، أننا شهداء على الناس .
هل عرفتم هدفكم ؟
هدفك : دينك لحمك دمك وإن قتلت أو حرقت ، فإننا لا نعيش لأنفسنا بل نعيش لديننا ، هذا هدفي .
أما الغاية فهي رضا الله والجنة ، غايتك رضا الله ، أن تصل إلى رضا الله من خلال هذا الهدف ، " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله "
هذا هو هدف إخراجك ، أن تكون لترضي الله ، هذا هدفك ، أن تعيش لدينك .
إخوتاه ..
إننا بحاجة اليوم إلى أن نعيش الإسلام وبالإسلام وللإسلام ، ومن العجيب أنك اليوم تجد من لا يزال يجادل في أهمية طلب العلم والدعوة إلى الله ، المسألة لا تحتاج إلى نقاش .. اليوم لازلت تجد امرأة تجادل : أنعمل خارج البيت أم لا ؟ ! ، تجادل في أوامر الله !! ، الله يقول : " وقرن في بيوتكن " فانتهت القضية ، وهكذا شأن المؤمنين والمؤمنات أن يذعنوا لأوامر ربهم " وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "
والسؤال الآن :
(1) : التركيز في الهدف ( تعلق القلب بالهدف )
إن الشاب الذي في المرحلة الثانوية ويريد أن يلتحق بكلية الطب مثلاً ، ينبغي أن يكون الالتحاق بكلية الطب هدفاً يرمي إليه ، ولكي يكون صاحب هدف فلابد أولاً من التركيز في الهدف ، بأن يكون هدفه نصب عينيه دائماً ، فلا يفارق مَخِيلَتَه ، عندما يأتي لينام يتذكر يوم النتيجة ، ويرى أقرانه وقد حصدوا أعلى الدرجات فتثور حميته وغيرته فينتفض جالساً ، ويكبُّ على كتبه ، فيكون هدفه نصب عينيه أمامه يدور دائماً في مخيلته .
نعم ـ إخوتاه ـ ..
حين تركز في الهدف فيصبح الإسلام غاية تتراءى لك ، فسوف يحدث انقلابًا جذريًا في حياتك ، وتعالوا نصدق مع أنفسنا : هل نحن نعيش لله أم لأنفسنا أم لأنفسنا ولله ؟!!
أسألكم بربكم .. هل حلمت ـ ولو مرة ـ أنك ستؤذن وتؤم في كل بقعة من الأرض لم تعلَ فيها راية الإسلام ؟ ، هل حدث مثل ذلك ؟ لماذا الإسلام ليس على بالك ؟، لماذا ليس على بالك دينك ؟ ، لماذا التمكين ليس في رأسك ؟
أخي الكريم …
ماذا تريد ـ يا عبد الله ـ الآن ، سل نفسك هذا السؤال ، ما الذي يدور بخلدك ؟ ما هي أحلامك وطموحاتك ؟ ماذا تنشد ؟ إنك ـ وللأسف ـ تريد أن تملك شقة واسعة ، وزوجة جميلة ، ومرتباً عالياً ، وسيارة فارهة ، تريد ملابس جميلة ، تريد أن يكون لك احترام وتوقير عند الناس ، أليست هذه وغيرها من الفانيات هي آمال السواد الأعظم من المسلمين اليوم ، فكيف بالله تتكلمون عن نصرة وتمكين ، إنها مجرد خواطر عابرة ، أو حماسات قلبية سرعان ما تفتر أمام مغريات الدنيا الزائلة ، نعم يا أخي ، صارت هذه همومنا ، آمالنا ، أحلامنا ، رغباتنا ، أهواؤنا ، أمَّا النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكان هدفه نشر الدين ، وكان يربط قلوب صحابته رضوان الله عليهم بهذا الهدف بحيث لا يفارقهم .
قال لسراقة في قصة الهجرة الشهيرة : كيف بك إذا لبست سواري كسرى ، وهو بعد مطارد ، ولم يكن قد مكِّن لرسول الله في الأرض .
وفي غزوة الأحزاب التي يقول عنها ربنا تبارك وتعالى : " إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً "
و رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ المعول ويضرب صخرة عرضت للصحابة فلم تنفع فيها المعاول : فقال صلى الله عليه وسلم: "بسم الله" فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر ، وقال: " الله أكبر أُعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا".
ثم قال: "بسم الله" وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال: " الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا".
ثم قال: "بسم الله" وضرب ضربة أخرى فقطع بقية الحجر فقال: "الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا"[3].
نعم فقلبه -صلى الله عليه وسلم - متعلق بالهدف ، يحفر الخندق وهم محاصرون خائفون قد أضرَّ بهم زمهرير البرد ، وهو ينظر إلى قصور الشام والمدائن واليمن ، أعرفت كيف ربى النبي أصحابه وفي أشد الصعاب جعل مفتاح النصر هو تعلق القلب بالهدف ، واليقين بأنَّ الله ما كان مخلف وعده رسله ، والثبات والصبر الذي هو ثمرة الاعتقاد الجازم .
(2) : أن يعيش حياته طبقاً لهدفه .
إخوتاه ..
إذا كان الإسلام عزيزاً عليكم ، وإذا كنتم قد جعلتموه هدفكم الذي تعيشون من أجله ، وتموتون من أجله ،فيلزمكم أن تجعلوا علاقاتكم وأعمالكم ومشاغلكم اليومية تتفق وتتطابق مع الإسلام في حياتكم العملية ، وألا يوجد بين معيشتكم وبين هدفكم أي نوع من التضارب أو التضاد .
إذا جعلت الإسلام هدفك ؛ فلن يكون هناك تضارب بين حياتك وبين الإسلام إطلاقاً
أريدك إذاً أن تعيش حياتك للإسلام ، فإنَّ الذين يعيشون اليوم باسم الإسلام لا يحتاجون مجرد إرشادهم ووعظهم وتذكيرهم ، وإصدار الصحف والنشرات لهم ؛ بل يحتاجون من ينتشلهم من الجاهلية التي تضغط على حسهم بالأمر الواقع ؛ ليعيشوا الإسلام ، ليعيشوه حقيقة لا ليتمنوه ، ولا ليعجبوا به ، ولا ليتكلموا عنه ، بل ليعيشوه ، نريد أن نعيش الإسلام ، نعيشه عيشة حقيقية ، أن نعيش الحياة كما عاشها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كما رسمها لتا ، نعيش لله ، فالطعام والشراب للتقوي على طاعة الله وعبادته ، وطلب الرزق للكفاف ، والزواج عفة وإحصان من غوائل الشيطان ، وفي بضع أحدكم صدقة ، والأخلاق السمحة أصل في التعامل مع الناس برهم وفاجرهم ،المسلم والكافر ، وعلو الهمة صفة لازمة ، وطلب العلم من المهد إلى اللحد ، والعبادة قربة " اسجد واقترب " فاستكثر من الوصال ، إنها حياة واقعية إلى أبعد حد ولكن الشيطان يثبطنا عنها ويصعبها لنا ، فيطرد عن ذهنك إرادتها فاستعينوا بالله ولا تعجزوا ، فالأمر بالله جد يسير .
إخوتاه ..
من علامات من يعيش وفق هدفه : أنْ يزيح من أمامه كل ما عارض هذا الهدف ، إنها التصفية والتخلية ، لذلك قال حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ـ كما في صحيح مسلم ـ : " ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع "
فإذا عشت الإسلام ، فكل ما يعارضه فتحت النعل ، لابد أن يكون الأمر هكذا ، فلا تنشغل بالترهات والشبهات التي ينفث بها أعداء الإسلام من حين لآخر ، ولا تستوقفك الدنايا مما يقع من سفاسف الأمور ، ولا تُعر اهتمامًا بأصحاب الدنيا وخلانها ، ولا تقع في وحل شهوة دنية ، وخذ الأمر بعزة وكبرياء المؤمن ، قل لنفسك حينها : أ أقع في مثل درهم أو غانية ، تالله ما لهذا خلقتُ ؟ إنَّ هذا ليصدني عن السبيل وما كنت لأذهب ديني وأضيع عمري ونفسي في مثل هذه الدنايا التي أربا بنفسي من الوقوع فيها .
وهذا مثال واقعي : فالطالب المتفوق في دراسته تجده يقوم وينام على هدفه أن يكون الأول على دفعته ، فانظر لمثل هذا إن جاءه زميل ثرثار أو جاءت فتاة تطلب منه أن يشرح لها كذا وكذا ليلة الامتحان ، إنني ما أتصور إلا أنه سيغلق الباب أمامها أو ينهي الحديث معها سريعًا ، ويقول : كيف لي أن أضيع مستقبلي من أجل هذا أو تلك ؟!!
وهذا أليق بك ـ أيها المؤمن ـ فمستقبلك معرض للخطر مع كثرة الالتفات ، " فاترك البحر رهوًا " ، تجاوز تلك العقبات ، امض في سيرك ، وهذا المعنى علمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعلمنا إذا صلينا ألا نتلفت بحواسنا ولا بقلوبنا " و إذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا فإن الله عز و جل يقبل بوجهه على عبده ما لم يلتفت " [4]
وقال صلى الله عليه وسلم : " الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول و لا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا فأولئك يلقون في الغرف العلا من الجنة يضحك إليهم ربك إن الله تعالى إذا ضحك إلى عبده المؤمن فلا حساب عليه" [5]
فأعلى الناس منزلة عند الله أكثرهم استقامة على أهدافهم ، الذين لا يلتفتون بوجوههم لأي عارض ، وعلى هذا فكن فإنَّ هذا السبيل سيقطع علينا من البداية الخوض في مشاكل كثيرة ، فبهذه العزيمة والهمة العالية والاعتزاز بالانتماء لهذا الدين ستتخلص من عقبات كثيرة ، كل منها قد يودي بك ويقطع عنك السبيل إلى ربك لو تمهلت ونظرت فالتفتت فحذار حذار .
إخوتاه ..
من علامات الحياة وفق الهدف : الاستعداد الجاد والمراقبة المستمرة
فهدف المسلم يحتاج إلى ذكاء ، يحتاج إلى مراقبة كل ما يصدر عنه من حركات وأعمال ، ولابد له من إعداد العدة ، فللسبيل شروط للسير وقواعد للمرور لابد من الانضباط بها .
انظر ـ على سبيل المثال ـ من يريد أن يقوم الليل لابد أنْ يتواصى بعدة أمور :
يقول ابن الجوزي : " لقيام الليل شروط ظاهرة ، وشروط باطنة .
أما الشروط الظاهرة :
1- التقليل من الأكل والشرب ما أمكن .
( فالذي هدفه قيام الليل لا يملأ معدته بكثير من الأكل والشرب ، ويقول أريد أن أقوم الليل ، لا يمكن أن تستطيع ذلك ، بل ربما لا تقوم للفجر ، فلابد إذاً أن تعيش حياتك لهدفك ولما تريد ) .
ألا يرهق جسده بالنهار . أن يستعين بالقيلولة ..
ثم يقول ابن الجوزي : وله شروط باطنة وهي :
أولها : سلامة الصدر للمسلمين . ( فمثلاً : قد تغتاب إنسانًا فتحرم قيام الليل شهراً )
ثانياً : أن يكون عنده حب مقلق أو شوق مزعج ( فعندما تحب ربك ، فإنك ستقوم له ، أو شوق مزعج ، فتشتاق للقاء الله ، فيزعجك الشوق فتقوم)
إخوتاه ..
كذلك المسلم الذي يريد أن ينصر دينه ، صاحب هدف غالٍ ، إنَّ هذا الهدف النبيل يحتاج منك أن تراقب نشاطاتك ، فأي كلام ، أو أي حركات ، أو أي سكنات تنافي الإسلام ؛ فيجب أن تتخلص منها ، وإلا فإن الإنسان إن لم يراقب حركاته وسكناته ؛ فإنَّه من الممكن أن يجد نفسه في هذه الدنيا داخل شباك ، يبدو في الظاهر أنه يعيش ، إلا أنه ـ في الحقيقة ـ قد انتحر ، وقتل هدفه .
إن الحياة الجميلة الطيبة هي أن تحيا لهدفك ، أن تعيش لله رب العالمين ، قال الله تعالى : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " نريدك أن تعيش لله ، نريدك رجلاً بحق
قال عمر يوماً لأصحابه تمنوا ، فقال أحدهم : أتمنى ملء هذا البيت ذهباً أنفقه في سبيل الله ، وقال الآخر : أتمنى ملء هذا البيت عبيداً أحررهم لله ، وقال عمر : أما أنا فأتمنى ملء هذا البيت رجالاً مثل أبي عبيدة أستعملهم في طاعة الله .
ولما قدم عمر الشام فتلقاه أمراء الأجناد فقال أين أخي أبو عبيدة فقالوا يأتي الآن فجاء على ناقة مخطومة بحبل فسلم عليه وساءله حتى أتى منزله فلم نر فيه شيئا إلا سيفه وترسه ورحله فقال له عمر لو اتخذت متاعا قال يا أمير المؤمنين إن هذا يبلغنا المقيل . أي يبلغنا الجنة .
هذا هو هدفك .. أن تصل للجنَّة ، وبعد ذلك انتهى كل شيء ، وليكن شعارك : ( ما لي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل بظل شجرة ثم راح وتركها ) ، نعم أن يعيش حياته طبقاً لهدفه .
(3) : وجود روح الهدف :
إخوتاه ..
ما أحوجنا لوجود روح الهدف في العمل . إن لكل قول حقيقة ، فهناك فرق كبير بين العمل الذي يخرج حقيقة من خلال عاطفة الدعوة لدين الله ، وبين العمل الذي يتم بصورة تقليدية ، أو مجرد أداء الواجب ، نعم إننا في هذا العصر قد رضينا بعبادات قد تحولت إلى عادات ، صرنا نؤدي الصلاة بطريقة روتينية ، نحتاج إلى وجود روح ، نحتاج إلى حماسة القلب ، فإنَّ الله يريد منا شعورنا الحي ، وإرادتنا الواعية .
في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : " ــ إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم و أموالكم و لكن إنما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم "
وفي الحديث إشارة واضحة إلى أنَّ القلب محل نظر الرب ، فيا عجباً ممن يهتم بوجهه الذي هو نظر الخَلْق فيغسله وينظفه من القذر والدنس ويزينه بما أمكن لئلا يطَّلع فيه مخلوق على عيب ، ولا يهتم بقلبه الذي هو محل نظر الخالق فيطهره ويزينه لئلا يطلع ربه على دنس أو غيره فيه .
وقال صلى الله عليه وسلم " و اعلموا أنَّ الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه …." [6]
فلا يعبأ بسؤال سائل غافل عن الحضور مع مولاه مشغوف بما أهمه من دنياه ، فالله يريد منك قلبك وروحك ؛ أن يكون في العمل روح .
إخوتاه .. ليست الضجة الشكلية للعمل هي المطلوبة ، قال الله ـ تعالىـ : " لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن ينالها التقوى منكم "
ينبغي أثناء العمل أن تتحرك مشاعرنا بقدر ما تعتلج هذه الأعمال في مكنونات نفوسنا ، الغذاء الحسي الذي تناله قلوبنا وأرواحنا هو هدفنا الأساسي ، حين ينبض الهدف بالحياة ؛ يصبح العمل حياً ، وحين يموت الهدف يصبح العمل إجراءاً لا روح فيه .
إخوتاه ..
إن مجرد فهم الإنسان للهدف واطمئنانه بصحته عقلاً إنما هو خطوة البداية بسلوك هذا الطريق ، وهي وحدها لا تسمن ولا تغني من جوع ، إلا أن يكون في قلبك نارٌ متقدة لنصرة الدين ، تكون على الأقل في ضرامها مثل تلك النار التي توجد في قلب أحدكم حين يجد ابناً له مريضاً ، فلا يدعه حتى يسرع به إلى الطبيب ، الأمة مريضة ، إنني أريد أن توقد في قلوبكم نار ، نار الإسلام ، الغيرة على الإسلام وللإسلام ، هذه النار تأكل مشاغلكم عن الإسلام ، وكما قالوا : حب الله : نارٌ في القلب تأكل كل ما سوى المحبوب ، نعم نارٌ تأكل كل ما سوى الهدف .
ثانيًا : واقع المسلمين ورصد للظواهر السلبية
(1) الخلل في التكوين الاعتقادي السليم
من أخطر الظواهر السلبية في حياة المسلمين اليوم ، ظاهرة " الخلل الاعتقادي " فتجد عقائد فاسدة ، وإيمان متذبذب ، وعقيدة يتشدق بها كثيرون ولا أثر لها في الواقع ، وشركيات خطيرة يقع فيها السواد الأعظم من المسلمين ، فلا زلنا نعاني من " شرك القبور " ولا زلنا نسمع في شوارع المسلمين سبًا لله وللرسول وللدين ، ولا يزال شرع الله مهمشًا لا يتحاكم إليه في أغلب بلاد المسلمين ، وأغلب الناس يقع في عقيدة القضاء والقدر ، أمَّا الولاء والبراء فحدِّث ولا حرج ، فنوالي للمصلحة الشخصية والانتماء القومي وإنْ كان من أشد أعداء الدين ، ونعادي من لا يوافقنا في طريقتنا ، ومن يخالف مصالحنا وإنْ كان من أولياء الله الصالحين .
إنَّه غياب الوعي بحقيقة التوحيد ، فليس المهم أن تلمَّ بصورة التوحيد فحسب ، فإسلام الكلمة سرعان ما يزول أو يذوب عند أول فتنة ، بل أن تعي حقيقة التوحيد فينتج هذا الوعي إيمانًا قلبيًا راسخًا تصدقه الأعمال الصالحة الظاهرة ، والخلل في هذا الجانب هو السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة الخطيرة .
إخوتاه ..
المسلم المعاصر يواجه تحديًا عقديًا رهيبًا ، وتيارات عاصفة من الشبهات ، وليس ثمَّ سبيل سوى أن يعي المسلم حقائق الحياة بصورة صحيحة ، فتتفتح أمامه منافذ البصر و البصيرة و حوافز العمل و التحدي ليكون أقدر على الثبات في مجال الصراع و الإغراء 0
هذا الوعي المنشود يجعل المسلم يفهم معنى الإيمان و حقائق الإسلام فيرتبط العمل بمرضاة الله و يقيم المسلم سلوكه على هدى شريعة الله ، و يهذب المسلم عواطفه حتى لا يندفع في حب الفتنة و مظاهر الفساد ، فالوعي ميزة مهمة للأمة تنمو بنمو الإيمان و عمقه في نفس المسلم ، و تزداد بتزايد يقظة الوجدان الذي يراقب الله سبحانه ، و يظل ينظر إلى يوم الدين و يحسب حساب الآخرة ،و تتوسع مع توسع العلم و المعرفة و التجربة
ولتدارك هذا الخلل لابد من رصد الأسباب التي أدت إليه

أسباب الخلل الاعتقادي في المجتمع الإسلامي
(1) الغزو الثقافي و تيارات التبشير والتغريب
فمنذ فشل الحملات الصليبية تغيرت استراتيجية الصراع بين الغرب الكافر والشرق الإسلامي ، وتحول إلى الميدان الثقافي والفكري .
وقد ظهرت وثيقة خطيرة للويس التاسع ملك فرنسا وقائد الحملة الصليبية الثامنة التي منيت بالفشل أشار فيها إلى أنَّه لا سبيل إلى النصر على المسلمين عن طريق القوة الحربية ؛ لأنَّ تدينهم بالإسلام يدفعهم إلى المقاومة والجهاد صونًا لدينهم وأعراضهم ، وأنَّ السبيل الناجع هو : تطوير التفكير الإسلامي وترويض المسلمين عن طريق الفكر بدراسة ثقافتهم على يد العلماء الأوربيين ليأخذوا منها السلاح الذي نغزو به المسلمين مستقبلاً .
وتبنى هذا الاتجاه جماعة من المستشرقين والمبشرين ، وعمد هؤلاء إلى تشكيك المسلمين في دينهم ، وإبعادهم عن مبادئه ، وتفتيت وحدتهم ، وتهيئة أذهانهم لقبول الفكر الغربي تمهيدًا للغزو العسكري .
وتحرك هؤلاء يدفعهم حقد دفين تجاه الإسلام والمسلمين حتى قال قائلهم (وليم جيفورد ) : " متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب ، يمكننا حينئذٍ أنْ نرى العربي يتدرج في سبيل حضارتنا التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه ".
وانتشرت البعثات التبشيرية في أرجاء العالم الإسلامي ورصدت لها المليارات من الدولارات ، وافتتحت المدارس التبشيرية في كل مكان ، وشجعت البعثات العلمية من أبناء الدول الإسلامية إلى الدول النصرانية الغربية .
وقد ذكر الأستاذ محمد الصواف في كتابه "المخططات الاستعمارية لمكافحة الإسلام " أنَّ " تحت سلطة التبشير والمبشرين أكثر من 500 جامعة ومعهد وكلية ، وأنَّ عدد الذين يشرف عليهم المبشرون في توجيههم وتعليمهم من أبناء المسلمين أكثر من 5 مليون و حوالي 200 ألف " وهذه الإحصائية في السبعينيات من القرن الماضي فلعلها الآن أضعاف مضاعفة
وعقدت المؤتمرات التبشيرية ووضعت المخططات كما نطق بها القسيس " زويمر " الذي قال : يجب إقناع المسلمين بأنَّ النصارى ليسوا أعداءً لهم ، وينبغي أنْ يتبنى التبشير رجال من المسلمين لأنَّ الشجرة لابد أن يقطعها أحد أعضائها ، ولا يجب أن يتسرب اليأس إلى المبشرين إذا كانت النتائج ضعيفة في البداية "
بل ودخلت النساء الأوربيات مجال التبشير لتنصير النساء المسلمات .
وإذا كان التبشير لم ينجح في تنصير المسلمين فإنَّه ـ بلا ريب ـ ساعد على تخلي المسلمين عن عقائدهم ومبادئ دينهم ، وخلق أجيال مستهترة بالقيم الدينية ، وهذا هو الهدف الأساسي الذي سعى له الغرب ، يقول القس زويمر في مؤتمر للمبشرين :
" مهمة التبشير التي ندبتكم دول النصرانية للقيام بها في البلاد المحمدية ، ليس هو إدخال المسلمين ي النصرانية ، فإنَّ في هذا هداية لهم وتكريمًا ، وإنما مهمتكم أنْ تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقًا لا صلة له بالله " [7].
وعلى نفس المنوال سارت حركة الاستشراق ، فعملت على تشويه صورة الإسلام وحجب محاسنه عن الشعوب النصرانية للحيلولة بينهم وبين الدخول فيه ، وعمدوا إلى تفتيت الوحدة الإسلامية ، وتحطيم المقاومة ـ كما هو الحال اليوم ـ وقاموا بتثبيط همة المسلمين ، وصرف أنظارهم إلى متع الحياة ليشتغلوا بها عن الجهاد في سبيل الله ودفع الغزاة ، وقاموا بدراسة الشخصية الإسلامية بقراءة متعمقة في تراث المسلمين ، وعملوا على إضعاف روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين في مختلف الأقطار .
ومن بعدها تفشت تيارات التغريب في البلاد الإسلامية ، ودعوا إلى أن يسير المسلمون سيرة الغربيين ويسلكوا مسلكهم في حياتهم بالفكر الغربي بكل نظمه وتقاليده وعاداته وتصوراته ، وعمد ت تلك التيارات إلى زعزعة الثقة بين الشباب المسلم في دينهم ، والزعم بأنَّ تخلف المسلمين من جراء اعتقاداتهم البالية ، فركزوا جهودهم في تفريغ العقل والقلب المسلم من القيم الإسلامية المستمدة من التوحيد والإيمان بالله ، ودفع هذه القلوب عارية أمام عاصفة هوجاء تحمل معها السموم عن طريق التعليم والصحافة والكتابة والسينما والمسرح وبيوت الأزياء ، وللأسف نجحوا في ذلك إلى حد بعيد ، ومن ثمَّ خرج هذا الجيل المنهزم نفسيًا والذي حمل معول الهدم في صرح المجتمع الإسلامي ، وسار بالأمة تحت شعارات فارغة كالتقدم والمدنية والحضارة ، ولا هي تقدمت ولا هي تمدنت وإنَّما صارت بلا هوية ، فلا دين ولا ثقافة ولا علم ، وإنَّما تبعية للغرب الكافر .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قالوا : اليهود و النصارى ؟ قال : فمن ؟ "
من أسباب الخلل الاعتقادي أيضًا
(2) انتشار العقائد الفاسدة على يد المبتدعة
فمن ذلك : انتشار " عقيدة الجبر" رغم بعدها عن عقيدة الإسلام الصافية ، وكان انتشار هذه الفكرة بين المسلمين في عصور الانحطاط والبعد عن صفاء الاعتقاد الذي كان عهد السلف الصالح ، وأدى ذلك لإشاعة روح التواكل والكسل ، والقعود عن العمل ، وأنت لا زلت تسمع من عامة النَّاس أننا مسيرون لا مخيرون .
ومن ذلك : انحراف التصوف ونشره للبدع ، لاسيما في عصر التصوف الفلسفي ورواج مذاهب " وحدة الوجود " و " الحلول والاتحاد " و"فكرة الظاهر والباطن " و"إسقاط التكاليف الشرعية " وهي الأفكار التي لا زال كثير من المسلمين يؤمن بها ، فأنت تراهم يصورون الحلاج المقتول ردة على أنَّه شهيد الاستبداد ، ولا زالوا يعظمون من قدر شخص كابن عربي القائل بوحدة الوجود ، ويرى الساسة إلى يومنا هذا أنَّ الصوفية أفضل التيارات والاتجاهات الإسلامية لأنَّها تدعو إلى التعامل مع الأحداث بسلبية ، وتدعو للتواكل ، وعلى كلٍ فقد نبتت البدع والخرافات ، وظهرت الطرق الصوفية التي انحدرت إلى هوة سحبقة ، وةلا تزال البلاد الإسلامية تشهد أنواعًا من الشرك العلني بتعظيم قبور الصالحين ، والتوسل إليهم ، وشد الرحال إلى قبورهم .
(3) انتشار الجدل الكلامي
فمع ظهور الفرق المحدثة كالخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية ونحوهم ، دار جدل كبير حول مسائل الاعتقاد ، نعم اندرست أغلب هذه الفرق بمسمياتها القديمة ، لكن من ورائها قضايا ومشكلات عقدية مزعومة ، كالبحث في صفات الله تعالى هل هي عين الذات أو غير ذلك ؟ وتوارث الأجيال هذه المسائل ، وصارت تدرس إلى يومنا هذا في كثير من جامعات ومعاهد المسلمين ، و : أنَّ خروج هذه البدع شغل المسلمين بمشاكل عقدية مزعومة ، وصار هناك من يرى أنَّ عقيدة السلف أسلم وعقيدة الخلف أعلم ، وليتهم رضوا بالسلامة ، وردوا الأمر إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، إذن لذهبت كثير من تلك الجدليات هباءً منثورًا ، ولصفا للنَّاس اعتقادهم ، فهذا أصحاب المذاهب العقلية يقولون بعد طول بحث في مسائل علم الكلام : ولم نستفد من علمنا طول عمرنا إلا قيل وقالوا .
من الأسباب التي أدت لهذا الخلل الاعتقادي في بنية المجتمع الإسلامي
(4) انحراف رجال الدين وانفصام العمل عن العلم
الأمر الذي أذاع روح الشك والريبة في صدور كثير من المسلمين ، وجعلهم يعيدون النظر في كل شيء ،حتى في معتقداتهم ، فقد ظهر بين علماء المسلمين من يقول ما لا يفعل ، ومن صار الدين عنده كجملة الصناعات التي يتكسب من ورائها ، فانحرفوا عن روح الإسلام ، وفصلوا بين العقيدة والعمل ، وانصرفوا إلى الجدل ، والمناقشة في الجزئيات والفروع ، وتملق الولاة والحكام ، وجعلوا الدين مطية للدنيا .
وقد أخبر الصادق المصدوق ـ كما في الصحيحين وغيرهما ـ عن ذلك فقال: ـ" إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسًا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا "
وهذا تحذير من ترئيس الجهلة ، وذم من يقدم عليها بلا علم ، فلا شيء أوجب على الأمة من رعاية أحوال المتصدين للرياسة بالعلم ، فمنْ الإخلال بها ينتشر الشر ، ويكثر الأشرار ، ويقع بين الناس التباغض والتنافر
(5) القهر واستبداد بعض الحكام
لا شك أنَّ الضرب بيد من حديد للاتجاهات الدينية كان من شأنه الحيلولة بين كثير ممن يودون الالتزام بشريعة الإسلام وبين دينهم ، فتربى الكثير على المداهنة والمداراة وإيثار السلامة والخوف من كل ما سوى الله تبارك وتعالى ، وركب آخرون الموجة فباع دينه موالاة للطغاة ، ومن شأن هذا أن يحدث خللا عميقًا في البناء الاعتقادي للمجتمع ، لأنَّ اليقين يتزعزع ، ويوالى أعداء الله تعالى ، ويتأول الدين لأهواء الأمراء .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الأئمة من قريش ، أبرارها أمراء أبرارها ، و فجارها أمراء فجارها ، و إن أمرت عليكم قريش عبدا حبشيا مجدعا فاسمعوا له و أطيعوا ما لم يخير أحدكم بين إسلامه و ضرب عنقه فإنْ خير بين إسلامه و ضرب عنقه فليقدم عنقه " [8]
فإذا صلح الناس وبروا وليهم الأخيار ، وإذا فسدوا وفجروا وليهم الأشرار ، فكما تكونوا يولى عليكم ، والدين هو لحمك ودمك وهدفك في الحياة ـ كما قدمنا ـ فلا يباع الدين بعرض من الدنيا زائل ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق بحال .
" أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه " فخاف الناس من قهر الطغاة ، ولم يستعينوا بربهم على أمرائهم ، فلما ذلوا لهم وخضغوا لهم وخافوا منهم أكثر من خوفهم بربهم ، وكلهم الله إلى أنفسهم ، وأعرض عنهم ، وأذاقهم العذاب الهون ، وخوفهم من كل شيء ، لمَّا فسد اعتقادهم به جل وعلا ، والأيام خير دليل فاعتبروا يا أولي الأبصار .

الأمل المنشود في إعادة البناء الاعتقادي السليم
إخوتاه ..
هذا بعض من كل ، وغيض من فيض من جملة الأسباب التي تسببت في إحداث الخلل في البناء الاعتقادي السليم للأمة الإسلامية .
وبقي أنْ نقف أمام الأمل المنشود في إعادة صياغة هذا البناء كما كان راسخًا قويًا ، نحتاج أنْ يوجد فينا " رجل العقيدة " الشامخ بأنفه ، المعتز بانتمائه لهذا الدين ، الذي يعمل له آناء الليل وأطراف النهار ، وإيجاد هذا النموذج الفريد يحتاج منَّا أن نعود للنبع الصافي الذي كان ، نعود إلى العصر الذهبي للإسلام ، عصر النبوة والخلافة الراشدة ، ونربي أجيالنا القادمة كما ربى النبي أصحابه ، نزرع فيهم اليقين برب العالمين ، والعزة بهذا الدين ، وننصب أمام أعينهم نماذج الأسوة والقدوة من سلفنا الصالح ، نحصنهم بكتاب الله تعالى قراءة وحفظًا ومدارسة وتدبرًا ، نجعل معينهم الذي لا ينضب ورودهم عليه من مشكاة سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، نعلمهم حب النبي و الصحابة ، نربط قلوبهم استعانة وتوكلًا على الله عز وجل .
انظر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يربي ابن عمه " عبد الله بن عباس " وهو بعد غلام صغير فيقول له في نصيحة غالية : ــ " يا غلام !! إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله ، و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف "
هذا الحديث فيه كل ما يمكن أن ندندن حوله ، إذ يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهمّ أمور الدين، حتى قال بعض العلماء: تدبرت هذا الحديث فأدهشني وكدت أطيش، فوا أسفا من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه.
انظر إلى هذه التربية الإيمانية الخالصة :
" احفظ الله "
1) ربط القلوب بعلام الغيوب .
2) مراقبة الله تعالى في السر والعلن .
قال الله عزّ وجلّ: " واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه " [ البقرة - 235 ]
وقال جل وعلا : " إنَّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا "
و قال صلى الله عليه وسلم : " استحيوا من الله تعالى حق الحياء من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس و ما وعى و ليحفظ البطن و ما حوى و ليذكر الموت و البلا .." [9]
3) امتثال الأوامر واجتناب المناهي ، كمال الخضوع والذل والحب شرط ذلك . وهذه هو ( توحيد الألوهية )
" يحفظك "
4) الله ربك وخالقك ، وشأن الرب أن يرعى ربيبه ويحفظه ، فالله أحق بالتعظيم والمودة والإجلال والخضوع والذل من أبيك الذي يرعاك . ( توحيد الربوبية )
5) الطريق موحشة ، والزاد قليل ، والصعاب كثيرة ، فقل من ينجو ، وليس إلا حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرّمة، ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان .
في الصحيحين عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أمره أن يقول عند منامه: " إن قبضت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين "
وفي حديث عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول: اللهمّ احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تطمع في عدواً ولا حاسداً [10].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يودع من أراد سفراً فيقول : " استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك "
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا استودع شيئاً حفظه " [11]
فتتعلم الناشئة صدق اللجأ والإخبات وهذه من " أعمال القلوب "
" احفظ الله تجده تجاهك "
6) زرع محبة الله في القلوب ، فالله ذو الجلال والجمال والكمال ، لله الأسماء الحسنى والصفات العلى ، من تقرب منه شبرًا تقرب منه باعًا ، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة ، فحري بك أن تحبه ، وإذا أحببته أطعته وإذا أطعته لم يخذلك ، فكن لله كما يريد يكن لك فوق ما تريد . ( توحيد الأسماء والصفات )
7) الإيمان بمعية الله الخاصة لأوليائه " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون "
قال قتادة: من يتق الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب ، والحارس الذي لا ينام ، والهادي الذي لا يضل.
ويقتضي ذلك أنْ يربى الغلام على الخوف من الجليل وحده ، ورجاء ما عنده منه وحده ، فإن كان الله معك فمن تخاف ؟ وإن كان عليك فمن ترجو ؟
ومن ثمرة ذلك أيضًا أن يربى الولد على الأنس بالله وحده .
روي عن نبهان الحمال أنه دخل البرية وحده على طريق تبوك، فاستوحش فهتف به هاتف: لم تستوحش أليس حبيبك معك ؟.
وقيل لبعضهم: ألا تستوحش وحدك ؟ فقال: كيف أستوحش وهو يقول: أنا جليس من ذكرني.
وقيل لآخر: نراك وحدك ؟ فقال: من يكن الله معه كيف يكون وحده ؟.
وقيل لآخر: أما معك مؤنس؟ قال بلى، قيل أين هو ؟ قال أمامي ومعي وخلفي وعن يميني وعن شمالي وفوقي.
" تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة "
8) الدنيا دار ابتلاء فتعرف على الله تعالى في الرخاء ليكن لك سندًا وقت الشدة . ( السنن الكونية )
9) القلوب متقلبة ضعيفة ، والفتن خطافة ، وليس ثمَّ إلا ميل القلب إليه بالكلية والانقطاع إليه والأنس به والطمأنينة بذكره والحياء منه والهيبة له .
" إذا سألت فاسأل الله"
10) الفقر هي أهم خصائصك ، وما عرف الله بشيء مثلما عرف بشدة الاحتياج إليه .
11) وهذه حقيقة العبادة لتضمن المسألة الخضوع والذل والرجاء والحب واليقين بما عند الله ومشاهدة لأسمائه الحسنى فأنت لا تسال إلا " الغني " " الملك " " المنعم " " المعطي المانع " " الضار النافع "
12) وهو أصل في معاملة الخلائق ،فلا تسال النَّاس شيئًا فيحبونك ، ويصلح ما بينك وبينهم .
13) تحقيق معنى قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإن المعنى لا تحوّل للعبد من حال إلى حال ولا قوة له على ذلك إلا بالله ( التبرؤ من الحول والقوة )
" إذا استعنت فاستعن بالله "
14) النقصان وصف لازم لبني آدم ، واحتياجك لغيرك شرط لصلاح الأرض ، " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " ، فلا تغتر بسبب عن مسبب الأسباب .
15) حقيقة الخذلان أن تفتقر إلى فقير ، وأن يكلك الغني إلى فقير مثلك . (الافتقار والتوفيق )
كتب الحسن إلى عمر بن العزيز: لا تستعن بغير الله فيكلك الله إليه.
ومن كلام بعض السلف: يا ربّ عجبت لمن يعرفك كيف يرجو غيرك وعجبت لمن يعرفك كيف يستعين بغيرك .
" و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام ورفعت الصحف "
16) تحقيق عقيدة " القضاء والقدر" الإيمان الجازم بعلم الله ما كان وما يكون وما لم يكن لوكان كيف كان ، وأنَّ ما أصاك لم يكن ليخطئك ، وأنَّ البلاء من جراء الزلل والخطايا ، وأنَّ النعم محض فضل الله تعالى ، وكل ميسر لما خلق له .
17) " الرضا " مفتاح اعتقادك بالله تعالى " رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً "
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: " أسألك الرضا بعد القضاء "
وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، و ليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر ، و كان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له "
فلا تتهم الله في قضائه ، فإن الله إذا قضى قضاء أحبّ أن يرضى به.
قال ابن مسعود : إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط .
18) " الصبر" صفة عباد الله الصالحين ، لأنَّ الدار دار بلاء لا دار خلود ، وتجرع مرارة الهجر فيها مستلزم للصبر حتى يقضي الله بالوصال .
يقول ابن رجب ـ رحمه الله تعالى ـ :
مدار الوصية في هذا الحديث على هذا الأصل وما ذكر قبله وبعده فهو متفرع عليه وراجع إليه، فإنَّ العبد إذا علم أن لن يصيبه إلا ما كتب الله له من خير وشرّ ونفع وضرّ وأن اجتهاد الخلق كلهم على خلاف المقدور غير مفيد البتة : علم حينئذ أن الله وحده هو الضارّ النافع المعطي المانع، فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه عز وجل ، وإفراده بالطاعة ، وحفظ حدوده، فإنَّ المعبود إنما يقصد بعبادته جلب المنافع ودفع المضار، ولهذا ذم الله من يعبد من لا ينفع ولا يضر ، ولا يغني عن عابده شيئاً، فمن يعلم أنه لا ينفع ولا يضرّ ولا يعطي ولا يمنع غير الله ، أوجب له ذلك إفراده بالخوف والرجاء والمحبة والسؤال والتضرع والدعاء ، وتقديم طاعته على طاعة الخلق جميعاً ، وأن يتقي سخطه ولو كان فيه سخط الخلق جميعاً ، وإفراده بالاستعانة به ، والسؤال له ، وإخلاص الدعاء له في حال الشدة وحال الرخاء، خلاف ما كان المشركون عليه من إخلاص الدعاء له عند الشدائد ونسيانه في الرخاء ودعاء من يرجون نفعه من دونه.
إخوتاه ..
دينك دينك ، فإنْ سلم لك دينك سلمتُ فإنَّه لحمك ودمك ، ةإن تكن الأخرى فإنها نار لا تطفئ ، ونفس لا تموت ، إنَّك معروض على ربك ومرتهن بعملك ، فخذ مما في يديك ، لما بين يديك عند الموت ، وعندها يأتيك الخبر.

إخوتاه ..
ترك الخطيئة أهون من معالجة التوبة ، فلا تعلق قلبك بالدنيا فتعلقه بشر مُعلَّق ، قطِّع عنك حبالها ، وأغلق عنك بابها ، حسبك ما بلغك المقيل .
أسال الله الهداية والرشاد
والله من وراء القصد له الحمد في الأول والآخر والحمد لله رب العالمين .

* هذه كانت محاضرة ألقاها فضيلته فى أحدى المؤتمرات التى أقيمت بأمريكا.

----------
[1] أخرجه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم في المستدرك من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه وصححه الألباني (2825) في صحيح الجامع .
[2] أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وحسنه الالباني (1146)
[3] رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات.‏
[4] أخرجه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه والنسائي في سننه وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك ، وصححه الالباني (1724) في صحيح الجامع .
[5] اخرجه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني (3740) في صحيح الجامع .
[6] أخرجه الترمذي في جامعه والحاكم في المستدرك وحسنه الالباني (245) في صحيح الجامع .
[7] المخططات الاستعمارية ـ محمد الصواف ـ ص 217
[8] أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه وتعقبه الذهبي فقال: منكر ، لكن صححه الألباني (2757) في صحيح الجامع .
[9] أخرجه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه والحاكم في المستدرك والبيهقي في سننه وحسنه الالباني (935) في صحيح الجامع .
[10] أخرجه ابن حبان في صحيحه
[11] أخرجه ابن حبان في صحيحه ، والبيهقي في سننه ، وصححه الألباني (1708) في صحيح الجامع .

محمد بن حسين بن يعقوب
غفر الله له ولأهله وأحفاده والمسلمين أجمعين
__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
126, 180, 200, 2009, 203, 466, 592, أما, أماكن, لأنه, مات, مافي, مافيه, مخلوق, آخر, لسحب, مشكل, مشكلات, أنه, موضوع, أكثر, المليون, اللي, الليل, الجاهل, الس, الع, الغلا, العا, العالم, الو, النا, الناس, الود, الط, الطير, center, اتعب, احس, اين, اصر, اهل, اهلا, انا, تمر, بال, بالليل, تحد, تعب, بــ, بـــ, بــــ, بني, gif, ياشعر, داعي, يبقى, حروف, يعرف, يعرفون, يفتح, يفتحون, حـــــب, دون, يقول, يكن, رياح, سحب, شعر, شــ, شكل, شكلا, على, عار, عارف, فتح, فيه, ــب, ـــ, ــــ, ــــا, ــــب, ــــــ, ـــو, ــه, ــن, فون, فقط, إلى, هام, هدم, هدوء, هنا, هناك, ولا, ولي, وليس, ناس, واست, وان, وانا, وبه, نيته, وحروف, وصل, وهناك, طير, قلوبهم, قول, كان, كثر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ترتيب منتديات قبيلة آل حبه عالميا
 

الساعة الآن 12:19 AM


Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009
الأرشيف
تصميم المنافع لتقنية المعلومات