ايها الاحبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،، سأنقل اليكم احداث قصة مؤلمة قرأتها قبل عدة أيام في كتاب للأستاذ الدكتور : عبدالله سلطان ، استشاري وأستاذ الطب النفسي بجامعة الملك سعود بالرياض .
يقول الدكتور : زارني في العيادة شاب في الثلاثين من عمره ، وكان يبكي بكاءً مريرا ، وقد حاولت ان أهدي من روعه لكن الامر كان صعبا للغاية ، وبعد برهة من الزمن استطعت ان اسيطر عليه وأبدأ معه الحديث شيئا فشيئا حتى تمالك نفسه واستعاد قواه ثم دار الحوار فيما بيننا بهذه القصة المؤلمة :
فسألته ما يبكيك ؟ فقال : ابي ترك الصلاة ! فقلت له كيف ذلك ؟ قال كان يؤم الناس في احد المساجد لمدة ربع قرن ( أي 25 سنه ) ( إمام للمسجد ) وفجأة ترك الصلاة واصبح يؤديها في المنزل ، ثم بعد فترة تركها نهائيا ، وبدأ الناس يتساءلون عنه ويزورونه في المنزل فأصبح يتضجر من زياراتهم بل ويطلب منهم المغادرة احيانا .
حاولنا معه كثيرا ان يعود للصلاة حتى لو كان ذلك في المنزل الا ان المحاولات لم تنفع معه شيئا ، وسألناه عن الاسباب فلم يخبرنا بشيء فجئتك طالبا النجدة والعون بعد عون ونجدة الله سبحانه وتعالى ، فحددنا موعدا لأول الجلسات ، وطلبت ان يدخل الابن قبل أبيه لأستطلع منه بعض الامور فكان ذلك ، بعدها طلبت ان يدخلوه عليّ فإذا بشيخ وقور قد جاوز عمره السبعين عاما وكانت زوجته ترافقه في هذه الزيارة .في البداية حاولت ان اتحدث معه ولكن لم تفلح كل محاولاتي وبعد قرابة ربع ساعة من الصمت تحدث وقال ماالفائدة من الكلام الآن لقد تحددي مصيري والنار لامحالة تنتظرني .
فقلت له وماالسبب؟ قال السبب : انني خنت الله وافسدت الصلاة على المصلين !
قلت وكيف ذلك فقال : صليت بهم في احد الايام من غير وضوء واستحييت ان اقول لهم ذلك .
وانا الان مسؤول امام الله عن ما حدث وسيكون مصيري النار لا محالة .
وهنا عرفت ( أي الدكتور ) انه اصيب بمرض نفسي نتيجة لتأنيب الضمير المستمر الذي ظل يلازمه فترة طويلة ، ثم بدأت معه العلاج وتحسنت الحالة شيئا فشيئا وبدأ يعود الى حياته الطبيعية .
.................................................. .................................................. ................
تعليق :
انظروا الى حجم الخطأ الذي استشعره هذا الشيخ الكبير ، وكيف وصل به الى هذا الحال .
اذن كيف يكون حال من يقترف المعاصي والآثام ويرتكب الكبائر والمحرمات ، وكيف يكون حال من يعق والديه ، وكيف يكون حال من يرتكب السبع الموبقات ؟
هل ماتت الضمائر ؟ هل امنوا مكر الله ؟
احبتي فتشوا في احوالكم فكل شخص اعلم بنفسه ، والعاقل من اتعظ بغيره ، وباب التوبة لايزال مفتوحا .
اللهم اغفر لنا ذنوبنا جلها ودقها صغيرها وكبيرها سرها وعلنها واسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض . اللهم آآآآآآآآمين اللهم آآآآآآآآآ مين .
وعذرا على الاطالة