السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت أطلب منه أن يكف عن انتقاد مديره و اتهامه بمجافاة العدل في إدارته فسألني: هل تتوقع أنني لو كنت مكانه في الإدارة أن أظلم؟ فكانت إجابتي له صادمة: نعم.
العدل المطلق هو يعيش في الخيال فلا يمكن أن يكون هناك عدل مطلق لا ظلم فيه أبدا إلا لمن كانت له صفات الكمال كلها سبحانه، و لكن الناس يتفاوتون في قربهم من العدل الكامل و في بعدهم و انحرافهم بعيدا عن هذا المسار و يختلفون في أسباب ابتعادهم عن العدل فقد يكون بسب تسلط و حب الإنتقام و قد يكون بسبب اجتهاد الإنسان إلا أنه لم يوفق إلى معرفة العدل الحقيقي .
و العدل هو ما رضيه الله لعباده و ليس كما تنظر إليه أنت فقد تتهم فلانا بأنه ظلمك و هو في الحقيقة لم يظلمك و إنما لم تتضح لك الصورة كاملة.
ينبغي للإنسان أن يجتهد في العدل و يبذل لذلك كل الأسباب و لا يدعي لنفسه الكمال بأنه لا يظلم و يحذر من أن يركن إلى نفسه فكما قال الشاعر:
و الظلم من شيم النفوس فإن تجد== ذا عفة فلعلة لا يظلم
و أكبر علة تمنع من الظلم هو تقوى الله.
تستهويني سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهذا الرجل الصلب الجاف هذبه الإسلام و الخوف من الله فأصبح أرق و أعدل الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر رضي الله عنه.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″