قصيدة الوداع الأخير ... للشاعر تركى الميزانى
يا مالك الملك يالواحد شديد العقاب
ياغافر الذنب يا مرسل رسول أثير
يا خالق الخلق يا محصى الخطأوالصواب
تعالت اسماك مالك في صفاتك خشير
يا محيي الأرض بأمرك من حمول السحاب
ياعالم بالحياة وما يؤول المصير
يا جامع الناس في يوم الحشر و الحساب
مافيه فرقٍ هذا تاجر وهذا فقير
كل الخلايق سوا إلا بحمل الكتاب
لا شخصت ابصارهم يوم النهار العسير
أحدٍ كتابه فتح له صوب جنتك باب
وأحدٍ هوى بكتابه للسخط والسعير
ياربي رحمتك لا هلوا عليّ التّراب
واصبحت مالي من الوحشة مفر ومطير
وقفوا لدموعهم فوق الخدود انسكاب
واسمع قريع أحذيتهم في الوداع الأخير
ودخلت في عالم البرزخ و طال الغياب
وفارقت كل الحبايب والأهل والعشير
وجاووني ملايكتك اللي للعمل والعذاب
واستسلمت نفسي لمنكر وجاني نكير
في موقف للسؤال يزيد ثقل الجواب
إلا برحمتك ياللي بالخفايا خبير
يارب حملت نفسي بالشقا والعتاب
ومديت حبل الخطأ لإبليس واصبحت أسير
وطاوعتها في متاهات الوهم والسراب
لين إشبكتها الخطايا والنفس طير
أزل وأقول أنا توي بسن الشباب
وإذا نصحني محب أقول توي صغير
ما كنت حاسب لوقتي والليالي حساب
ولا كنت أفكر وش اللي في زماني يصير
إلاّ بعد ما إنتصفت العمر والراس شاب
وفقدت من ربعي الإثنين جمعٍ غفير
عرفت بأن الحياة مصارعة وإكتئاب
وإني مودع ولا لي غير ربي نصير
ومن لا تزهب من التقوى ليومه زهاب
لا مات وش حجته يوم النهار الكبير
في الموقف اللي مافيه مجادلة وإنسحاب
من هولها كالنهر يشيب في رأس الغرير