27-08-2008, 09:53 AM
|
#1
|
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 5,756
معدل تقييم المستوى: 100
|
لا يحزنون
صنف من عباد الله لا يفزعون عندما يفزع الناس ، ولا يحزنون عندما يحزن الناس ، أولئك هم أولياء الرحمن الذين آمنوا بالله ، وعملوا بطاعته استعدادا لذلك اليوم فيؤمنهم الله في ذلك اليوم ، وعندما يبعثون من القـبور تستقبلهم ملائكة الرحمن تهدئ من روعهم ، وتطمئن قلوبهم ( لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقهم الملئكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) والفزع الأكبر ، هو ما يصيب العباد عندما يبعثون من القبور ، ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصر).
ففي ذلك اليوم ينادي منادي الرحمن أولياء الرحمن مطمئناً لهم ( يعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون الذين ءامنوا بئايتنا وكانوا مسلمين ) . وقال في موضع آخر: ( ألآ إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الأخرة ) .
والسر في هذا الأمن الذي يشمل الله به عبادة الأتقياء ، أن قلوبهم كانت في الدنيا عامرة بمخافة الله ، فأقاموا ليلهم ، وأظمئوا نهارهم ، واستعدوا ليوم الوقوف بين يدي الله ، فقد حكى عنهم ربهم أنهم كانوا يقولون : ( إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً ) ومن كان حاله كذلك فإن الله يقيه من شر ذلك اليوم ويؤمنه ، ( فوقهم الله شر ذلك اليوم ولقهم نظرة وسروراً* وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً ) .
وفي الحديث الذي يرويه أبو نعيم في الحلية عن شداد بن أوس أن رسول الله قال :( قال الله عز وجل : وعزتي وجلالي ، لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي ، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي ).
وكلما كان العبد أكثر إخلاصاً لربه تبارك وتعالى كان أكثر أمناً في يوم القيامة ، فالموحدون الذين لم يلبسوا إيمانهم بشيء من الشرك ، لهم الأمن التام يوم القيامة ، يدلك على هذا جواب إبراهيم لقومه عندما خوفوه بأصنامهم ، فأجابهم قائلاً : ( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله مالم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون * الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )
اللهم يارحمن يارحيم ياجبار السماوات والأراضين نسألك بأن تجعلنا من الذين يخافونك في الدنيا وتأمنهم في الأخرة
__________________
لتكن خطواتك على رملٍ نديّ ... لا يُسمع لها صوت ... وآثارها بيّنة ...
|
|
|