عندما نحارب الأنظمة الحسنة
دخلت أحد المحلات فوجدت لافتة تقول: نحن لا نبيع مشروبات الطاقة لمن كان عمره تحت السادسة عشر، فقلت للبائع: هذا شيء جميل، فهل تطبقوها؟ قال: لا. صدمت من إجابته، و سألت عن السبب، فأخبرني بأنه امتنع عن بيعها لأحد الأطفال فغاب الطفل فترة ثم رجع مع والده الغاضب و يقول لماذا تمنع ولدي عن شراء ما يريد؟
أدركت أن أمامنا طريق طويل للحاق بالغرب فهم يباركون الأنظمة التي تحافظ على صحتهم و حياتهم و أطفالهم و نحن نرى في هذه الأنظمة كبحا لحريتنا و سرقة لأموالنا فنحارب ساهر الذي يحافظ على الأرواح و نتعاطف مع الذي سجلت عليه مخالفات بمئات الألوف و كأنه ضحية بينما هو في نظري مجرم يستحق أن يمنع من قيادة السيارة فالذي يسجل عليه أكثر من ألف و خمسمائة مخالفة يعتبر مستهتر بالأرواح و الممتلكات و يستحق أن يحاكم و لا يكتفى بالمخالفات.
زيادة الوعي بأن هذه الأنظمة لنا و ليست ضدنا يحتاج جهود كبيرة من الأسرة و المدرسة و المسجد و الإعلام لنلحق بركب الحضارة، لأن الحضارة منظومة متكاملة.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
رواه البخاري
كان يحدثني عن فوائد الحجامة- و أنا لا أنكرها- ثم تطرق إلى الحجامة في أيام معينة من الشهر، فقلت له : إن الأحاديث التي وردت في توقيت الحجامة ضعيفة، و كنت أجيبه من الذاكرة فقد قرأت في الموضوع قبل فترة طويلة فقال: بل هو موجود في البخاري، و من شدة إصراره شككني في نفسي و قلت: يمكن، لأنني أحاول أن أبقي خطا للرجعة فلا أصر على شيء إلا إذا صرت متأكدا تماما. فتحنا موقع الدرر السنية- اسأل الله أن يكتب أجر من قام عليه- فإذا كل الأحاديث التي ذكر ضعيفة.
قد أرشد النبي صلى الله عليه و سلم إلى أن الكذب عليه ليس كالكذب على غيره، و قد لا يكون صاحبنا تعمد الكذب على النبي صلى الله عليه و سلم، إلا أن التساهل في رواية الحديث الضعيف مع توافر وسائل التحقق من صحة هذه الأحاديث لا ينبغي و في الأحاديث الصحيحة غنية عن كل حديث ضعيف حتى في فضائل الأعمال أو المواعظ.
اسأل الله أن يعلمنا و ينفعنا بما علمنا.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″