زيادة جديدة في أسعار الحديد بـ 150 ريالاًوتدافع أصحاب مشروعات للشراء خوفًا من استمرار

22-01-2009, 09:29 PM

زيادة جديدة في أسعار الحديد بـ 150 ريالاًوتدافع أصحاب مشروعات للشراء خوفًا من استمرارها

جريدة المدينه - علي العميري - مكة المكرمة - بندر الفايز - جدة

تسببت شائعات تسربت أمس في زيادة أسعار الحديد بشكل مفاجئ بواقع 150 ريالا في الطن الواحد لجميع الأنواع والمقاسات في تدافع المشترين على المحلات لتخزين احتياجاتهم المستقبلية.
وعلى الرغم من تأكيدات أصحاب موزعي الحديد من توفر الكميات بشكل كبير إلا أن تدافعا من المقاولين على هذه المحلات تسبب في ارتفاع الطلب بشكل كبير يوم أمس بعد أن تسربت معلومات في السوق عن مخاوف من استمرار الارتفاع في الأيام المقبلة بعد أن تسربت شائعات عن ارتفاع أسعار الحديد من جديد إلى ثلاثة آلاف ريال للطن في الشهر المقبل، مما أربك أصحاب المشروعات ودفعهم للإقبال على الشراء بكميات كبيرة.
ويشير بعض العاملين في محلات توزيع الحديد إلى أن الإقبال الكبير ليس من أصحاب العمائر فقط وإنما هناك بعض المنتهزين للفرص الذين يسعون لشراء كميات كبيرة من الحديد وتخزينها في المستودعات لبيعها بأسعار عالية تقل عن الأسعار المتوقعة ليحصلوا على عوائد مادية جيدة في المستقبل خاصة في ظل وجود حركة عمرانية كبيرة وزيادة الطلب على الحديد في المرحلة المقبلة.
وكشف مسؤولون في محلات بيع الحديد أن كميات كبيرة من الحديد متوفرة في المستودعات سواء المحلي أو المستورد من تركيا وأوكرانيا، وما تشهده الأسواق هو مجرد ردة فعل على الشائعات التي لا يستفيد منها المستهلكون وأصحاب المشروعات، وفي الوقت الذي عزت مصادر في صناعة الحديد السعودية هذا الارتفاع إلى ارتفاع تكلفة كتل الصلب الخام الأساسي لحديد التسليح وكذلك ارتفاع الأسعار في الدول المجاورة بالمقارنة مع الأسعار في المملكة، إلا أن مصادر أخرى استغربت تقارب الزيادة التي أقرت المصانع الثلاثة الرئيسية في المملكة وهي مبلغ 150 ريالا للطن، وفي هذا الإطار نفت مصادر في صناعة الحديد أن يكون هذا الإجراء متفقا عليه من قبل المصنعين الرئيسيين لحديد التسليح في المملكة.
وأبان حميد الصاعدي «صاحب محل لبيع الحديد» أنه منذ الإعلان عن ارتفاع أسعار الحديد عصرا أمس الأول شهدت محلات بيع الحديد إقبالا كبيرا ساهم في زيادة المبيعات واستمر هذا الإقبال يوم أمس الأربعاء حتى أن بعض محلات باعت كل الكميات التي لديها لأن أصحاب المشروعات السكنية أصابهم الخوف من استمرار الارتفاع في الأيام المقبلة مما سيحملهم أعباءً مالية عالية ويعطل إكمال مشروعاتهم السكنية متوقعا أن يصل حجم ما تم بيعه أمس الأول وأمس لأكثر من مائة ألف طن من مختلف المقاسات.
وأشار محسن سعيد «يعمل في محل بيع الحديد» إلى أن الارتفاع المفاجئ أحدث إرباكا في السوق ودفع شريحة كبيرة من أصحاب المشروعات السكنية إلى الاتجاه لشراء احتياج مشروعاتهم من الحديد خوفا من استمرار الارتفاع في الأيام المقبلة إضافة إلى أن بعض أصحاب رؤوس الأموال الذين تعودوا على استغلال الفرص سارعوا لشراء كميات كبيرة من الحديد لتخزينها إلى الموعد المناسب ليتم بيعها والحصول على عوائد مادية جيدة.
وأكد كل من حسين شريفي وابراهيم الأنصاري ومحمد المنسي «أصحاب مشروعات سكنية تحت الإنشاء» أن الارتفاع المفاجئ في أسعار الحديد أربكهم وأوجد حالة من القلق خوفا من استمرار الارتفاع في الأيام المقبلة مما سيؤدي إلى إعادة الحسابات وتوقف العمل في المشروعات السكنية التي كانوا يحلمون بتشييدها.
وفي جدة قال عدد من منسوبي شركات بيع الحديد المحلي والمستورد ان الارتفاع جاء بتسعيرة من الشركة الام سابك .. اذ اكد ابراهيم ياسر يعمل بشركة كبرى للصناعة والتجارة ومواد البناء ان ارتفاعات الحديد جاءت باوامر من شركة سابك مبينا ان شركته كان لديها توقعات بالارتفاع مما دفعنا لشراء كميات كبيرة من الحديد المحلي والحديد التركي والحديد الصيني ايضا.
وبين بهيج حمو يعمل مشرفا بشركة كبرى للحديد ان حديد سابك ارتفع بنسبة 20 في المئة وزيادة في كل طن من 150 الى 200 ريال .. واسعار بقية انواع الحديد مرتبطة بأسعار شركة سابك .. وقال ان الحديد المستورد قد يتضرر .. لرغبة شركة سابك في انعاش مبيعاتها خلال الفترة المقبلة وتعويض الخسائر التي افصحت عنها يوم امس عبر وسائل الاعلام .. واتوقع تزايد الارتفاع خلال الايام القليلة المقبلة الى ما نسبته 60 في المائة. مرجعا الاسباب الى قلة مواد الخام وارتفاع سعارها على الشركات المصنعة.
واشار رامي بركات يعمل بشركة كبرى لبيع الحديد ومواد البناء الى ان مستقبل اسعار الحديد يشير الى مزيد من الارتفاع .. وارجع الاسباب الى الخسائر التي لحقت بشركة سابك .. اذ سيصبح العرض اقل من الطلب مستقبلا وعندها سترتفع اسعار الحديد مجددا. كون الحديد التركي غير متوفر منذ ما يقارب اسبوعين.
وبين انيس محمد مدير شركة متخصصة في العقار ان ما يحصل لسوق الحديد من تذبذبات في فترة لا تتجاوز 24 ساعة تثير القلق .. مما قد يسبب تعطيل نشاطات شركته في انشاء المشاريع .. واذا ما ارتفعت اسعار الحديد من جديد فسنوقف جميع المشاريع المقامة بسبب قلة السيولة نتيجة الارتفاعات السابقة لمواد البناء وكذلك الازمة المالية العالمية .. ونأمل وضع حد لارتفاع الاسعار لان المتضررين من هذه الارتفاعات هم المقاولين والشركات الكبرى والمؤسسات التي من الممكن ان تزيد خسائرها اذا استمر الوضع بهذه الطريقة.