الأسهم السعودية.. بين ضغط إماراتي و«ضبابية» الأداء في الربع الأخير

محلل أسواق مالية: المؤشر العام يواجه تحديين.. والتراجع كان فيه نوع من المبالغة

الأسهم السعودية.. بين ضغط إماراتي و«ضبابية» الأداء في الربع الأخير


تستأنف سوق الأسهم السعودية التداول عند 5954 نقطة.
حبشي الشمري من الرياض
تبدأ اليوم جلسات أحد الأسابيع الضبابية ـ أقله نظريا ـ في سوق الأسهم السعودية، فالجلسة تأتي بعد ارتفاع لافت في الجلسة الأخيرة لأسواق الأسهم الإماراتية من جهة، لكن في المقابل لم تحدث أية تطورات تذكر عن أداء الشركات في سوق الأسهم المحلية في الربع الأخير من 2009.
ويؤكد ثامر السعيد ـ محلل أسواق مالية ـ أن السوق السعودية تواجه نوعين من التحدي: أحدهما لجوء عدد من المستثمرين في أسواق الإمارات إلى تسييل مراكزهم في مناطق أخرى، ومنها مراكزهم في سوق الأسهم السعودية، و»اضطرار» عديد من البنوك السعودية وشركات الوساطة في السعودية إلى بيع أسهم المستثمرين في السوق.
ويزيد: «وصلت أسواق الإمارات إلى مستويات سعرية قد تضطر المستثمرين إلى تعزيز محافظهم بسيولة، وهذا يضغط على الأسواق الأخرى لاضطرار المستثمرين إلى بيع موجوداتهم فيها لتعزيز مراكزهم في سوق دبي خصوصا».
ويرى السعيد، المحلل في شركة الإمارات لخدمات الاستثمار، أن عدم افصاح البنوك السعودية عن قيم تعرضها لأزمة الديون في دبي «أو حتى كشف عدم تعرضها»، أدى إلى «التشويش... جعل الأمر غير واضح للمتداول في السوق... الناس تريد أن تعرف حجم التعرض الفعلي لكل بنك على حدة».
وعلى الرغم من ذلك فإن السعيد يؤكد أن «التراجع الذي حصل في السوق في الأسبوع الأخير كان نتاجا لردة فعل فيها نوع من المبالغة»، بيد أنه استدرك أن «هذه طبيعة أسواق المال من ناحيتي الحساسية والبحث عن فرص استثمارية أخرى، وبخاصة أن التكنولوجيا سهلت انتقال المراكز المالية بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة من سوق لأخرى».
ويستبعد أن يستمر التراجع في سوق الأسهم السعودية «بالحدة نفسها» التي شهدها الأسبوع الماضي، رغم أن المؤشر العام ـ بحسب السعيد ـ «قد يخسر على مدار الأسبوع حتى 300 نقطة...»، ويمضي إلى أنه «في ظل حال الترقب لأداء الشركات في الربع الأخير من 2009 قد تصل السوق إلى مستويات 6150 قبل نهاية العام».
وكانت السوق السعودية قد أنهت تداولاتها الأسبوع الماضي على تراجع بلغت نسبته 6.3 في المائة فاقدة أكثر من 400 نقطة وهو الأسبوع الذي اكتست معظم جلساته باللون الأحمر حيث كانت التراجعات حادة في معظم الجلسات، ولم ترتفع السوق خلال الأسبوع الماضي إلا في جلسة الأحد التي كان ارتفاعها فيها على استحياء، حيث كسب فيها 20 نقطة فقط فيما فقدت 422 نقطة في الجلسات الأربع الأخرى.
وقد أدت تلك التراجعات بالمؤشر العام إلى ما دون مستوى ستة آلاف نقطة ليغلق عند النقطة 5954 وهو أدنى إغلاق للسوق منذ قرابة ثلاثة أشهر، وكانت السوق قد لامست النقطة 5926 قبيل إغلاق الجلسة الأخيرة قبل أن تقلص جزءا من خسائرها عند الإغلاق حيث تعتبر تلك النقطة الأدنى لها خلال الأسبوع، وبذلك يقل إجمالي مكاسب السوق منذ بداية العام إلى 1151 نقطة بنسبة ارتفاع بلغت 23.97 في المائة.
وتعد نسبة التراجع التي شهدتها السوق الأسبوع الماضي أكبر نسبة تراجع أسبوعي للمؤشر العام منذ قرابة العام وتحديدا منذ كانون الثاني (يناير) الماضي حيث بلغت نسبة التراجع آنذاك أكثر من 7 في المائة، الجدير بالذكر أن هذه التراجعات تأتي بعد أسبوعين من الارتفاعات المتواصلة للسوق، حيث كانت قد ارتفعت في الأسبوع الذي سبق عطلة عيد الأضحى بنحو 0.59 في المائة، وكانت قد ارتفعت بنسبة 1 في المائة في الأسبوع الذي سبقه