دول المجلس درست تدابير مكافحة الممارسات الضارة في التجارة الدولية
تكليف «أمانة الخليجي» بوضع نظام الهيئة العليا للاتحاد الجمركي
محمد السلامة من الرياض
اتفق مديرو عامو الجمارك في دول مجلس التعاون الخليجي في اختتام اجتماعهم أخيرا في الرياض، على تكليف الأمانة العامة للمجلس بإعداد النظام الأساسي والهيكل التنظيمي للهيئة العليا للاتحاد الجمركي، إلى جانب وضع خطة عمل وبرنامج زمني لتنفيذ مهامها.
وجاء إنشاء هيئة للاتحاد الجمركي لتكون مسؤولة عن الرقابة والتدقيق والتأكد من تطبيق الإجراءات الجمركية الموحدة، وذلك بعد موافقة وزراء المالية في دول مجلس التعاون أخيرا على المهام المقترحة لهذه الهيئة، ومن ذلك متابعة تحديد نسب توزيع الحصيلة الجمركية والوصول بها إلى نسب مدققة، وتنفيذ بنود الاتحاد الجمركي وتسوية كل القضايا العالقة بشأنها من خلال برنامج زمني يتم تنفيذه خلال السنوات الثلاث المقبلة وذلك لتفعيل الاتحاد بالكامل بحلول عام 2015.
ومن المعلوم أن الهيئة سيكون هيكلها التنظيمي مكونا من مديري عامي الجمارك في دول المجلس، ولهم تشكيل اللجان الفرعية اللازمة لتنفيذ متطلبات الاتحاد الجمركي، وتكون سكرتارية الهيئة من قبل إدارة عامة لشؤون الاتحاد الجمركي في الأمانة العامة. ويأتي تأسيس الهيئة في إطار المساعي نحو الاتفاق الشامل على القضايا المعلقة أمام استكمال جميع متطلبات الاتحاد الجمركي، وصولا لإغلاق أحد أبرز ملفات المشاريع الخليجية المشتركة المتعلقة بهذا الاتحاد، تمهيدا لإعلان بدء العمل بالوضع النهائي للاتحاد المتمثل في إنهاء الدور الجمركي في المراكز البينية في دول المجلس مطلع 2015، والذي سيمكّن المواطنين من زيادة الاستفادة من هذا المنجز.
وبحث مديرو عامو الجمارك في دول مجلس التعاون الخليجي أيضا آلية تنفيذ القرارات المتعلقة بتدابير مكافحة الممارسات الضارة في التجارة الدولية، كما كلفوا منظمة الخليج للاستشارات الصناعية "جويك" بدراسة معاملة منتجات المصانع المقامة في التجمعات الاقتصادية في دول المجلس باستثمارات خليجية، والمتضمنة إمكانية النظر في إعفاء منتجات تلك المصانع جمركيا، وجدوى استفادتها من مزايا الاتحاد الجمركي لدول المجلس، ووضع الضوابط التي تضمن عدم تأثيرها في المصانع الوطنية المقامة خارج هذه التجمعات.
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود لتطوير مجالات التعاون والتنسيق الصناعي بين دول المجلس وكل ما من شأنه تعزيز وتشجيع إقامة المشاريع الصناعية المشتركة، خاصة أن حجم المشاريع الصناعية الخليجية المشتركة ما زال دون الطموحات. كما تأتي في إطار تعزيز بيئة العمل الملائمة للقطاع الخاص ومعاملة الشركات والاستثمارات الخليجية معاملة الشركات والاستثمارات الوطنية، وذلك لتعزيز التقارب الخليجي وتحقيق التكامل الاقتصادي، ومما يسهم في اكتمال عقد إيجاد منظومة تشريعية متكاملة تسمح بتوفير مناخ بيئة استثمارية تنافسية محفزة لتشجيع قيام المشاريع المشتركة.
وتناول مديرو عامو الجمارك الخليجيون خلال اجتماعهم كذلك عدداً من المواضيع ذات الصلة بالاتحاد الجمركي، من بينها مراجعة الفترة الزمنية التي تمنح خلالها واسطة النقل المستعملة ختم مقاصة، نتائج اجتماعات لجنة الإجراءات الجمركية والحاسب الآلي، لجنة مراجعة القانون الجمركي الموحد لدول المجلس، ولجنة النظام المنسق في دول مجلس التعاون، وعبور وسائط النقل القديمة عبر دول المجلس، والأخيرة تم الاتفاق بشأنها وإنهاء المسائل العالقة حيالها.