العشرة المبشرون بالجنة ....33

العشرة المبشرون بالجنة ....33

2- الفاروق عمر بن الخطاب .....9



عمـــــر و عام الرمادة ......2

قال العياض (أحد الصحابة رضوان الله عليهم رأيت عمر عام الرمادة و قد تغير لونه من الحرمان و أكل الزيت .


و قال يزيد بن أسلم : و كتب عمر الى الولاة فى الشام و فلسطين و العراق و مصر يطلب منهم النجدة و العون و كانت كتبه لهم قصيرة عميقة و نصها ( سلام الله عليك أما بعد أفترانى هالكا و من معى و تعيش أنت و من معك فواغوثاه ).

لم يصدر عمر أوامره مع إمكان أن يفعل ذلك و كل ما فعله هو هذه المقارنة التى تقرر ضرورة التعاون و السراء و الضراء و أن من العدل أن يقتسم الناس الخير و الشر و ليس من الإسلام أن يجوع ناس و يشبع آخرون .


و سارع المسلمون من كل مكان يلبون الدعوة و إنهال العطاء من كل جانب بكثير من السخاء و الكرم فقد قدم أبو عبيدة بن الجراح من حمص فى أربعة آلاف راحلة محملة بالطعام .

و كتب عمرو بن العاص من مصر للخليفة يقول : أما بعد فيالبيك ثم لبيك قد بعثت إليك بعير أولها عندك و آخرها عندى .

و أرسل معاوية ثلاثة آلاف بعير من دمشق .

و بعث سعد بن أبى وقاص ألف بعير من العراق تحمل الدقيق.


هذا عدا الأكسية الكثيرة التى أرسلها هؤلاء و كان عمر يرسل من يستقبل العير و يميل بها الى المحتاجين و يوصى بنحر الإبل و أكل لحمها و خزن بعضه كما كان يوصى بأن يصنعوا من الدقيق خبزهم و أن يخزنوا منه حتى يأتى الله بالفرج.

و كان عمر يصنع طعاما فى بيته و بيوت الصحابة و يقدمه للوافدين من البادية و قد بلغ من طعموا على هذه الموائد ذات ليلة عدة آلاف أما المرضى و الضعفاء فكان يرسل لهم طعامهم حيث هم .

هذا بخلاف الأسر بالمدينة التى كانت تأخذ الدقيق و الأدم و تتولى الطبخ بنفسها .

و وضع عمر دستور التعاون الذى نعتقد أن المدينة فى أسمى مراحلها لم تستطع أن تصل إليه قال : لو لم أجد للناس ما يسعهم إلا أن أدخل على أهل كل بيت من يقاسموهم أنصاف بطونهم لفعلت فإن الناس لن يهلكوا على أنصاف بطونهم .


الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله


إستوقفنى هذا النص كثيرا فعلا

و الله ما أحلى ديننا الحنيف و ما اروعه و ما أجمل سيرة هؤلاء الذين فهموا الدين فهما عميقا صحيحا رضى الله عنهم و أرضاهم

دين آخى بين المسلمين من كل بقاع الأرض

دين لا يسمح مطلقا أن يموت شخص ما جوعا و لو كان غير مسلما طالما أن الخير فى بلادنا موجود

دين يقول خليفة رسوله صلى الله عليه و سلم : : لو لم أجد للناس ما يسعهم إلا أن أدخل على أهل كل بيت من يقاسموهم أنصاف بطونهم لفعلت فإن الناس لن يهلكوا على أنصاف بطونهم .

إنه هدى المختار الحبيب صلى الله عليه و سلم لما آخى بين المهاجرين و الأنصار

إنه عمر بن الخطاب الذى تعلم على يد رسول الله صلى الله عليه و سلم

إنه ميزان العدل الذى لا يعرف المجاملات و لا يعرف مداهنة و لا يعرف مواربة بل لا يعرف إلا الحق و العدل و المساواة

إن بين هذه السطور و بين ثنايا هذه الكلمات المعدودة حل لكل مشاكل المسلمين على وجه الارض بل فيها و الله حل لكل مشاكل العالم أجمع

كم يتمزق قلبى كلما شاهدت فى نشرات الأخبار صور و فيديوهات عن مجاعات تنهش لحوم الصغار فى أواسط افريقيا و فيها من المسلمين ما فيهم و حتى لو كانوا غير مسلمين فلماذا لا نعتبرهم من المؤلفة قلوبهم ؟؟

كم تمزق قلبى عندما شاهدت صورة إمراة تنظر الى الغراب و هو يأكل طفلها الرضيع و هى بجوارة و لم يصبح فيها من القوة بسبب الجوع بحيث تدفن جثة الرضيع أو حتى تبعد الغراب عن جسد الرضيع المتوفى ... لا حول و لا قوة إلا بالله

و كم يتمزق قلبى عندما نسمع أو نقراء أن فلان قد إشترى السيارة التى ماتت فيها أميرو ويلز ديانا بمبلغ يكفى تماما لسد إحتياجات دولا فقيرة يموت أهلها من شدة الجوع سواء كان اهل هذه الدول من المسلمين أو من غير المسلمين

و كم يتمزق قلبى عندما نعرف أن الإحصائيات تقول أن بعضا من الدول الإسلامية تشترى مكياجات نسائية سنويا بملغ يكفى لتجيش جيوش جرارة إستعدادا لتحرير فلسطين الحبيبة و الأقصى الشريف

و كم يتمزق قلبى عندما نرى الخلافات تدب بين المسلمين لتعلو الى عنان السماء بسبب هل نوافق على قيادة المرأة للسيارات أم لا و أهل غزة يموتون جوعا بل الذى سينجو من الجوع سيجد الرصاصة الإسرائيلية فى إنتظار جسده النحيل

و كثير كثير من المشاهد التى تدمى القلب فعلا من تنافر المسلمين من بعضهم و من تسابق الدول الإسلامية الى الترف و الأشياء التى لا قيمة لها و يتركون اشياء لابد منها لكى تنهض أمتنا و يعلوا شأنها و نتقى شر المرتبصين بنا لينالوا منا


حدثنى صديق سعودى الجنسية فقال لى معلومة جعلتنى لا أنام ليليتين متتاليتين

هذا الصديق من ساكنة مكة المكرمة حماها الله من كل مكروه و سوء و سائر اراضى المسلمين فقال ما معناه

أن الشيعة بدأوا فى شراء أغلب البيوت المجاورة للحرم المكى الشريف بأسعار مرتفعة جدا جدا

و هذا الرجل لم أعهد عليه من كذب من قبل نحسبه على خير و الله حسيبه

أزعجنى هذا الخبر فعلا

و قلت أين ذهبت أموال المسلمين يا سادة ليبيع بعضنا أرضه المجاورة للحرم المكى للشيعة هداهم الله و كيف يتم هذا فى غفلة من الناس

لماذا ننتظر حتى تقع البلوى و المصيبة ثم نحاول حل المشكلة

يا ليت هذا الخبر يكون غير صحيح فعلا

و لو كان صحيحا فعلينا ألا ننتظر حتى تقع المصيبة بل علينا التكاتف و التعاضد حتى يمكننا التصدى لهذه المخططات التى لا تنتهى من قبل البعض للإضرار بالإسلام و المسلمين

اللهم إحفظ بلاد الحرمين الشريفين من كل مكروه و سوء اللهم حرر بلاد الأقصى الشريف من أحفاد القردة و الخنازير اللهم إجعل بلاد الإسلام يملؤها العزة و الكرامة و الرشد و الحكمة

اللهم آمين يارب العالمين

يعطيك العافيه على هاالمشاركة والى الأمام أن شاء الله

اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخيروعافيه