السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت أقرأ في سيرة الشاعر اﻷمير الفارس أسامة بن منقذ و قد عاش أيام الحروب الصليبية فذكر حادثة ﻷمه شدت إنتباهي و هو أن الشيعة اﻹسماعيلية هجموا على حصنهم في غيبة من الرجال و كان لها بنت كبيرة فألبستها جواربها و ملابسها و جعلتها على شرفة تشرف على الوادي و جلست هي عند الباب يقول أسامة :فأظهرنا الله عليهم فسألت أمي: ما تفعل أختي هناك؟ فقالت: جهزتها لكي لا تقع أسيرة في أيدي الحلاجين و كنت سأقذفها في الوادي لو ظهروا علينا انتهى.
حقا إن تعجب فكلا الموقفين عجيب و هما غيرة اﻷم و جرأة البنت. كم نحن بحاجة إلى أمثال والدة أسامة بن منقذ لكي تنقذنا و تنقذ بناتنا من الغزاة الجدد و الذين غزوا أفكار بناتنا و ثوابتهن و أخلاقهن. لا نريد من يقذف ببناتنا للموت و لكن نريد من ينقذهن إلى الحياة. إن الحياة الحقيقة هي حياة الفضيلة و مقدماتها من العفة و الحشمة و الحياء و إن الموت الحقيقي هو حياة الرذيلة و مقدماتها و إن كانت صاحبته تعيش في قصور.
اللهم إني اسألك أن ترد شباب المسلمين ذكورا و إناثا لكل ما تحب و ترضى.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يلجأ بعض اﻵباء إلى تزويج أبنائهم أو بناتهم و هم ليسوا جاهزين للزواج من جهة الإستعداد المادي له من تخرج و تأثيث بيت و غيره فتطول مدة الخطوبة إلى فترات خيالية قد تمتد إلى ستة اشهر بل إلى سنة أو سنتين أو أكثر. ما الذي يضيرك من طول مدة الخطوبة ما دام أن الخطوبة عندنا تكون بعد عقد شرعي فلابأس أن يتحدثا مع بعض بالجوال أو حتى يلتقيا فهي شرعاً زوجته و إن كنا نسميها خطوبة. إن اﻹنسان يبني للطرف اﻵخر صورة مثالية خالية من العيوب و هي في الحقيقة ليست كذلك فكل واحد به عيوب ينبغي للطرف اﻵخر أن يتعايش معها إن لم يمكن التخلص منها و إكتشاف هذه العيوب بعد الزواج يكون أثره في الغالب قليلاً فسرعان ما يتأقلم الزوجان مع بعض و تمشي الحياة. إن ظهور هذه العيوب وقت الخطبة تجعل الزوجين يزهدان في بعض و هما لم يرتبطا برباط قوي فتكتشف الزوجة في زوجها و خطيبها سرعة الغضب فتقول هذا و أنا لازلت عند أهلي فكيف إذا صرت معه و تبدأ الخطيبة تحاسب زوجها عن روحاته و تحركاته و اتصالاته فيقول هذا و أنا لم آخذها من عند أهلها فكيف إذا صارت عندي و هكذا و اﻷمثلة كثيرة. إنني أرى أن فترة الخطوبة ﻷكثر من شهرين قبل الزواج الحقيقي لها آثر عكسية و قد تؤدي إلى الطلاق في وقت مبكر مما ينعكس سلباً على نفسية الزوجة و فرصة زواجها مرة أخرى حتى و إن كانت لا تزال بكرا. إن حجة نمسك فلانة لفلان ﻷن البنات يطيرون بسرعة حجة ضعيفة و الواقع اﻷليم يقول أن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل خاصة مع ما يقوم به الشباب في هذه الفترة من قضاء أوقات طويلة مع بعض على الجوال. إنني أرى أن يلتزم اﻷب لخاطب بنته بكلمة لكن لا يكون هناك عقد أو إتصال بينهم إلا قبل الزواج لكي يعرفوا بعضاً و يكسروا حاجز الخوف و الرهبة بينهما. قد لا أكون محقا في كلامي لكن هو واقع أمامنا فهل نفكر و نحاول التغيير لحل مشاكلنا اﻹجتماعية.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″