كان (الجاحظ) واقفاً أمام بيته، فمرت قربه امرأة حسناء فابتسمت له، وقالت: لي إليك حاجة .
فقال الجاحظ: وما حاجتك؟
قالت: أريدك أن تذهب معي.
قال: إلى أين؟
قالت: اتبعني دون سؤال.
فتبعها الجاحظ إلى أن وصلا إلى دكان صائغ. وهناك قالت المرأة للصائغ: مثل هذا. وانصرفت.
عندئذ سأل الجاحظ الصائغ عن معنى ما قالته المرأة، فقال له: لا مؤاخذة يا سيدي! لقد أتتني المرأة بخاتم، وطلبت مني أن أنقش عليه صورة شيطان. فقلت لها: ما رأيت شيطاناً في حياتي. فأتت بك إلى هنا لظنها أنك تشبهه.
**********
نظر (مزبد المدني) إلى امرأته يوماً، وهي تصعد سلماً، فقال: أنت طالق إذا صعدت، وطلق إن وقفت، وطالق إن نزلت، فرمت بنفسها من حيث بلغت. فقال لها: فداك أبي وأمي، إن مات القاضي احاج إليك أهل المدينة في أحكامهم.
**********
صعد (جحا) يوما إلى المنبر وقال: أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم؟
فقالوا: لا.
قال: حيث أنكم لا تعلمون ما أقول فلا فائدة للوعظ في الجهال.
ونزل من فوق المنبر ثم صعد يوم آخر وقال: أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم؟
قالوا: نعم .
قال: حيث أنكم تعلمون، فلا فائدة من إعادته ثانياً.
ونزل من فوق المنبر: فاتفقوا على أن يقول جماعة منهم: نعم، وجماعة: لا.
ثم صعد جحا يوماً آخر وقال: أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم؟
فقال بعضهم: نعم. والبعض الآخر: لا .
فقال لهم: على الذين يعلمون أن يعلموا الذين لا يعلمون. ونزل.
:n200611: :n20065: :n200611:
ღتقبلــــوا وافـــر تحياتيღ