هل يتوزع دم فاطمة بين القبائل؟

03-10-2009, 06:58 PM

هل يتوزع دم فاطمة بين القبائل؟
عبد الله باجبير
هل يتوزع دم الشابة «فاطمة الصعبي» التي غرقت على كورنيش «جدة» منذ شهور بين القبائل.. أقصد بين بلدية «جدة» والشركات التي تقوم بإنشاء شبكات الصرف الصحي وحرس الحدود؟

إن كل جهة من هذه الجهات تلقي التهمة على الأخرى.. لقد أكد المحامي والمستشار القانوني «عمرو رفيع الرافعي»، أنه رفع قضية أمام المحكمة الإدارية التي حولتها إلى الدائرة الإدارية 13 بفرع ديوان المظالم في منطقة «مكة» التي ستبدأ أولى جلساتها يوم 19 من ذي الحجة المقبل.

وأشار «الرافعي» إلى أنه تم رفع الدعوى ضد جهتين هما أمانة محافظة «جدة» والمديرية العامة لسلاح الحدود.. وذلك بتهمة التقصير بالنسبة لأمانة «جدة» في إخلالها بمواصفات السلامة المطلوبة للتصريف، وبالنسبة لسلاح الحدود في عدم وضع آليات إرشادية كافية لحماية مرتادي البحر.

أما بلدية «جدة» فقد سارعت بغسل يديها من الموضوع بأحاديثها بأن المياه التي جرفت «فاطمة» لم تكن من مياه الصرف الصحي، لكن من مياه جوفية ناشئة عن عمليات حفر تقوم بها عدة شركات لإنشاء شبكة الصرف الصحي لمدينة «جدة».

أما حرس الحدود فأكد أنه وضع من العلامات الإرشادية ما يكفي لتحذير مرتادي الشاطئ من أخطاره.

أما الشركات التي تقوم بإنشاء شبكة المجاري فلم نسمع لها صوتا حتى الآن، ربما لثقتها بأنها غير مسؤولة عن مصرع الفتاة.. أقول ربما.

لقد أكد عدد من المحامين والمستشارين القانونيين أن من حق ورثة القتيلة المطالبة بالتعويض من الجهة المسؤولة عن مصرع العروس الشابة وهي في مستهل العمر ومقتبل الحياة.

إنني أتوقع أن يطول أمر المحاكمة، فستحتاج المحكمة إلى رأي الخبراء في مختلف تخصصاتهم لمعرفة الحقيقة في مصرع العروس الشابة.. والمحكمة وحدها هي التي ستقرر مَن المسؤول عن مصرع «فاطمة» المأساوي.. هل هي أمانة بلدية «جدة»، أم حرس الحدود.. أم الشركات العاملة في إنشاء شبكة الصرف الصحي؟. فهل يتوزع دم القتيلة بين القبائل.. أي بين الجهات الثلاث أم سيتحدد المسؤول الأوحد عن المأساة؟. المحكمة وحدها هي التي ستعلن الحقيقة.. وفي جميع الأحوال كانت مأساة تقصير فادح، وإهمال فادح.