كن جبانا
عندما أسمع حوادث القتل في المشاجرات، و القصاص من أحدهم و يكون السبب خلاف طارئ حدث بينهم أتألم كثيرا، فعلى الرغم من صرامة النظام عندنا و تنفيذ القصاص، سواء بالقتل او ما دونه ، إلا أن معدل هذه الاعتداءات لا يبدو أنه يتناقص، و الأسباب كثيرة، ينبغي للعقلاء بذل كل جهد لمنعها.
أزعم أن من أهم أسبابها هو الشعور بالشجاعة الزائفة التي تقود إلى التهور، و لذلك قلت: كن جبانا. نعم كن جبانا و درب نفسك على أن تكون جبانا، و لو لم تكن في الحقيقة جبانا، فقد تجد من عنده إستعداد لأن يدخل معك في عراك بسبب موقف سيارة أو خطأ مروري او حادث مروري أيضا و مما أعجب منه في هذا البلد كيف يتحول الحادث المروري إلى حادث جنائي بسهولة. حاول أن تدرب نفسك على ضبط النفس مهما ظهرت حماقة الذي يقابلك و تجاوزه و تذكر حديث النبي صلى الله عليه و سلم: (ليس الشديد بالصرعة، و إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) فإذا لم يصل الأمر إلى محاولة الإعتداء على عرضك و محارمك فتمالك نفسك فأنت الفائز و لا تحاول أن تتحدى من ليس عنده ما يخسره، فالبعض كما يقال في العامية: بايعها، أي أنه ليس لديه شيء يخسره بينما أنت لك سمعتك و مكانتك الإجتماعية و وظيفتك و أولادك و ليس من العقل أن تدخل مع هذا في أي مشكلة حتى و إن كنت تثق بشجاعتك و إمكانياتك. كن جبانا على مسئوليتي فإن العقلاء جبناء في المفهوم الضيق، شجعان في المفهوم الواسع للشجاعة و العكس صحيح.
اسأل الله أن يكفيني و إياكم شر كل ذي شر و نسأله العفو و العافية.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″