السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هناك علاقة بين القلب و اللسان، و هذه العلاقة هي بإتجاه واحد، فالقلب هو المؤثر في اللسان و ليس العكس. قد يكون هناك من هو خبيث القلب و لكنه حلو اللسان، و ذلك لذكائه و دهائه، لكن لا يمكن أن يكون هناك شخص خبيث اللسان و هو سليم القلب ، و كثيرا ما نسمع عن شخص دائم السب و الشتم اعتذارا له بأن قلبه طيب، و هذا غالبا ليس صحيح، فصاحب القلب السليم، لابد أن تظهر سلامة قلبه على حلاوة لسانه، و نحن نظلمه عندما نوهمه بأن قلبه سليم، فيستمر في إرسال لسانه بما لا حاكم لها، و لو أننا أظهرنا له الحقيقة، لربما راجع نفسه و تغير. الكلام هو عن من يغلب عليه سلاطة اللسان، أما الحالات الإستثنائية، فقد يغضب الحليم أحيانا، و لا يغير ذلك من حقيقة سلامة قلبه شيئا.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حدث عن جده رحمه الله -و الذي كان تاجرا في وقته- أنه كان إذا رأى شخصا من الذين اقترضوا منه سلك طريقا غير طريقه لكي لا يواجهه، فكنا نقول له: المفترض أنهم هم الذين يتجنبون رؤيتك لا أنت، فيقول رحمه الله: لا أريد أن تنكسر نفوسهم عندما يروني و يتذكرون أنهم لم يسددوني بعد، بل إنه وجد الذين يعملون معه قد أمسكوا بسارق كان يسرق من ماله، فقال لهم: فكوه، أنا الذي أرسلته لكي يأخذ، و هو في الحقيقة سارق لم يرسله، لكنه أراد أن ينقذه و يستر عليه.
قلت: هذه و الله السماحة التي تذكر في أخبار السلف و قلما توجد في عصرنا هذا. اسأل الله أن يتجاوز عنه كما كان يتجاوز عن عباده.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″