يحكى أن جحا و ولده كانا يمشيان و معهما حمار فكان الأب يركب الحمار و ولده يمشي خلفه فمرا بقوم فقالوا :- ما أقسى هذا الأب، يركب و يترك ولده يمشي. فركب الولد و مشى الوالد خلف الحمار فمرا بقوم فقالوا :- ما أعق هذا الغلام، يركب و أبوه يمشي، فركب الاثنان فوق الحمار و مرا بقوم فقالوا:- ما أقسى هذان الرجلين ، يركبان جميعا فوق الحمار بدون شفقة ، فنزل الاثنان و مشيا خلف الحمار ثم إنهما مرا على قوم آخرين فقالوا:- ما أحمق هذان الرجلين يمشيان و يتركان الحمار فما كان من جحا و ابنه الا أن قاما بحمل الحمار و قال جحا لابنه:- يابني ، رضى الناس غاية لا تدرك
نعم، رضى الناس جميعا في نفس الوقت غاية لا يمكن إدراكها ، فما العمل؟
اطلب رضى الرحمن في كل الاحيان و اترك السعي خلف العبيد ، فالتقرب إلى الله هو الرأي السديد و تذكر قول النبي صلى الله عليه و سلم ( من أرضى الله بسخط الناس ، كفاه الله الناس ، و من أسخط الله برضى الناس ، وكله الله إلى الناس ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة من حديث عائشة رضي الله عنها.
من البدهي أن ندرك أنه ليس المقصود أن لا يأبه المرء بمشاعر الناس و آرائهم فإنه كما قال أحد السلف:- مداراة الناس نصف العقل، لكن المقصود أن لا يكون همك و شغلك الشاغل طلب رضى الناس فإن هذا محال لكن أطلب رضى الله و هو يتولى أمرك .
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
اخي همام
صدقت فى المضمون وأجدت فى المعنى
فرضا الناس غاية لا تدرك
ومن يتتبع الناس يمت مهموما
ولست أقول كما قال القائل:
ومن يعرف الناس حق معرفتى بهم
رمى رمحة غير مبالى
ولكنى أقول
أن الإنسان لابد وأن يعرف نفسة
ويثق فى وجودة
ويحدد خطاة ثم يسير فى طريقة
ولا يلتفت الى من حولة
شكرا على كلماتك المعبرة وأسلوبك الرائع