حاتم الأصم وشيخه البلخي

[color="sienna"]
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك .. ورحم الله الشيخ / محمد متولي الشعراوي القائل رأي الناس فيك أولى من رأيك في نفسك .. كلما تذكرته تذكرت القول المأثور : " موت العالم ثلمه في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار " ..

أعود بين حين وآخر لزيارة موقع الشيخ الراحل .. فأجد فيه ما يجلي عن الروح أدران الدنيا ويزهد النفس فيها .. يروي الشيخ الشعراوي فيقول إن شفيق البلخي – سأل تلميذة " حاتم الأصم " كم مكثك معي يا حاتم ؟ .. فأجاب 33 سنة ..

قال : فما أفدت مني في هذه المدة ؟ قال ثماني مسائل .. فقال البلخي : إنا لله وإنا إليه راجعون .. كل هذه المدة ولم تأخذ مني سوى ثمان مسائل !! فسأله عن هذه المسائل .. فقال حاتم الأصم مما قال : نازعت نفسي هواها فاستقامت لي الطاعة .. في إشارة إلى الآية : " وأما من خاف مقام ربي ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى " .

واستقرأت الخلق .. فوجدت لكل واحد حبيب يحبه ويصاحبه دائماً .. إلا أنه ساعة يموت يدخله القبر ويتركه وحيدا .. فبحثت عن أحد يحبني ويدخل معي قبري ولا يتركني وحدي .. فلم أجد سوى عملي الصالح .. فأحببت عملي !!.

ورأيت الناس كلهم يتعادون ويتحاسدون ويتباغضون فوجدتها بسبب الرزق .. فلما قرأت قول الله عزوجل : " ونحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " ألغيت الحقد والغل !!.

وعرفت أن الناس يتعادون .. كل واحد عدو للآخر ، فلما سمعت قول الله عزوجل " إن الشيطان عدو لكم فاتخذوه عدوا " تركت عداوة الإنسان ووجهت عداوتي للشيطان فنجوت منه !!.

ورأيت الناس يحرسون على ممتلكاتهم وأموالهم وتجارتهم وكلها تفوت .. فتوكلت على الحي الذي لا يموت.

نلتقي لنرتقي...

مدينة الرياض