الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذا بيان لحكم من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، نسأل الله تعالى العافية
حكم ساب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
أولاً :قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كَفَر بلا خلاف ، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد ، وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم .
ثانيًا :من سب غير عائشة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم "أمهات المؤمنين" رضي الله عنهن ، فالصحيح أنه كقذف عائشة رضي الله عنها ، وجاء معنى ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه ، وذلك لأن هذا فيه عار وغضاضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأذى له أعظم من أذاه بنكاحهن بعده ، وقد قال الله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً )) الأحزاب 57 ، والأمر فيه ظاهر .
حكم ساب الصحابة رضي الله عنهم : هناك تفصيل في الحكم ، كما يلي :
(1) من اقترن سبه بدعوى أن عليًا إله ، أو أنه كان هو النبي وإنما غلط جبرئيل في الرسالة ، فهذا لا شك في كفره ، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره .
(2) وكذلك من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت ، أو زعم أن له تأويلات باطنة تُسقط الأعمال المشروعة .. ونحو ذلك ، وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية ، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم .
(3) من سب منهم سبًا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم ، مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ، ونحو ذلك ، فهذا الذي يستحق التأديب والتعزير ، ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك ، وعلى هذا يُحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم .
(4) أما من لعن وقبح مطلقًا فهذا محل الخلاف فيهم ، لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد .
(5) وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرًا قليلاً لا يبلغون عشر نفسًا ، أو أنهم فسقوا عامتهم .. فهاذ لا ريب أيضًا في كفره .. لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم . بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين .
هذه الأحكام ذُكرت باختصار حتى يسهل الاستفادة منها ، ومن أراد المزيد فليراجع كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "الصارم المسلول" ص (565-587) .. ونسأل الله تعالى العافية .
اللهم صلي وسلم وبارك على سيد الخلق أجمعين نبينا محمد النبي الأمين ، وعلى أزواجه وآل بيته الطيبين المباركين ، وعلى الصحابة الأطهار أجمعين .. والحمد لله رب العالمين
منقول للفائده