لكم شكري على المتابعة
نزلت قبيلة جرهم مكة عندما أصبح بها ماء، حيث أجرى الله على يد هاجر أم إسماعيل عليه السلام ماء زمزم، و قد تزوج منهم، إلا أنهم بعد مدة ظلموا و بغوا في الحرم فتقاتلوا هم و خزاعة فغلبتهم خزاعة و أجلتهم عن مكة، و في المنفى تذكر كبيرهم مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي مكة و ما فيها من ذكريات فقال قصيدة مؤثرة قال فيها:
وقائلةٍ والسَّكبُ منها مُبادِرُ
..........وقد قرحتْ بالدمعِ منها المحاجرُ
وقد أبصرت حِمّانَ من بَعدِ أُنسها
................بنا وهي منا مُقفِراتٌ دواثرُ
كأن لم يكن بين الحَجُونِ إلى الصفا
...............أنيسٌ ولم يَسمُر بمكَّةَ سامِرُ
فقلتُ لها والقلبُ مني كأنَّما
.................تَخَلَّبَه بين الجناحين طائرُ
بلى نحنُ كنا أهلَها فأزالَنا
...........صُروفُ الليالي والجُدودُ العواثرُ
فأوحش منها أهلَها كلُّ مأنسٍ
...........وأضحى قريبُ الودِّ لي وهو هاجِرُ
أرِقتُ وما ليلُ المُضامِ بنائمٍ
............وقد ترقُدُ العينانِ والقلبُ ساهرُ
فيا نفسُ لا تَفني أسًى واذكُري الأُسى
....................فيوشِكُ يوماً أن تدور الدَّوائرُ
و القصيدة في الجاهلية فنسب إلى صروف الليالي ما لا ينسب إلا لله فهو المعز المذل سبحانه.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
من روائع محمود سامي البارودي:
وَمَنْ تَكُنِ العَلْياءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ = فَكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فيها مُحَبَّبُ
إِذا أَنا لَم أُعْطِ الْمَكارِمَ حَقَّها = فَلا عَزَّنِي خالٌ وَلا ضَمَّنِي أَبُ
خُلِقْتُ عَيُوفاً لا أَرَى لابْنِ حُرَّةٍ = لَدَيَّ يَداً أُغْضِي لَها حِينَ يَغْضَبُ
و القصيدة جميلة كلها فمن أراد الاستمتاع بها فيستطيع البحث عنها.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″