العشرة المبشرون بالجنة ....26

2- الفاروق عمر بن الخطاب .....2



قصة إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه :




أما قصة إسلامه فخلاصتها أن عمر خرج متحمسا يريد قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم بدعوى أنه فرق قريش و سب آلهتها فلقيه نعيم بن عبد الله و سأله عن مقصده فلما عرف إتجاهه صاح فيه قائلا : خير لك أن ترجع الى أهل بيتك فتقيم أمرهم , فقد إلتحقت أختك فاطمة و زوجها سعيد بن زيد بالدين الجديد .

فثار عمر و إتجه نحو دار أخته و قبل ان يدخل الدار سمع تلاوة القرآن مما جعله يوقن بصدق نعيم بن عبد الله و دق الباب فلما عرفت أخته بقدومه أخفت الصحيفة و إختفى خباب بن الأرت الذى كان يقراء القرآن لفاطمة و زوجها و إندفع عمر غاضبا و سأل أخته : ماذا كنتم تقرءون ؟ .... فإضربت أخته و لطمها عمر و لطم زوجها فصاحت به أخته : إنه ليس من حقك أن تلطمنا .

و أدرك عمر غلطته فتراجع و هدأ و طلب الصحيفة و لما سمع آيات القرآن الكريم إرتجف بدنه و أدرك أن هذا ليس من قول البشر و سرعان ما ذهب الى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أعلن إسلامه .



و هناك رواية أخرى عن إسلام عمر يرويها بن إسحاق عن عمر نفسه حيث يقول عمر :

كنت للإسلام مباعدا و كنت صاحب خمر فى الجاهلية و كان لنا مجلس نلتقى فيه لنشرب الخمر فذهبت هذا فلم أجد احدا فذهبت الى الخمار لأشرب عنده بعض الخمر فلم أجده فتحولت الى الكعبة لأطوف بها قبل أن أعود للبيت فلما جئت المسجد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما يصلى و يقرأ القرآن فى صلاته فقلت لنفسى : ماذا لو سمعت محمدا حتى أرى ما يقول ,, فدنوت منه و لكنى لم أرد أن أروعه فدخلت تحت أستار الكعبة و جعلت أمشى رويدا حتى أصبحت مواجها للرسول و ليس بينى و بنيه إلا ثياب الكعبة و أخذت أستمع إليه و طالت قراءته و عمقت نبراته و طال إستماعى و عمق تأثرى و رق قلبى فبكيت و أدركت أنى على خطأ و أن محمدا على صواب و دخلت الإسلام و ظللت فى مكانى حتى إنتهى الرسول من صلاته و إنصرف فلحقت به و أعلنت إسلامى فكبر و حمد الله .


و الرويتان تدلان على قوة هائلة تدفع صاحبها لإعلان عقيدة دون تهيب أو تردد .


و من الأشياء العظيمة التى تنتسب لعمر ما أوردناه عند حديثنا عن أبو بكر من أنه هو الذى أشار بجمع القرآن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم خوفا من ضياع بعض آياته بسبب موت الحفاظ و بخاصة فى حروب الردة و المتنبئين و عندما تردد أبو بكر فى الإستجابة لرأى عمر ألح هذا عليه و خوفه من إحتمال ضياع آية أو آيات من الذكر الحكيم و سرعان ما إستجاب أبو بكر لرأى عمر و نفذ هذا العمل العظيم .





الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله



و هنا تفصيل قصة إسلام عمر بن الخطاب رضى الله عنه

و الروايتان تسبحان فى نفس الفلك

قوة هائلة تدفع عمر بن الخطاب الى الدين الجديد .

قوة داخلية تتدخل فى الوقت المناسب لتنزع قوى الشر من النفس و تزرع قوى الخير و السماحة و العدل و الإنصاف لهذا الدين الجديد .

قوة خارجية تنسج موقفا يضع عمر بن الخطاب فى مواجهة أكبر معجزة فى تاريخ البشرية و هى آيات الذكر الحكيم ليجد عمر نفسه مناسق الى نور ربانى صافى يسير إليه بقلب واثق مستنير و بصيرة تتوق الى الحق .

سبحانك ربى سبحانك أنت القدير أنت السميع العليم سبحانك

حقا أشهد أنه لا إله إلا أنت مدبرا لهذا الكون

هكذا إذا اراد الله لشخص الهداية سخر له الكون كله بكل تفاصيله ليجد هذا العبد نفسه أمام الحق واضحا جليا صافيا ناصعا براقا

و لهذا نجد أن هناك فارق شاسع بين عمر بن الخطاب رضى الله عنه و بين مسلمى اليوم

فالفارق شاسع عميق بين من أسلم عن إقتناع و تفكير و بين من أسلم بالميراث

نعم دعونا نعترف أن أغلبنا أسلم بالميراث

لهذا لم نهتم لأمر هذا الدين حق الإهتمام و لم نوفيه حقه من الدعوة الى الله عز و جل

و انا أقول لكل من تحجر قلبه يا رجل قم و إستمع للقرآن الكريم يا رجل قم و إذهب للإعتمار فى البيت العتيق يا رجل إعطى لقلبك فرصة ليرى بعين البصيرة نور الإيمان برب العالمين

و هكذا يجب على المسلم أن يجدد إيمانه دوما بقرأة القرآن و بزيارة بيت الله الحرام كى يجدد القلب و الإيمان و يعيش دوما مع نور اليقين

و بهذا يشحذ همته لتعلوا فوق السحاب فيتقين و يثبت على الحق المبين فى هذا الزمان الذى هو زمن الفتن


اللهم أجرنا من الفتن يارب العالمين و ثبت قلبونا على الحق دوما و لا تجعلنا من الظالمين لأنفسهم

اللهم آمين يارب العالمين

و العجيب فى قصة إسلام سيدنا عمر بن الخطاب هو ذلك التحول الفجائى

فهذا الرجل الذى إنما ذهب لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم لما وجد نور الحق و تفتحت ملكات قلبه و رأى بعين بصيرته نور الحق لم يتردد و لم يتوقف كثيرا بل فى لحظات تحول مساره

نعم تحول المسار من أشد المعاندين للرسول صلى الله عليه و سلم الى واحد من أهم المؤيدين لهذه الدعوة الوليدة فى المهد

بل هو قد أخذ على عاتقه أن يتصدى لكل صناديد قريش الذين يريدون إخماد هذا النور

ما لنا اليوم نكاد نتخاذل عن نصرة هذا الدين

مالنا اليوم لا نهتم بقسيس خبيث يحرق المصحف الشريف

مالنا اليوم لا نهتم بالدينماركيون يرسمون رسوما مسيئة للرسول صلى الله عليه و سلم

مالنا اليوم قد رضينا بأن يكون الأقصى الشريف ثالث الحرمين الشريفين و مسرى الرسول صلى الله عليه و سلم أن يكون أسيرا فى يد أحفاد القردة و الخنازير

اسعد الله قلوبكم وامتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه

وردكم المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخيروعافيه