بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنني أعلم أن الضرب في الميت حرام , بيد أن ذلك لا يؤثر عليه , ولن يجد بكل قوةٍ أوتيتها بنغزٍ أو وكزٍ أو بالرماح ركزٍ إيلامُ .. حتى ولو نحرته نحراً وتشويهاً أبدت معالمٌ غير التي كانت , وتبدلت بأنواع التمثيل.
من يهن يسهل الهوان عليه...... ما لجــــرح ٍ بميتٍ إيـــلامُ
عندما تموت الروح التي هي الحياة وران على قلبها ضروب الغفلة والخوف من سياط الأعداء التي تحكمها وهي على جلد ٍ فاخر يبعد عنا بمئات الآلاف من الأميال بإشارات ترتعش خلالها الأضلاع والأكتاف , وتتصافق الأضراس , وإغماءٌ عند سماع تلك الجبهة تتلوها إغماءات.
وكأن شيئاً لم يكن غير أنه بادٍ للعيان من أدنى مستويات العقلاء , ويخفون على الناس مالله مبديه ...ثم يأتي العذر الأقبح من ذنب تلك سوس – بل هي هوس – حتى تسير القافلة في ركب الزهو باطمئنان حتى ولو ضُربت ثوابت الوحي عرض الحوائط.
فأنشد لها الناعقون الضائعون وصفقوا وطبلوا على أكتاف السذج من أمثالهم في الأوراق اليومية سيدة الهراء بأنغام ِ فُجرٍ وصخبٍ أٌصدرت من شياطين لا تشابهها عفاريت.
مساكين ..!! غير أنهم سيصلون بسهام المظلوم .
فلم يعرفوا الحقيقة ولم يقرأوا التأريخ إذ فيه عبر , أرغمت أحداثه الحقة رؤوس الجبناء وإن تعالت فقد أينعت وسَهٌل قطافها. لم يفهموا مالذي جعل أبا جهل يخور كالثور , وجٌزّ رأسه على يد دقيق الساقين ذو بنية خفيفة وبناءٍ ثقيل.
وإلى كيف تآل حال كسرى وقيصر بخطاب , أٌذعنوا للأمر الواقع كالحيوان مقداد بخطام.
إنه البنيان الثابت الراسخ رسوخ الجبال الشوامخ.
نزل به الروح الأمين على الصادق الأمين {
وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين }
(الشعراء:192-194)
ليكون للناس منهاجاً ودستوراً ونظاماً لا يعلوه نظام ولا يحاذيه نظام , أبان لهم الأخلاق , ووضع لكل إنسان منزلته وقدره بقدرٍ معلوم لا يختلط بعضها ببعض ولا تخالطها الشوائب .رفع الإنسان بالتشبه بالبهائم ...ولكن لا يزال هناك من يريد العيش بحياتها ولا يرضى بحياة العزة والرفعة.
في الوقت ذاته هناك من تأبى العيش بتلك الصفة المذمومة عند من لا عقل له...فكيف بالعقلاء ؟!!
لقد أ ُغلقت تلك الأذهان وران عليها الشهوة القاتلة , فكانوا كالسكارى ((
فذرهم في سكرتهم يعمهون ))
زين لهم الشيطان سوء عملهم فلم يعرفوا حلالاً وحراماً.
والعجب كل العجب !! من تعوّل الأمة فيهم خيراً كقادة كانت ومازالت بعض أياديهم عطاء محمود – نحسبهم كذلك – أن يبنوا صرحاً يعلو بشباب الأمة للعلياء .... وليس ضرحاً على قبرٍ يموت فيه الشباب الفضلاء.
إنني أخشى ما أخشاه أن يُهدم ما بُنيَ من قدم الزمن على أرض الطهر وقـُرب النور بدعوى التحضر ومواكبة العرب العاشم – ولو أبدلت العينين غاءٌ لصح التعبير - .
ألم يقل الرسول : "
مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. "
وهم صغار ومحارم ومن نسل ودم واحد كل ذلك خشية الوقوع في ما يغضب الله تعالى فكيف بمن بلغ سن البلوغ بمراحل فكان في أشد عنفوانه وشهوته مع من لا يحل له ولا قربة تصل به مع اتخاذ كامل الزينة .
"
لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما "
وياحزني على ماذا ؟!
أعلى العقلاء أم الجبناء ؟! أم الأمراء أو الفقراء ؟!
أم العلماء أو الجهلاء ؟! أم على الغريب أم القريب ؟!
أهكذا تُتخذ ذريعة للوصول إلى مفاسد كثيرة . ((
ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ))
لقد تعرضت قيمنا ومبادئنا إلى عسفٍ وانتهازيةٍ وسوء استعمال.
فلقد حبا الله تعالى رسوله – صلى الله عليه وسلم – بُعد نظر ..وقوة تفكير ...واستراتيجية ..ليؤسس لأمته نواة خير.
بخلاف مانراه الآن ممن لديهم الشروط وعلينا الإيجاب والقبول بالقشور والشكليات !
أهكذا تُهدم الفضيلة بالرذيلة ؟! أقولها بملئ فيّ .
ولكن الله بالمرصاد ((
وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ))
وما أرى مصابنا في جنوبنا وجباهنا إلا بسبب ما عرفنا خطره وعقلناه فتغاضت أنفسنا عنه ..لكي ينذرنا به علام الأمور.
((
وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جآءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا ))
واختم بقوله تعالى : ((
أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم )).
ودمتم بخير.
هدم ...........أم بناء !!
العرض العادي
