الفساد لا يُنسى!!

الفساد لا يُنسى!!
الثلاثاء, 15 سبتمبر 2009
أ. د. سالم أحمد سحّاب


في (تايوان) الكافرة، صدر حكم ضد رئيس سابق لها وزوجته بالسجن مدى الحياة بتهمة الفساد. والفساد هنا يشمل بالطبع المال، وسوء استغلال السلطة، وتدخل (النسوان) في شؤون الحكم. وفي الولايات المتحدة همس خافت حول (احتمالية) تعرض الرئيس السابق جورج بوش (الابن) إلى محاكمة قد تنتهي به إلى ما وراء القضبان؛ بسبب التجاوزات المروّعة التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية ضد بعض المتّهمين بالإرهاب دون برهان واضح.
قضايا الفساد خاصة على مستوى الوطن لا يجوز أن تُودع الرفوف، ولا تُحفظ في الملفات لمجرد تقادم العهد عليها، فلِمَ لا تُفتح الملفات، وتُشرع الأبواب، ويبدأ المشوار للبحث في صور الفساد قديمها وحديثها حتّى يطمئن النظيف النزيه إلى أن حبل الفساد قصير، لا يؤدي إلى ثراء فاحش، وجاه عريض على حساب الوطن والمواطن.
لم تشفع للرئيس التايواني السابق حصانته القديمة، ولن تشفع له حتّى لو كان في عز السلطة، فذلك ريتشارد نيكسون الذي أجبر على الاستقالة، وهو على كرسي الرئاسة الأمريكية تفاديًا لمحاكمة علنية تفضحه على رؤوس الأشهاد. وفي التاريخ الحديث تعرض بيل كلينتون لاستجواب طويل بسبب ما اعتبره الرأي العام كذبًًا لا يليق صدوره من المسؤول الأول في الدولة.
كل عملية فساد تمضي دون محاسبة اللاعبين الكبار فيها تظل نقطة سوداء في تاريخ النزاهة بالنسبة للمواطن النظيف الشريف. وفي الوقت نفسه ستتحول هذه النقطة السوداء إلى إشارة خضراء لأولئك الذين يحملون جين الفساد في دمائهم، وسعة الذمة في سلوكهم، والرغبة الجامحة في الإثراء السريع التي تتملك قلوبهم وعقولهم.
إذا كان من حق الوطن على المواطن اتّصافه بالصدق والأمانة والاعتزاز بوطنه، بل وحتّى الموت في سبيل الذود عنه، فإن من واجب الوطن تجاه المواطن أن يكشف تفاصيل كل عملية فساد تؤرّقه، وتبعث على قلقه المتواصل، لا لأن أموالاً عامة طائلة قد أُهدرت في غير وجهها فحسب، ولكن لأن المفسدين قد أفلتوا بدون عقاب، بل عاشوا حياة باذخة لا يستحقونها كونها من سُحت خالص، وحرام واضح.

اقول الحمد لله على نعمة الاسلام
سلمت يداك الوسام