الإهداءات


العودة   منتديات آل حبه > منتـــــديات آل حبه العامــــة > منتدى الحوار والنقاش الجاد

منتدى الحوار والنقاش الجاد يهتم بالمواضيع والنقاشات الهادفة والقضايا الجادة من مشاكل وحلول ومواقف وقضايا ورؤية وفكر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-2013, 11:21 PM   #1
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 70
معدل تقييم المستوى: 12
الورّاق will become famous soon enough
افتراضي رد على صادق العظم في كتابه : في الحب والحب العذري‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كيف قطعت – قبل ان تبدا الدراسة و البحث العلمي كما تقول – بأن الرغبة الجنسية شرط لازم للحب ؟ ماذا تفعل في حالات الحب بين الجنس الواحد ؟ هل سيكون الشرط اللازم هو الشذوذ الجنسي في هذه الحالة ؟ علما انه في حالة الحب الحقيقي ، يُزدرى موضوع الجنس وليس له ذكر ولا نشاط .

وهل حب الغائب وحب المشاهير اذا كانوا من جنسين مختلفين يوجد فيه هذا الشرط الجنسي ؟ بل حتى حب من مات من قديم ولا نعرف حتى شكله ؟

هناك ناس يفتقدون للرغبة الجنسية ، ولكنهم لم يفتقدوا للحب ، فاين الشرط اللازم ؟

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ص65 :
انت تقول ان العاطفة الجياشة يصعب كبتها ، ثم تطالبه بان يكتم حبه ولا يظهره حتى يقبل به كخاطب عادي ، ومعروف ان ثلاثة لا يمكن اخفاءها كما قالوا : المال والحب والكره ، والعرب كانت تتناقل الشعر ، فليس هناك من وسيلة للاتصال بحبيبته الا بالشعر الذي يتاكد انها ستسرّ منه ، لانه ستسمعه حضرة نساء القبيلة . و ربما يكون قد تقدم لها و رُفِض ، فلا ادري ما مبرر هذه القسوة المادية على عاشقين معذبين .

اما القذف بالزنا مباشرة لمجرد لقاء العاشقين خلسة او عند التحية ، فهذا لا يتناسب مع ادراك عاطفة الحب وتاثيرها الذي يؤدي كما ذكر الى المرض او الجنون او الموت ان صح هذا . و قبل ان تتزوج المحبوبة كان يحصل مثل هذا اللقاء ، وكان انسب لحصول الزنى من كونها متزوجة . مثل هذا اللقاء العابر و كلام يدور بين رجل و امراءة هو شيء عادي بين القبائل . القلوب التي عرفت الحب الحقيقي و انكوت بناره لا تتلفه وتفسده بالزنى ، فالزنى يتيسر بطريق اخر .

ويلاحظ على العظم انه انتقى قصة جميل بثينة ، بدلا من قصة مجنون ليلى ، مع انها لها شهرة عالمية وليست عربية فقط .

ص 65 فقرة 2 :

كيف استطاع العظم ان يصل الى نية جميل المعاكسة تماما لكل ما يقوله جميل ؟ فهو رجل يبكي ويتالم ويتمنى الزواج من محبوبته ، ثم ياتي التحليل ان جميلا عمل كل ما بوسعه حتى يعرقل زواجه هو من حبيبته !! وهذه اشياء و تحليلات غير معقولة ! ثم ان كلمة (ما بوسعه) تعني اشياء كثيرة ، من ضمنها ان يصرح انه لا يريدها ، فلماذا اللف والدوران ؟

فقرة 3 :

العظم يزعم انه درس حالة الحب ، والان يعبر عن الحب العذري بالزنى مباشرة ! اذا الحب في وجهة نظر العظم هو الزنى نفسه ! هذا الرجل لا يفهم ما معنى الحب السامي ، بل هو يفهم الزنى . و الكلام ليس عن الزنى حتى يجوز له ان يتكلم فيه ، هذا الكلام عن عاطفة انسانية راقية متسامية عن الجسد ، فهو لا يصدق بوجود هذه العاطفة ، فتجاذب بين ذكر وانثى يعني زنى ، تبعا للعقلية المادية .

وهل اثبات الزنى بهذه السهولة ؟ كما يتصور هذا العظم ؟ ثم ما الذي يجعلك تتعب و تتمحل هذا التمحـّل لتجريم ضحايا هذا الحب الطاهر ؟ الا تعلم انه يوجد في زمنهم غزل مكشوف ؟ اذا ما الذي دفعهم الى اختيار هذا النوع مع ان النوع الثاني موجود ؟ بل ان الزنى بحد ذاته موجود .

اما محاولة الصاق الزنى بشعراء تعففوا وتظهر العفة في كلامهم وليس في شعرهم ما يشير الى الزنا ، فما هذا التحليل المنخفض في مستواه ؟ انت امام شاعر ، إذًا فحاكمه من نصوصه ، لا ان تذهب وتبحث عن مرويات واقاويل وتعمل عليها بالتأويل ! ربما تكون الرواية حقيقية ولكن قائلها يفكر مثل تفكيرك المادي ! لهذا لا يعتد بهذه الاستنتاجات ، بل بالاستنتاجات المبنية على الشعر نفسه ، لاننا هنا امام شاعر ، و النص الشعري اقرب للثقة والتصديق من اخبار حول سيرة الشاعر ، لان في النص الشعري نجد كلام الشخص نفسه ، اما في الاخبار والمرويات من هنا وهناك عن الشخص ، فغيره هو من يتكلم عنه وليس هو .

انظر الى شعر العذريين ، حيث يشتكي الشاعر من الحرمان ، وانت تجعلهما في لقاء مستمر و زنى مستمر !

الفقيه والملحد : عليهما الا يدخلا في الادب .

ثم اين الاستشهادات بالشعر نفسه على الزنى طالما انه زنى وانتهى الامر و ما دام انه لا يريد ان يتزوجها اصلا لانها زانية !؟؟ ما هذا التفكير ؟ هذا تفكيرٌ زاني نفسه !! هذا الكلام لا يصدر عن اديب اطلاقا .. بل يصدر عن انسان مادي لا يعرف ولا أي معرفة بشيء اسمه فضيلة وانها تتحكم في حياة احد . لا شيء في الحياة يتحكم عنده الا الشهوة والمادة .

و هو هنا اثبت الجريمة وانتهى ، ونسي ان الزوج نفسه في كثير من الحالات هو الذي يسمح لهما بالمقابلة ، ولو كان الامر قريبا مما فكر فيه هذا الناقد ، فلن يسمح بدون اي شك بحصول هذا الامر . و كثيرا ما يطلـّقها لانه يعلم انها لا تحبه . وعدم التعاطف مع شخصية الزوج امر طبيعي ، لانه وقف في طريق الحب ، و من عنده كرامة لا يجعل نفسه في هذا الموقف الذي تريد ان تتعاطف انت معه ، فهو تزوجها وقد علم انها لا تحبه . كان من المفترض ان يتخلى عنها ، و لكن لانه رأى كيف يهيم بها محبوبها فأعجبته ، فتوقع ان يكون فيها ميزة ستنكشف له فيما بعد ، وهو (الزوج) اقرب الى شخصية المادي الذي لا يحس بمشاعر الاخرين ، بل لا يعترف الا بالمصلحة والزواج التجاري ، لهذا لا يجري التعاطف معه ، فقد تزوجها رغما عنها ، وهذا بحد ذاته يكفي لتجريمه هو .

كان يجب عليه ان يحترم شعورها ولا ياخذ حبيبات غيره . و لو كانت زانية مثل ما تفضل ، لما اصر مثل هذا الزوج على ابقائها عنده ؛ لانه معروف لدى العرب من قديم و حتى الان ان مجرد اكتشاف الخيانة يؤدي الى القتل ، وفي اهون الاحوال الى الطلاق ، فما بال هؤلاء الازواج يسكتون عن مثل هذه الفضيحة ؟ واذا قيل بسبب خوف الفضيحة ، فالفضيحة حدثت و تناقل الناس الشعر ! والسكوت على الفضيحة عارٌ بحد ذاته ، لانه لا بد ان يغسل العار ، فالسكوت عن غسل العار هو بحد ذاته فضيحة .

اذا ً يبدو انه لم يتصور الوضع بشكله الصحيح . لاننا لو مشينا مع استنتاجاته فسوف تفضي بنا الى تناقض . وكان يجب ان يلتفت لذلك .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ص 67 – 68 :

يا عزيزي و يا سيدي الفاضل ، هؤلاء مشاهير ، والمشاهير تدور حولهم الاساطير ، و كلٌ يفسر و كلُ يروي كما يشاء ، اذا اذهب لتناقش الاساطير التي قيلت عن عنترة والزير سالم .. ما هكذا تورد الابل ..

انت امام شعراء ، ابحث عن الزنى الذي اتهمتهم به في شعرهم ، و قل لنا : اقرأوا ماذا يقول شاعركم العذري الذي يدعي العفاف !! ستجد كلاما كثيرا قيل عن كل المشاهير و فضائحهم و مبالغات كثيرة حولهم .

لكل زمان عاداته وتقاليده ، وهؤلاء ابناء قبيلة واحدة ، كلا العاشقين من قبيلة واحدة ، وكانت ظروف الحياة والبادية لا تجعل فواصل كبيرة بين النساء والرجال كما هو في المدن ، فأمر طبيعي ان يتحدث الرجل مع ابنة عمه في ظروف القبيلة والثقة ، و حتى اذا تغزل بها لا يعني هذا انه يستحق العقاب عند القبيلة ، لكن في العادة لا يستحق ان يتزوجها ، حتى لا يتأكد شك من كان عنده شك في وجود علاقة بأن الزواج كان دفعا للفضيحة ، و هذا الوضع موجود حتى الان في بعض البيئات العربية ، فبمجرد ان يعرفوا ان بين فلان وفلانة عشق تبدأ الشكوك ، و حتى يزال هذا الشك يجعلونها تتزوج من شخص اخر ، ليذهب عن اصحاب الشك شكهم . فلو كانا على علاقة وعلى حب كما توهِمنا ، لما تزوجت احداً غيره . بينما لو تزوجت نفس الشخص لتأكدت شكوكهم و قالوا : كنا على حق ، فالعشق بحد ذاته كان شبهة و ليس جريمة ، اما الزنى الذي تقوله فهو جريمة .

طبعا هؤلاء العذريون اشتهروا في العصر الاموي ، و هم مسلمون ، وانت حينما تتحدث عنهم ، كانك تتحدث عن اوروبيين لا يمانع احدهم ان تصادق زوجته من تشاء .. والحرائر حتى في الجاهلية لا يزنين الا في حالات نادرة و مستترة جدا .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ص70 :

أسهل مما ذكرت : لماذا لا يصفها اذا بغزل مكشوف ؟ ما دام على هذه الدرجة من السطوة والمكانة بحيث تجعلاه يفعل ما يشاء ؟ فاذا كان عبارة عن زاني ، و يدخل الى الحي جهرة ليزني بإمرأة متزوجة في وسط القبيلة و بدون اي خوف ، فلماذا لا يصف مغامراته الغرامية والجنسية ؟ ولماذا يكبت نفسه جنسيا بالشعر ولا يكبت نفسه جنسيا بالواقع ؟ مع ان الثانية اسهل من الاولى !!

كل مادي لا يستطيع ان يفسر شيئا تفسيرا حقيقيا و مقنعاً ، لان تفكيره يقتصر على المادة فقط ، وليست المادة كل شيء . ثم هل نسيت ان الشعراء يقولون ما لا يفعلون ؟ كل شاعر غزل يضطره الغزل احيانا لان يصف لقاءاته مع محبوبته و مغامراته وعدم خوفه من اهلها ، ليثبت شجاعته ، و ليس شرطا ان تكون هذه المغامرة حقيقية ، لان اغلب الشعراء لم يخوضوا هذه المغامرات الشعرية ، فضلا على ان يكونوا عشاقا اصلاً .

انت امام شعر عفيف . حاكم الشعر : لماذا هو عفيف مع ان الخيارات الاخرى متاحة ؟ هنا السؤال . ابو نواس له شعر ماجن ، ومع ذلك هو شاعر معدود و مشهور ، لماذا لم يكن جميل مثله طالما يمارس هذه الممارسات ؟

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ص71 :

لماذا يحصل هذا التناقض بين ان يجدد نشوة عشقه و حماسه ، وان يقتصر على واحدة ، طالما انك صنفته دونجوانا و انتهى الامر ؟ ما الذي يجعل دونجوانا يقتصر على واحدة ؟ هذا شذوذ عن الدونجوانية ، و ليته شخص واحد من فعل هذا الشذوذ عنها ! بل زمرة من الشعراء العذريين ! هذا تناقض فاحش .

و هنا تناقض اخر : صنع العراقيل !! وهو اكثر بشاعة من الاول !! فشيء يحبه و يتحرق شوقا اليه ، بينما في الوقت نفسه يصنع العراقيل ليحول بينه و بينه !! يا ترى ماذا سيكون هذا الدافع طالما الشوق ملتهب الى هذه الحد ؟ يجب منطقيا ان يكون هذا الدافع اقوى من الشوق الذي ألهبه !!

و كيف يصبح دونجوانا وهو لم يحب الا واحدة ؟ هذا تشبيه ناقص و بعيد جداً . وما دامت هي المحبوبة الوحيدة ، فكيف عرف انه سيموت الحب رغم انه لم يمت لسنوات ؟ بل انه يتواصل معها ، فلمَ لمْ يمل منها كما يفكر الدونجوان ؟ على هذا الحال يستطيع ان يحب مجموعة و ليس واحدة ، فكلما التهب الشوق إلى واحدة يذهب إليها ريثما يزداد الشوق إلى الاخرى !!

وهل هذا التفسير منطقي ؟ انت كمن يقول : سوف اجوع نفسي حتى اشتهي الطعام ، و كلما ازداد التجويع زاد الولع للطعام واشتهاؤه حتى يصل غاية التلذذ ! ثم يموت في الصحراء مثلما مات مجنون ليلى في الصحراء من العشق !! هل نسيت ان الشوق مؤلم ؟ الم تشتق الى شيء و تنحرم منه ؟ هذا الشيء محرّق و مؤلم ، ولا يوجد شوق إلا على أمل الوصول ، وإلا لما كان شوقا يا استاذنا العزيز .

و أنت الآن تصف الوضع بأنه لا ينوي اصلا أن يصل اليها و يظل مشتاقا لها الى ان يموت دون ان يطفئ هذا الشوق ، كأنه محاولة انتحار بالحرمان ! هذا تخريج بعيد جدا وغير واقعي ولا منطقي وليس له مبرر يقبله العقل . و لماذا يفعل بنفسه كل هذه الافاعيل ؟ لماذا يحرق نفسه وهو حي ؟

احتراما للعقل : ما هو المبرر لكل هذا العذاب ؟ من يتعذب لا يتلذذ ، ألا يعلم هذا الاستاذ هذا الشيء ؟ و عذابه الذي تصف هو اشد من نعيمه فهو ينتهي به بالجنون والموت .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ص72 :

ما هو العشق ؟ العشق هو حب الطرف الآخر . وحب الشيء يقتضي الإرتباط به . هذا الاعتساف يثير الاشمئزاز . كل هذا حتى تقول انهم ماديين ، وتنفي وجود هذه الفضيلة . كل هذا المجهود الشاق والغير موفق كان هدفه مع الاسف نفي وجود فضيلة .

ثم هل يوجد البحث عن العراقيل والحواجز لاشياء نحبها خلاف موضوع العشق حتى نقيس عليها بما أنك استاذ فلسفة ؟ ام ان هذا امر خاص جدا و خاص بالذات بجميل والعذريين امثاله ؟ اذا هي ليست ظاهرة انسانية ، بل نحن امام تفكير غريب ومناقض للتفكير البشري . الا يعلم الاستاذ ألم فراق من نحب حتى نذهب نحن فنضع عراقيلا ؟

حسنا : انت تحب صديقك او قريبك ، فهل تصنع عراقيل حتى يزداد هذا الحب ؟ و فعلا اذا طالت المدة يزداد شوقك لصديقك ، فلماذا اذا لا تصنع العراقيل حتى لا تراه و لا يراك فتستمتع بلذة الصداقة ؟

ثم كيف تقول هذا الكلام على السنتهم و هم لم يقولوه ؟ ما الذي يمنعه من ان يقول انه هو نفسه من صنع العراقيل ليزداد الشوق ؟ انت تقوّلهم ما لم يقولوه . أنت تقول بأنهم يضعون العراقيل ، بينما اشعارهم تقول العكس ، أنهم يتمنون زوالها . وأنت تقول بأنهم يتمنون بقائها ! مقوّلهم ما لم يقولوه بل عكس ما قالوه ، هذا لاثبات التبرير الالحادي المادي الذي لا يعترف بالفضيلة بل بالمصلحة ، و خصوصا فضيلة العفاف العذرية .

لماذا لم تتصور أن هناك حبا للانسان بذاته وليس لجسده ؟ و الا لأحب غيرها فالأجساد كثيرة ؟! هذه محاولة تشويه لفضيلة عربية مشهورة تجاوزت حدود العالم العربي ، إلى درجة ان قيس وليلى وقصتهما يرددها المغنون في الهند وبنجلاديش ، وتوضع الافلام لتلك القصة التي تجمع ما بين الحب والعفاف كفضيلتين تباري احداهما الاخرى بالجمال ، ولو كان الدافع لها هو الشهوة الجنسية لما حضيت بهذا الاحترام الذي تجاوز حاجز اللغة .

الشعر العذري من مفاخر العرب والمسلمين ، ولا ننس انهم مسلمين ، فلماذا يراد لنا ان نحرم من هذا الفخر و يشوّه بهذا الشكل ؟

العربي لا يشوه مفاخر امته و يلطخها بالعار من خلال تبريرات لا تقنع احدا حتى من يعجبه هذا التلطيخ . اصحاب الهوى الجسدي والحب الجنسي موجودون و في التراث العربي نفسه ، و تقبل بوجودهم ، فلماذا لا تقبل بوجود عشاق عفيفين ؟ اما أن تريد ان تجمع الجميع في نطاق الشر فقط ، فلا ارى مصلحة لاحد في هذا .

كل امة تفخر بوجود فضيلة بين ابنائها ، لمصلحة من هذا التشويه الذي لا تسنده النصوص الشعرية الموجودة ؟ وكأنك تقول : كل عاشق هو عاشق للجنس ، وهو دونجوان في نظرك ! واذا لم يكونوا عشاقا عفيفين ، فمن هم العشاق العفيفين اذا ؟ اعطنا مثالا ؟ العرب يفخرون بقصص العذريين الحقيقية ، والانجليز يفخرون بقصة حب روميو وجولييت و هي ليست حقيقية ، فلاحظ الفرق ! و وقفتك مع امتك هي لازالة هذا التميز الحقيقي الذي يثبته التاريخ والادب ، هذا العمل ضد العروبة والاسلام . ولا يستفيد منه الا اعداء الامة .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ص73 :

انت تفترض أن الخيار والقرار بايديهما وليس لأحد أي دخل في حياتهما ! و كأنهما (بوي فريند وقيرل فريند) في اوروبا ! كان المفترض أن تدرِس طبيعة القبيلة و بنيتها ، قبل ان تدرس جميل وبثينة ، فما وقع به جميل وبثينة وقيس وليلى يحصل الآن في زمننا ، خصوصا في القرى والارياف والقبائل ، ويحصل نفس المنع ، وإكراه المعشوقة على الزواج ابعادا للشبهة والعار .

و شخصيا اعرف حالات حب وقعت و زوّجت البنت رغم انفها حتى لا يقول الناس انها تزوجت من شخص كانت على علاقة به ، فلماذا الذهاب بعيدا ؟ كان بإمكان الاستاذ ان يسأل ليجد امثلة مشابهة في الواقع . فالعرب هم العرب ، و عاداتهم مستمرة . وقضية العرض قضية هامة جدا في العقلية العربية حتى الآن .

لا زلت تنظر إلى المشكلة على أنها شخصية ! تخيـّل (ولكن بغير الخيال الغربي الذي يخطف معشوقته على جواد ابيض) ، تخيل لو ان جميل أو قيس خطف حبيبته ، اين سيذهب ؟ ما هو العار الذي يلحق أهلها ؟ كيف ستطمئن بالعيش وأهلها و أمها و أخواتها في ألم و حرج من الآخرين ؟ لا تنس ان العاشق هو انسان رقيق يحس بغيره و ليس انانيا . ليست الحكاية حكاية انانية .

و موضوع التشبيب الذي اعطي اكبر من حجمه في هذه الدراسة ، فيا أخي : العاشق يخرج زفراته إما على شكل كتابة او شعر أو رسم ، و يكون هذا بينه و بين اصدقاؤه ومن حوله ، فيأتي من ينشر هذا الكلام لأنه كلام مبدع ، وهناك اناس كثر يحبون الشائعات ، وما اسرع ان تنتشر الشائعات في مثل تلك البيئات التي ليس لديها وسيلة اعلام سوى الكلام . وبما أن أمره قد افتضح فلن يبالي في التشبيب بمحبوبته ، على الاقل للتنفيس عما يحسه ، كما يقول مجنون ليلى :

وما انظمُ الاشعار الا تعلـّة ً .. وما اشرف الايفاع إلا تداويا ..



كتبه الوراق .. وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المرجع (مدونة الوراق) .
__________________
مدونة الوراق

http://alwarraq0.blogspot.com/

تويتر

https://twitter.com/alwarraq0

الورّاق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 17-02-2013, 07:13 AM   #2
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
افتراضي رد: رد على صادق العظم في كتابه : في الحب والحب العذري‏

تعرف على الملحد .. ( صادق العظم )
خرج علينا قبل أيام عبر قناة الجزيرة : الماركسي القديم ( صادق العظم ) خلال محاورة فكرية ، وكنت أظن أن مثل هذه المخلوقات قد انقرضت بعد سقوط أمها وحاضنتها روسيا الشيوعية ؛ ولكن يظهر أن بعض بني قومنا ماركسيون أكثر من ماركس نفسه ! وقد أحببت أن أعرف القراء بحقيقة هذا الرجل الذي ربما يجهل البعض تاريخه ... فأقول – مستعينًا بالله - :

- هو صادق جلال العظم، ملحد سوري (من أصل تركي) يدين بالفكر الشيوعي البائد. ولد في دمشق سنة 1934م. - والده جلال العظم كان أحد العلمانيين المعجبين بتجربة كمال أتاتورك في تركيا (انظر ص 14-15 من كتاب " حوار بلا ضفاف "، الذي أجراه صقر أبو فخر مع العظم ). وزوجته هي فوز طوقان (عمها الشاعر إبراهيم طوقان وعمتها الشاعرة فدوى طوقان).

- يعترف العظم بأنه نشأ في جو علماني متحرر لا يعرف أحكام دينه ولا ينفذها. يقول (ص 15 من المرجع السابق) : (كان هناك -أي في بيته- تدين عادي ومتسامحٍ وغير متمسك بالشعائر والطقوس)!! ويقول أيضاً (ص22): (لم يكن أحد حولي يصلي أو يصوم)! - سأله صقر أبو فخر (ص 63): (هل ترى في السلفية الجديدة خصماً حقيقياً؟) فأجاب: (نعم، هي خصمٌ جدي) !

- درس الفلسفة، وكانت رسالته عن الفيلسوف (كانط)، عمل في الجامعة الأمريكية ببيروت، ثم أستاذاً بجامعة عمَّان سنة 1968م، ثم باحثاً في مركز الأبحاث الفلسطيني، ثم عاد إلى دمشق وتولى رئاسة قسم الفلسفة، بجامعة دمشق.

- اعتنق العظم الفكر الشيوعي (وجهر) بإلحاده في كتابه الشهير "نقد الفكر الديني" المطبوع عام 1969م، الذي خلاصته الزعم بأن الدين (لاسيما الإسلام!) يناقض العلم الحديث! كما هي دندنة الشيوعيين سابقاً قبل أن ينكشف زيفهم وتنتكس شعاراتهم وأفكارهم.

وإليك شيئاً من أقواله في هذا الكتاب :

- (إن كلامي عن الله وإبليس والجن والملائكة والملأ الأعلى لا يُلزمني على الإطلاق بالقول بأن هذه الأسماء تشير إلى مسميات حقيقية موجودة ولكنها غير مرئية) ! (ص59من الطبعة الثامنة).

- (أصبح الإسلام الأيدلوجية الرسمية للقوى الرجعية المتخلفة في الوطن العربي وخارجه: السعودية، أندنوسيا، الباكستان) (ص 16-17).

- (إن الدين بديل خيالي عن العلم) (ص17).

- (يعترف رجال الدين الإسلامي! وكتابه بوجود تناقض ظاهري –على أقل تعديل- بين العلم الحديث وثقافته ومناهجه من ناحية، والدين الإسلامي) (ص23) ولا ندري من هؤلاء المعترفون؟!

- يطعن العظم في القرآن (صراحة) بقوله (ص25): (يشدد القائلون بالتوافق التام بين الإسلام والعلم أن الإسلام دين خالٍ من الأساطير والخرافات باعتبار أنه والعلم واحد في النهاية، لنمحص هذا الادعاء التوفيقي بشيء من الدقة! بإحالته إلى مسألة محددة تماماً. جاء في القرآن مثلاً أن الله خلق آدم من طين ثم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس، مما دعا الله إلى طرده من الجنة. هل تشكل هذه القصة أسطورة أم لا ؟ نريد جواباً محدداً وحاسماً من الموفقين وليس خطابة. هل يفترض في المسلم أن يعتقد في النصف الثاني من القرن العشرين بأن مثل هذه الحادثة وقعت فعلاً في تاريخ الكون؟ إن كانت هذه القصة القرآنية صادقة صدقاً تاماً وتنطبق على واقع الكون وتاريخه لابد من القول أنها تتناقض تناقضاً صريحاً ! مع كل معارفنا العلمية..)!! الخ هرائه. ولا ندري ما هي هذه المعارف العلمية التي تناقض كلام الله؟! إلا إذا كانت معارفه المادية التي لا تؤمن بالغيب.

- يقول الشيخ عبد الرحمن الميداني في كتابه "صراع مع الملاحدة حتى العظم" (ص12-13) بأن العظم ألف كتابه السابق: (خدمة للماركسية والداروينية والفرويدية، وسائر النظريات بل الفرضيات اليهودية الإلحادية. وهو في كل ذلك يتستر بعبارات التقدم العلمي والصناعي والمناهج العلمية الحديثة، ولا يقدم من البينات إلا قوله مثلاً: إن العلم يرفض هذا، أو لا يُسلم بهذا، أو يثبت هذا، دون أن يطرح مناقشات علمية نقدية تتحرى الحقيقة).

- ويقول العظم عن عقيدته الشيوعية (ص 29): (إنها أهم نظرية شاملة صدرت في العلوم)!

- ومما يثير العجب: أن العظم –رغم إلحاده- عقد فصلاً في كتابه السابق "نقد الفكر الديني" يدافع فيه عن (إبليس) !! سماه (مأساة إبليس) (ص55 وما بعدها) ردد فيه شبهات إبليس التي نقلتها بعض الكتب السابقة في اعتراضه على القدر؛ ككتاب "الملل والنحل" للشهرستاني (7-10) . ولكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في الفتاوى (8/115): (هذه المناظرة بين إبليس والملائكة التي ذكرها الشهرستاني في أول المقالات ونقلها عن بعض أهل الكتاب ليس لها إسناد يعتمد عليه).

وقال –رحمه الله- معدداً طوائف القدرية (القسم الثالث: القدرية الإبليسية الذين صدقوا بأن الله صدر عنه الأمران [أي أنه قدَّر وأمر ونهى]، لكن عندهم هذا تناقض.. وهؤلاء كثير في أهل الأقوال والأفعال من سفهاء الشعراء ونحوهم من الزنادقة) (الفتاوى 8 /260).

ثم ختم العظم كلامه بقوله عن إبليس (ص85): (يجب أن نرد له اعتباره بصفته ملاكاً يقوم بخدمة ربه بكل تفان وإخلاص!... يجب أن نكف عن كيل السباب والشتائم له، وأن نعفو عنه ونطلب له الصفح ونوصي الناس به خيراً) !! فتأمل هذا (الكفر) ما أعظمه ؟

قد يقول قائل: كيف يكون العظم ملحداً ثم يعترف بوجود إبليس ؟! فأقول: قد صرح الملحد في بداية كلامه –كما سبق- أنه لا يعترف بوجود إبليس لأنه لا يعتقد أصلاً بوجود خالقه ولكن بحثه –كما يدعي- (ص57): (يدور في إطار معين لا يجوز الابتعاد عنه على الإطلاق؛ ألا وهو إطار التفكير الميثولوجي الديني الناتج عن خيال الإنسان الأسطوري وملكاته الخرافية) فهو يريد دراسة شخصية إبليس (باعتبارها شخصية ميثولوجية أبدعتها ملكة الإنسان الخرافية، وطورها وضخمها خياله الخصب) (ص 57).

ومع هذا: فقد قال الشيخ محمد حسن آل ياسين في كتابه "هوامش على كتاب نقد الفكر الديني" (ص61) بأن بحث العظم عن إبليس: (لم يكن من بنات أفكاره، ولا من وحي ثقافته العلمية، وإنما استقى خطوطه الأساسية من بحث المستشرق "ترتون" عن الشيطان، وبحث المستشرق "فنسنك" عن إبليس المنشورين في الانسكلوبيديا الإسلامية). قلت: انظر البحثين في دائرة المعارف الإسلامية (14/46-57).

أخيراً : فقد قام بالرد على العظم كثير من العلماء والكتاب؛ من أبرزهم:
1- الشيخ عبد الرحمن الميداني في كتابه "صراع مع الملاحدة حتى العظم".
2- الشيخ محمد حسن آل ياسين في كتابه "هوامش على كتاب نقد الفكر الديني".
3- الأستاذ جابر حمزة فراج في كتابه "الرد اليقيني على كتاب نقد الفكر الديني".
4- الأستاذ محمد عزت نصر الله في كتابه "تهافت الفكر الاشتراكي".
5- الأستاذ محمد عزة دروزة في كتابه "القرأن والملحدون" .
6- الدكتور عبداللطيف الفرفور في كتابه "تهافت الفكر الجدلي".
7- الباحث حسن بن محمد الأسمري في رسالته "موقف الاتجاه الفلسفي المعاصر من النص الشرعي". ( لم تطبع بعد ) .
8- الأستاذ أحمد أبو عامر في مقاله "إلى متى تنطح صخور الإسلام" في المجلة العربية (رجب 1413هـ).

وقد قمت باختصار مقالة الأستاذ أحمد –حفظه الله- ليستفيد منها القراء؛ نظراً لوفائها بالمقصود: قال الأستاذ أحمد: (صادق جلال العظم كاتب يحمل درجة الدكتوراة في الفلسفة، ويقوم بتدريس تخصصه في الجامعة الأمريكية في بيروت. ماركسي متطرف في توجهه وطروحاته الفكرية. من أشهر كتبه "نقد الفكر الديني" سأوضح نبذة عنه وكيف تصدى له كثير من العلماء والمفكرين بالنقد والمناقشة العلمية، ولا يغيب عن الذهن قول أحد المفكرين المعاصرين من حملة الفكر الفلسفي. إذ يقول: إن الفيلسوف إما أن يحيط بعلمه فيكون مؤمناً أو لا يحيط به فيلحد، وجل الملحدين من هؤلاء أنصاف وأرباع فلاسفة. وهذا هو حال (العظم) الذي يتظاهر بمظهر الفيلسوف وهو ليس كذلك بل هو داعية ملحد في طروحاته الفكرية المعروفة. ولقد بدأ الرجل كاتباً في عدد من الصحف الشيوعية والعلمانية المشبوهة مثل (الثقافة العربية) يسارية، و(دراسات عربية) ماركسية، و(حوار) وهي ذات عمالة لأحد مراكز الاستخبارات الغربية. وكانت تلك المجلات التي تصدر في بيروت تتبنى الطروحات الإلحادية من دعاوى مصادمة العلم مع الدين والدعاية لنظرية النشوء والارتقاء والدعوة إلى أن نهاية كل شيء هو الفناء والدعوة إلى الاتجاه المادي للحياة. وكتابات العظم في تلك المجلات التي جمع بعضها في كتابه (نقد الفكر الديني) يتبين منها إلحاده ومحاولة تستره خلف ظلال باهته من المعرفة المشوهة والعلم الناقص والادعاءات الفارغة والملونة بألوان من الفلسفة والفكر، وأنا حينما أقول ذلك لا أتجاوز الحقيقة كما سترون.

هو كما أسلفت جمع لعدد من مقالاته السابقة وبعض محاضراته التي ألقاها في بعض المنتديات اليسارية والعلمانية، ومن تلك المقالات (الثقافة العلمية والفكر الديني) ومحاضرته (مأساة إبليس) ومحاضرة (الله والإنسان في الفكر المسيحي المعاصر) والتعليق على زعم ظهور (مريم العذراء في مصر) وأما ما يعتبر جديداً وينشر لأول مرة فهو مقالته عن الدعوة إلى التصور العلمي المادي للكون وتطوره. ومن خلال هذه العناوين يمكن تلخيص أفكاره في النقاط التالية:
1- الفكرة الأساسية للكتاب إنكار وجود الباري جل وعلا إنكاراً كلياً!
2- زعمه وجود تناقض بين العلم والدين.
3- إنكاره ما سماه بالنظرية الدينية وزعمه تناقضها مستشهداً بقصة إبليس في القرآن الكريم.
4- دعوته لإقامة تصور مادي للكون وتطوره بمعزل عن الدين.

وقد تناول كثير من العلماء والمفكرين كتابه هذا الذي طارت به الصحف والمجلات الماركسية دعاية وتأييداً كعادتها، لكن علماء الإسلام بعد قراءته نقدوه نقداً علمياً بين تهافت أفكاره وسقوطها.

ولابد من وقفات سريعة تبين تهافت مزاعمه الإلحادية السابقة على النحو التالي:
أولاً: وجود الباري عز وجل: فالعظم لا يقتنع بالأدلة النقلية لأنه لا يؤمن بها أصلاً، فلم يعد أمامي سوى النقاش العقلي الذي أضعه في النقاط الآتية:
1- لابد لكل حادث من محدث ؛ إذن هذا العالم وما يحويه لابد له من خالق مبدع متصف بصفات الكمال منـزه عن صفات النقصان وإنكار ذلك ضلال وخطأ.
2- هذا الكون ليس أزلياً لا ابتداء لوجوده ؛ إذ لو كان كذلك لاستهلكت طاقته منذ زمن بعيد وتوقف كل نشاط في الوجود وهذا ما يؤكده العلم التجريبي في (القانون الثاني للحرارة الديناميكية) والذي ينص على أن الطاقة في الكون تقل تدريجياً بصورة مطردة. وبما أن له بداية فلا يمكن أن يكون قد بدأ بنفسه كما مر في الفقرة الأولى.
3- القول بالمصادفة بالنسبة لنظام الوجود الشامل المحكم ذي الإتقان العجيب لا يقول به إلا جاهل بعيد عن التحقيق ومكابر يرى الحق ويعرض عنه وهذا ما تؤكده القاعدة الرياضية في حساب الاحتمالات أو (قانون المصادفة) وتفصيلة يطول به البحث. ومن ينكر هذه الحقائق العلمية فما عليه إلا أن يعالج نفسه من أسباب الإنحراف الفكري من جهل وكبر وهوى وتردد في قبول الحق وحينها ستشرق في نفسه بوادر الحق وتتلألأ في قلبه أنوار اليقين.

ثانياً: لابد من إقناعه بنبوة الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء برسالة الإسلام، فقد أخبر بالغيوب كغلبة الروم للفرس (سورة الروم الآيات 1-6)، وإخباره بوعد الله باستخلاف المؤمنين في الأرض (سورة النور آية 55) وإخباره بإظهار دين الإسلام على سائر الأديان (الفتح28) . ودليل نبوته صلى الله عليه وسلم معجزته الخالدة القرآن الكريم التي أعجزت العرب قديماً وحديثاً ويكفي القرآن فخراً أن أثبت بحث المستشرق الفرنسي (موريس بوكاي) صدقه في دراسته المعروفة (التوراة والإنجيل والقرآن في ضوء المعارف الحديثة) ويمكن لمعرفة المزيد الرجوع إلى (الوحي المحمدي) لرشيد رضا.

ثالثاً: أما الزعم بوجود تناقض بين الدين والعلم فهو تعميم مرفوض وغير مقبول في الدراسات العلمية، نعم قد يوجد هذا التناقض في الأديان الأخرى غير الإسلام مثل النصرانية واليهودية وكتبهم المقدسة شاهدة على ذلك. أما أن يدخل الإسلام في هذه الدعوى فهو مردود عليه وعلماء المسلمين قد بينوا هذه المسألة قديماً وحديثاً ، فشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العظيم (درء تعارض العقل والنقل) أو ( الرد على المنطقيين ) ناقش هذه المسألة وبين استحالة ذلك مما تسقط معه هذه الشبهة .وفي العصر الحديث كتب عنها كثيراً؛ ومن أبرز ما كتب كتاب (الدين في مواجهة العلم) للداعية الإسلامي الهندي وحيد الدين خان حيث ناقش هذه الإلحادية الغربية في مواقفها المتشنجة من الدين وأسقطها وبين أن هذه الدعوى وليدة الصراع بين العلم الحديث والكنيسة النصرانية، ولا علاقة للإسلام بها إذ أنه دين العلم والفكر، وما جاء في الإسلام من أحكام قد يكشف العلم أسراره وحكمه وقد يعجز لكنه قد يكشف مستقبلاً وصدق الله العظيم (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) ولذلك كان لكثير من عقلاء الغرب وقفات منصفة مع الإسلام أعلنوا بعد إطلاعهم عليه إسلامهم ومنهم رجال للدين النصراني، فهل بعد ذلك يصح (للعظم) أو غيره إثارة هذه الدعاوي الباطلة؟ وهل يغتر بها سوى الجهلة والمضللين؟ وعلاج هؤلاء بالعلم والإنصاف وستتضح لهم الحقيقة وما بعد الحق إلا الضلال.

أما ضرب العظم (لقصة إبليس ورفضه السجود لآدم) مثالاً للتناقض في الدين وزعمه إنها أسطورة دينية تنتهي بمأساة بطلها إبليس القديس المظلوم، لأنه وضع بين أمرين: الأمر بالسجود لآدم وأن السجود لغير الله كفر. فهذا التناول للقصة خاطئ لاعتماده فيه على آراء شخصية إلحادية وباطنية مع التستر بالمذهب الجبري في موضوع (القضاء والقدر).
فهذه المسألة :
أولاً : دينية يجب أن تبحث على ضوء الدين كتاباً وسنة ولا دخل للفلسفات الأخرى فيها.
ثانياً: أن السجود المطلوب سجود تحية وكان معتبراً قديماً كما سجد أبو يوسف بين يديه تحية له. وبيان سقوط الاتجاه الجبري ورفض الإسلام له يطول به البحث.

وقد نوقشت هذه الشبهة علمياً، ومن أحسن الردود العلمية عليها بحث د. فاروق الدسوقي، وهو بعنوان (مواضع التلبيس في شبهات إبليس) المنشور في مجلة (المسلم المعاصر) العدد33، وكذلك كتاب (أنيس الجليس في رد شبهات إبليس) للأستاذ محمد عزت نصر الله، وقد ناقشها العلامة عبدالرحمن الميداني في كتابه (صراع مع الملاحدة حتى العظم) في ص (345) وما بعدها.

ثالثاً: أما الدعوة إلى إقامة تصور علمي مادي للكون فهي الفكرة الماركسية في توجهها الإلحادي وهم يهدفون من هذه الدعوى إلى أن الكون ليس بحاجة إلى خالق وينتفي تبعاً لذلك الدين كله. وهذا المنطق الإلحادي المنكوس قديم جداً وهو سابق للماركسية بآلاف السنين وهو ما كان دافعاً للتكذيب بالأديان والرسل على مر العصور حتى جاء (كانت) في كتابه (نقد العقل الخالص) زاعماً (أن كل كلمة لا رصيد لها إلا الحس المادي فهو الذي يبين صدقها أو زيفها) وتبعه ماديو الحضارة الغربية أمثال ماركس وسارتر وراسل وغيرهم. والماديون يقعون في تناقض ظاهر حينما ينكرون كل ما عدا المحسوسات بينما هم يؤمنون بغيبيات كثيرة في العلم التجريبي مثل (الأثير) و(المغناطيس) و(الإلكترون) وغيرها ؛مع أن إيمانهم بها مبني على مجرد الاستنتاج المنطقي ومعرفة آثاره ، بينما ينكرون الباري جل وعلا وهو معروف بالعقل والنقل وآثاره تملأ الكون (وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد) جل وعلا.. فلماذا يؤمن الماديون الملحدون بمبدأ الاستنتاج المنطقي والمعرفة بالآثار لأنفسهم ويحرمونه على غيرهم ؟! إني أدع ذلك لفطنة القارئ ليكشف تناقض الملحدين وصدق الله العظيم: (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) ) .

إن الفلسفة الماركسية أفلت شمسها والمبادئ المادية تساقطت على ضوء العلم نفسه، فلم يعد للإلحاد أي معنى ويجب أن تعود أيها ( العظم ) إن كنت ( صادقًا ) حقًا إلى المحاسبة الذاتية بعيداً عن كل خلفية فكرية، وستجد أن الإيمان هو الحل. ونذكرك بالحديث النبوي الذي يقول: "إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فإذا لم يكن بينه وبينها إلا مقدار ذراع سبق عليه القول فعمل بعمل أهل الجنة فكان من أهلها"، ولا شك أن وقفة متأنية للمحاسبة والاطلاع على الدراسات العلمية التي وضحت تجارب العلماء التجريبيين الغربيين التي دعتهم إلى العودة إلى الإيمان يمكن أن تخلخل نوازع الإلحاد في النفس المضطربة.

ومن ذلك (العلم يدعو إلى الإيمان) لكريسي موريسون، وكذلك كتاب (الله يتجلى في عصر العلم) لمجموعة من العلماء ترجمة د. الدمرداش سرحان. كل ذلك جدير بأن يعيد نفحات الإيمان الفطرية إلى مستقرها في الفؤاد الشارد وفيها ستجد أن غمامات الإلحاد تنقشع وظلمات الضلالة تتلاشى وستتبدل بها برداً ويقيناً، ثم لماذا لا تعود إلى مصادر الإسلام الأصيلة والدراسات العلمية التي كتبها علماء ومفكرو الإسلام ممن جمع بين العلم والإيمان فسترى فيها معالم علمية ستساعدك على العودة إلى الله مثل دراسات الأستاذ وحيد خان والأستاذ عبدالرحمن الميداني وجمال الدين الفندي وستجد فيها المنهج العلمي للمعرفة في الإسلام والمنهل العذب لآفاق اليقين.

أرجو أن تتأمل فيما قلته، وأرجو ألا تأخذك العزة بالإثم. فاللهم أرنا الحق وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ). انتهى كلام الأستاذ أحمد أبو عامر –بتصرف يسير واختصار-.

ختامًا : العظم ( ملحد ) أي لا يؤمن بوجود إله .. فأتمنى أن لايخرج علينا من يستغفر له أو يترحم !!
__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 20-02-2013, 07:12 AM   #3
 
الصورة الرمزية صمتي حكي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 3,732
معدل تقييم المستوى: 57
صمتي حكي is a glorious beacon of lightصمتي حكي is a glorious beacon of lightصمتي حكي is a glorious beacon of lightصمتي حكي is a glorious beacon of lightصمتي حكي is a glorious beacon of light
افتراضي رد: رد على صادق العظم في كتابه : في الحب والحب العذري‏

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صمتي حكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ترتيب منتديات قبيلة آل حبه عالميا
 

الساعة الآن 11:21 AM


Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009
الأرشيف
تصميم المنافع لتقنية المعلومات