أيــا ذي غـــزالٍ هــل ذكــرتَ حبيبتـــي ..
غَــــــداةَ تجــلّى حسنُهــا وبــهاهــــــــا .
وجالتْ كهمسِ الصبحِ ينسابُ دِلُّهــــــا ..
وأزهــرَ فــي خَديــكَ وقــعُ خطــاهــــــا .
توشــوشُ زهــراً هَفْهَفَتْـــهُ نسائـــــــــمٌ ..
يُراقِــصُ في هــفِّ النسيــمِ رِداهــــــــا .
تعطَّرَ عطــــرُ الوردِ من لـــمسِ كفِّهـــا ..
وأغضى شعاعُ الشمسِ تحــتَ سنـــاها .
طـروبٌ تُناغـي الطيـرَ لحناً رنتْ لـــــهُ ..
بلابــلُ أصغــتْ إذْ يسيـــــلُ صداهـــــــا .
موسيقــىً تحيطُ الروحَ دفأً وفتنـــــــةً ..
فينــسلُّ من عمــقِ الكهـوفِ جواهــــا .
ترقُّ لها الأحجــارُ عطشى لخطْوِهـــــا ..
ويشربُ ظامي الرمــلِ عذبَ لماهــــــا .
وتنسابُ في الأغصانِ روحاً تُظِلُّهـــــا ..
ويسألهُـــا الرمـــانُ رشفــــةَ ماهــــــا .
تراقِصُهــا الأعنـابُ والتينُ أمــــــــردٌ ..
تجــرّدَ مــن أشــواكــهِ لنَداهـــــــــــــا .
ويمتصُّ حلوُ التوتِ سكرَ روحِهــــــا ..
وتُـهــدِي إلى العُنَّــابِ لونَ شِفاهـــــا .
نميرٌ تمرُّ الدوحَ تســــقيهِ خضـــــرةً ..
فيُثْمِــلُ عمــرَ الدوحِ غُنـجُ صِباهــــا .
فكيفَ بقلبي إذْ غَــدا مســـكناً لَهــــا ..
أقامــــتْ بـــهِ أرضاً فصـارَ سماهــا .
إذا سلّمتْ قالتْ : ( أُحبكَ ) أحـمدي ..
وإنْ وادعتْنــي أردفــتْ بِكَمَاهــــــــا .
أمنــتُ بِهــا غدرَ الزمـانِ وحيفَـــــهُ ..
رِضــا خافقــي واللهِ كـــلُ رِضاهـــا .
غَفـــا الدهرُ عنها واستدامَ نقاؤُهــا ..
يُجَلِّــلُ قلبــي فــي طهــورِ ضِياهـــا .
بها النبضُ مشغولٌ بِها القلبُ عامِرٌ ..
ولا قبلـــةً يرجــــو الفـؤادُ سواهـــا .
بهــا بسمــةُ الأيــامِ حقــاً تحقّقــــتْ ..
إِلَهِــي أدِمْهَــا لــي (جُعِـلْتُ فِدَاها ) .
( أُحبُكِ) يا عطرَ المساءِ وهمْسِـــهِ ..
وحُبـــي بـه الحبُ الأصيـلُ تَبَاهَـى .