عفـــوا أيها الموت !.. هناك من يقهقه في حضرتك !!
بالأمس القريب وُضع ( بالبناء للمجهول ) خبر في بناء عن وفاة " نفس " ( وكل نفس ذائقة الموت ) ، نفس كانت مثلنا .. تعيش على الأرض .. تأكل وتشرب وتنام وتتنفس بل وقد تكون تكتب في بناء مثلنا تماما وتتابع مواضيعه بشغف !! وتمارس حياتها وتبني أحلامها ومستقبلها كما نبنيه نحن وكما نتخيله نحن ...
لم أكن أتصور أن هناك من يروق له " المزاح " و " الضحك " و " الاستظراف " في حضرة هذا المهيب الذي ينتظره كل منا .. في يوم لا ندري متى يكون ؟! وساعة لا نعلم متى هي ؟! وفي لحظة لا تتقدم ولا تتأخر أبدا
قال تعالى : ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) الأعراف
لم أكن أتوقع أن " يُشغل " الكثير بشيء آخر غير ذكر الموت والعظة والعبرة !!! وكأن الموت أصبح أمرا عاديا جدا لا يهز فينا شعرة عند ذكره !!!!!!!!!!!!!!
صحيح أن الموضوع قد يكون أثار تساؤلا عن شخصية ( المتوفى ) أو ( المتوفاة ) وموقعها بالضبط ولكن هذا لا يشفع بالطريقة التي تم تناول الموضوع بها أبدا فلم يكن المقام المناسب أبدا ، ( فلكل مقام مقال )
عفــــوا أيها الموت ! ... لم تعد تخيفنا ! ، لم تعد تشغلنا ، لم نعد نعمل لك أو نستعد ، بل صرنا لا نبالي على من تقع وأين تذكر !!
رحم الله السلف ... كان يذكر بعضهم بعضا بالموت لترق قلوبهم وتلين وتنشط جوارحهم على مواصلة العبادة والإستعداد لذلك القادم لا محالة
ولكنا اليوم .. يمر ملك الموت من أمامنا ، ومن حولنا ، ويرتاد تجمعاتنا ، ثم لا تلين منا القلوب ولا تتفكر الأفئدة بل يثير فيها ذلك فضولا عن أسئلة أخرى أحسن ما قيل عنها ( من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه )
جاء عند البزار والطبراني ( أن الصحابة رضي الله عنهم ذكروا رجلا بحسن عبادة ، فقال صلى الله عليه وسلم كيف ذكره للموت ؟ قالوا ما نسمعه يكثر من ذكره كثيرا ، فقال صلى الله عليه وسلم إن صاحبكم ما بلغ كثيرا مما تذهبون إليه )
هذا لم يذكر الموت ، فقال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك ، فكيف لو رآنا اليوم والموت يحضر بيننا ثم لا نتأثر ولا نخشع ؟!!
|