أرحنا منها يا أمام

أرحنا منها يا أمام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فرقٌ شاسع بيّن وبونٌ واسع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم أرحنا بها يابلال وبين حالنا وقولنا اليوم بلسان حالنا أرحنا منها يا إمام


الفرق أيها المصلون بين العبارتين هو حرفٌ واحد أو حرفان فقط


بها و منها


ولكن الفرق بين معناهما كما بين السماء والأرض.


أرحنا بها يابلال يالها من كلماتٍ جامعات وافيات تامات


يظن كثيرٌ من الناس أن الصلاة فقط مجرد ركعات يركعها المسلم مع إمامه يركعها بجسده بعد ما خلع حذاءه وخلع مع حذاءه قلبه فوضعهما خارج المسجد ثم دخل بجسده فقط فركع وسجد مع إمامه لا يعي ما يقول ولا مايفعل ولو صلّى مع إمامه خمساً أو ثلاثاً في رباعيةٍ لصلّى معه دون أن يشعر


أنه بذلك يتمثل قول القائل أرحنا منها يا إمام

إن نظرة واحدة فقط يدرك من خلالها المسلم هل نحن الآن نتمثلُ أرحنا بها أم أرحنا منها


أنظر أيها المصلّي إلى حال سلفك الصالح وكيف أثرت بهم الصلاة، ثم انظر الى حالك الآن كيف أنت في الكسب


كيف أنت في الإستقامة والخشية كيف أنت في الأمانه والصدق كيف أنت في النظر إلى المحرم والخيانة، نظرة واحدة فقط إلى حالنا اليوم نعرف من خلالها هل نحن من أهل أرحنا بها ، أم أرحنا منها ،


إخوتي الرُكّع السجود


الصلاة ليست وربي ركعات تركع ولا سجدات تسجد فحسب


بل هي أعظم وأشمل وأجلّ

الصلاة أيها المتوضئون قال الله عنها :


(..إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ..) 45العنكبوت


فإن لم تكن كذلك فإننا قد تمثلنا أرحنا منها


أيها المسبحون المكبرون الحامدون المستغفرون


إن من أهم الأمور التي قد تخفى على كثيرين من الناس اليوم هي الإستعانة بالصلاة على نوائب الزمان ولهذا عندما أصبح الكثير منا يؤدي الصلاة لكي يرتاح منها وكأنها حملٌ ثقيل حلّ به !


لمّا اصبحنا كذلك غفلنا كثيراً عن أهمية الإستعانه بالصلاة عند حدوث الحوادث والكوارث والنوازل والأمراض والأحزان والهموم والديون

من منّا إذا حلّ به أمرٌ حادث أو وقعت له مصيبةٌ قام فتوضأ وصلى لله ركعتين


أسألكم بالله منذ كم لم نفعل هذا بل وقد لايخطر ذلك على بال أحدنا


وكأن الله سبحانه وتعالى لم يقل في محكم التنزيل


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)البقرة


أتدرون ماذا كان يعمل من قال أرحنا بها يابلال


أتدرون ماذا يفعل إذا حزبه أمرٌ جلل إنه يفزع إلى الصلاة مباشرة كيف لا أيها المكبرون الحامدون وهو إذا قام يصلي فإنه يناجي ربه يتصل بخالقه يعترف بضعفه يلجأ إلى ربه يستشير خالقه ومولاه


يسأله يتضرع إليه يتوسل إليه يستعين به


فهل تظن أن ربّه سيخلف وعده أو يخيب ظن عبده


لا والذي فلق الصبح


يـقول أحدهم حدثت لي مشكلة عظيمة فلقد اتهمت في عرضي وفي شرفي وما أصعب أيها الراكعون أن يتهم المرء بعرضه وشرفه يقول فضاقت عليّ الدنيا بمارحبت فأصبح نهاري كدر وليلي سهر وسارت الشائعة حتى دخلت كل بيت من بيوت أقاربي وأصحابي ففكرت طويلاً هل اذهب الى عقلائهم وأقسم لهم أم أغلق أفواه الناس أم ماذا أفعل؟!


يقول فتذكرت قول الله جل الله:


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ (153)البقرة


يقول فأخذتُ بهذه الآية العظيمة فوالله ماكلمت أحداً بل استعنت بالصلاة كنتُ اقوم آخر الليل وأناجي من يعلم برائتي أتوسل إليه ,اثنى عليه واقول يكفي يارب أنك تعلم ولا يعلمون وتقضي ولا يقضون حتى باتت الصلاة من ألذ ما أقوم به فما هي إللا شهران فقط وينكشف الأمر وتنجلي الغُمة ويعرف الناس الفاعل وتثبت برائتي يقول ثم فترت قليلاً عن الصلاة في آخر الليل فوالله إني تمنيت لو طال الأمر عليّ قليلاً لِما كنت أجده من الأُنس مع الله


ولكنّي تذكرت أن عافية ربي أوسع لي.


الصلاة لو أقمناها كما أمر ربنا وكما أقامها صلى الله عليه وسلم وأصحابه لرأينا من تغير حالنا عجبا الصلاة ياعباد الله قبل أن تكون ركن عظيم من أركان الإسلام ،هي منهج رباني عظيم، هي صلة بين العبد وربه، هي حياة للقلوب وللأبدان ، هي نور يمتد مابين السماء والأرض، هي حفظ لجوارح العبد، هي تعلق مابين العبد الفقير الضعيف وبين خالقه ورازقه وموجده، هي وربي أعظم وأجل وأكبر من ركعات وسجدات نسجدها دون تدبر ولا خشوع ولا اطمئنان .


لابد أيها المصلون أن نتمثل عند كل صلاة قول النبي صلى الله عليه وسلم أرحنا بها يابلال لكي ندرك ونعلم أنها تريح العبد من كل ضيق وهم وغم وحزن.


اللهم أجعلنا من مقيمين الصلاة اللهم أرحنا بها من كل همّ وبلاء وضيق يارب العالمين . والحمدلله رب العالمين .

أرحنا بها يابلال