في هذه الدنيا الفانية يعيش الناس نوعاً من الهدوء النسبي بتبادل العلاقات وفقاً لمصالح كل شخص وتجاذب أطراف الحديث وتقبُّل التهاني والتعازي، وتدفق الأحاسيس والمشاعر فيما بينهم...
فهم هكذا علاقات اجتماعية سواءً لمصالح أو لغير ذلك، وكل فرد من أفراد البشر لا يستغني عن صديق أو حبيب ليسير معه في الطريق الذي يقودهما للسعادة أو الطريق الذي يضمن لهم علاقة ود تربط فيما بينهم لتبادل تلك المشاعر الصادقة التي تُقوُّم كل منهما الآخر .... لأن العيش بدون رفيق درب من أصعب الأشياء التي تُذكر....
فما بالكم إذا فقد رفيق الدرب والأخ في الله في هذه الدنيا الفانية، فإذا لم يكن لديه صديق فمن إذاً سيقومه ويبلغه بأخطائه ويبادله صادق أحاسيسه ومشاعره..
من سيقف معه ليدافع عنه في غيبته..؟! ومن يعزيه إذا فقد أحد أحبابه..؟!
ومن يهنئه في أفراحه أو في الأعيـــــــــــاد..؟!
إذاً لا راحــــــــة في الدنيا بلا أخ في الله........
ولن يقدر شخص على العيش بسعادة دون رفقة في هذه الدنيا ........
إذا لم يدافع عنك أحد .... ولم يعزيك أحد...... ولم يهنئك أحد ...
فلا خير في عيش ينغص عليك حياتك......... لا خير في هذه الدنيا بلا صحبة طيبة تأنس بها في حياتك..
والأمرّ من هذا ...... رغم أنك لم تجد صديق يعايشك.... أيضاً لا تجد من بين أقرب الأقرباء من يشعر بشعورك ويحس باحساسك...
وهنا تصبح الدنيا أكثر سواداً في عينيك، وأكثر يأساً........ فمهما تُأمل لنفسك خيراً تتفاءل به يصدمك الواقع باليأس فلا تستطيع أن تتفاءل لحظة .......
أســـــــأل الله عيش السعداء...
وميـــــــتة الشهـــــــداء...
إلى يوم نلـــــــــــــقاه...