السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مضى عصر أبي الطيب المتنبي عندما قال:-
أعز مكان في الدنا سرج سابح == و خير جليس في اﻷنام كتاب
و قد صدق فخير جليس معك هو الكتاب إذا كان ما به خير و علم يعلمك من علوم الدين و الدنيا و لكنه قد يكون أسوء جليس إذا كان ما يحوي كفراً و زندقة و فجورا. لا شك أن الكتاب لا يزال يحتفظ بمكانته المرموقة، إلا أنه دخل معه في الحلبة منافسون و ليست منافستهم بالهينة و خاصة الهواتف الذكية. إن ما ينطبق على الكتاب ينطبق على الجوال فقد يكون خير جليس بمعنى الكلمة إذا كانت اﻹستفادة منه على الوجه المطلوب فتوفر المصحف الشريف و كتب التفسير و مصنفات اﻷئمة اﻷعلام من النعم التي نرجو أن يوفقنا الله ﻷداء شكرها و الذي يوفق ﻹستخدام الجوال على هذا الوجه يحق له أن يقول بملء فيه:
و خير جليس في اﻷنام جوال.
إن الجوال قد يكون وبالا على صاحبه عندما يستخدمه صاحبه في مشاهدة ما يحرم مشاهدته أو في متابعة زبالة أفكار الملحدين و المبتدعين. إن من أحسن الناس حالاً من يستخدم الجوال في اللهو المباح و هذا و إن لم يكن مثل الصنف اﻷول فإنه خير من الصنف الثاني و إن كان يذكر بحفظ وقته الذي هو عمره.
دعونا نردد جميعاً
و خير جليس في اﻷنام جوال و يكون هذا الترديد حقيقة لا إدعاء.
حفظكم الرحمن
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″