06-02-2010, 01:00 AM
|
#1
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: في قلب ال حبه كلهم محبه
المشاركات: 9,607
معدل تقييم المستوى: 119
|
البدوي ولوحة من حياة الباديه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
في هذه اللوحه من ماضينا العريق تشتاق النفوس وتشدنا للحديث في تقاسيم مراحله فماكان حديث بين اثنين الا وكان للماضي فيه نصيب الاسد سوى الماضي القريب او ما ضي ريعان الصبا ومن هنا وجدت هذه اللوحه المعلقه
تعاني من معانقة القلم السيال والفكرة الماضية المضيئة لحاضرنا المشرق
ونبراس مستقبلنا التواقين اليه بشغف واستعجال وهو يقرض من زهور بساتنينا كل يوم زهره حتى تنفذ تلك الزهور لا اطيل عليكم اخترت لكم لوحة من الحياة البدوية وهي المقايض( من القيض اي اشتداد حر الصيف وازدياد حاجة الناس للماء ):
عندما ينتهي الصفري وبرودة الجو وتبدأ زوابع الريح تخفق باكناف تلك البيوت المنسوجة سدواً من الشعر والتي تزدان واجهاتها الداخلية بسدوجميل بزخارفه ثم ينقشع ذالك اللباس الاخضر الذي ما لبثنا ان استمتعنا جل وقتنا برؤيته وصوت طيوره الربيعية ومطاردة واقتناص ماتهوى الانفس اصطياده من الطيورالمهاجره
والتذذ بشوي وأكل مايطيب لنا منها وما نستمتع به فيها من ليل السمر مع ضوء القمر والنجوم الساطعه التي تتلألأ في سمائها الصافية عند غيابه.
هنا يبأ الحر يشتد يوما بعد يوم حتى يكون في ذروته فيما يسمى بعرف البادية القيض وتبدأ الابل بالحنين وتزداد حاجتها لشرب الماء ويزيد الحر من وطأة الظمأ على المواشي من الغنم والماعزفتزداد حاجة البدو للقرب من المياه المحفورة في جوف الصحراء أو المشهورة في المناطق الجبليه والتي يسمونها البادية بمصطلحات كثيره منها( العد و القليب و البير والرسوس و القلمه والغمر والوجاه والفضية والعين والنبع )واسماء كثيره لاتحضرني وهذه المياه موارد للباديه يعتمدون عليها في السقيا والشرب وغالبا ماتكون مياهها (عذبه- قراح- زلال-حلو)وكان إعتمادالبادية في الماضي على الابل قبل الاعتماد على السيارات
والحيوانات الاخرى وذلك بنقل الروايا وهي عبارة عن وعاء مصنوع من الجلد أو البلاستيك ولها حلق معديه تسمى الاذان تشبك في بعضها بالتعادل وتوضع فوق على ضظر الجمل بحيث تتوسطه وتخرج ذروة السنام بين تلك القوابض لهذه الاوعية بحيث لا تميل او تتحرك وتسقط عن ظهور الجمال وغالبا ما توضع على ظهر الجمل الكبير ويسمى الثلب او الهرش ولاتوضع على ظهر الفحل كنوع من الاهتمام به ومن الاوعية المستخدمه لحمل الماء القربه والسعن والعدايل والدلو في استخراج الماء من البير والحوض لشرب الابل والمواشي وفي هذه المرحلة من فصول السنه يتقارب البدو حول المياه لمدة قد تقر من الثلاثة أشهر وأقل بقليل ويسمى المقياض وفي حالة التناحر بين قبيلتين يؤخذ بين القبيلتين ضامنين وهم الشيوخ وفيها يتعاهدون بعدم الاعتداء من اي من هذه القبائل على الأخرى ومن الغالب في حياة الباديه ان لكل قبيلة مواردها وفي حال المحل عندما تكون الارض ممحله واحيانا تسمى في عرف بعض القبائل في جنوب الجزيرة العربيه دهر او وقت ويسمى الحضور للماء ورود والخروج من مكان الماء صدور (فمنها ومازال يطلق في بعض الدوائرالرسمية وارد وصادر)
ومن الصور الجميلة في هذه اللوحة من الماضي انه عندما يرد الناس على الماء يحضرون نساء ورجال مع حلالهم للسقيا وكلمة حلال في عرف الباديه تنطبق على كل من الابل والغنم وعند الحضور لمكان الماء يتولى الرجال جذب الماء واستخراجه من عمق القليب وهم يرفعون اصواتهم بالغنا والاهازيج التي تضيف للمكان روح الحياة وسعادة الجميع بما يعملون لخدمة عربهم وعندما ترد امرأة بحلالها يتولى أي رجل من الرجال مسؤولية السقيا لها وتعتبر من العيوب ان يتخلى عن القيام بسقيا مواشيها حتى تروى وتصدر ومن ذلك اللوحات والشواهد ابنتي سيدنا شعيب عليه السلام عندا بقين ابنتيه تحتجز مواشيهن حتى يصدر الرعاء وذلك لكونهن نساء فاستغرب سيدنا موسى عليه السلام وقال ماخطبكن فقلن له لانسقي حتى يصدر الرعاء اي الرعاه لانهن نساء فبادر بالسقيا لهن وهذه من شيم البدو المعتاده لخدمة النساء والعون لهن فيما قد يكون عليهن مكلف ويحتاج لبذل جهد كبير ومن الاهازيج لهؤلاء البادية على تلك القلبان قولهم عند جر الماء من الابار (سيل ورد قد أضحى يثور عجاج البطحا)وقولهم( هلا جيتي ماعديتي غير اسقيتي )وقولهم (اللي يزعل جاره يبطي الحيا مازاره وغنا الحمام بداره )وغالبا ما يتحدثون الباديه بدون شكوك او ريبة بينهم اتجاه بعضهم البعض ولهم من الفهم قوة التلميح وخفاءه ورموز ومعاني يستطيع كل منهم ان يوجهها للاخر بدون علم من الاخرين وهم في المكان المحفوف بالاقارب وخاصة بين الشباب والفتياة كنوع من العشق البرئ والاعجاب بين كل منهم للاخر ومن هذه الصور الجميله انه يشتاق الشاب لرؤية الفتاة عاما كاملا ويتمنى ان يراها مرة اخرى على ذلك القليب المعهود في عامهم الماضي وقد يتغنى بها حتى يسير بشعره الركبان ليبلغها شعره ونقاء رسالته وقد لاتكون تلك الحسناء من نصيبه وقد لا يكون ذلك الشاعر او الشاب البدوي من نصيبها فاعذب عشق عشق الباديه وارق اروحا ارواح الباديه وانقى سريرة سرايرهم فما تزال تلك خصالهم فضلا عن مآثرهم العظيمة في الكرم والاخلاق والشيم والشجاعة الجلد والصبر على عظائم الامور فحقا لنا ان نكون شرفاء بوعودنا وشرفاء بطبيعتنا وما يزيدنا العلم الا نورا ورفعة فهنئا لمن عاش جل حياته بتلك البادية واستمتع بحياته بعيدا عن زمن الغربة وشقاء الحياه .
__________________
لاللخمول
|
|
|