منظومة النقل

[hide]

منظومة النقل
د.هيا عبد العزيز المنيع

في لقائه الاخير مع رجال الاعمال اكد صاحب السمو الملكي الامير نايف ان هناك تطويرا لبرامج النقل الداخلي أي داخل المدينة الواحدة لعدة اهداف من اهمها التقليل من الحوادث وتلافي الازدحام الكبير في المدن الكبيرة..

بداية أؤكد على رأي سموه في أن وزارة النقل للاسف لم تؤد دورها في هذا الاطار ..

المفارقة الغريبة في برنامج النقل المحلي انه غائب مع ضرورته نظرا لمنع 50% تقريبا من المجتمع السعودي من القيادة واعني هنا النساء...؟؟ في كل دول العالم يسمح للمرأه بالقيادة وايضا نجد اتساعاً في شبكة النقل الداخلي اما نحن ...؟ فاللأسف تغيب تلك الشبكة رغم عمق الاحتياج لها .. الحل ليس في التوسع في سيارات الليموزين بل في النقل الارخص والاكثر امنا وسلامة.. مثل شبكات المترو وسط المدن، الباصات المنظمة واعتقد ان اغلبنا يستمتع باستخدامها في سفره للدول الاوروبية دون خجل او خوف لانها مهيأة لركوب البشر ايضا منظمة من حيث التوقيت والتوزيع الجغرافي واسعارها في متناول الجميع...

في الرياض مثلا او جدة او الدمام او بريدة تجد المرأة صعوبة في التنقل دون سائق والسائق يحتاج لسيارة والسيارة تحتاج لمبلغ كبير لشرائها ثم مبالغ لصيانتها خاصة وأن السائقين المستقدمين يتعاملون معها وفق فلسفة (جلد مهوب جلدك جره على الشوك) ناهيك عن جهلهم الاصيل في فن القيادة.. وان احتاجت المرأة ليموزين فعليها ان تتحلى بشجاعة التحدي للمجتمع الذي سيرمقها بعين التساؤل مع ان سائق الليموزين مثل السائق الخاص غرباء وليسو محارم ولكنها العادات الاجتماعية..

التوسع في شبكة النقل الداخلي بات مهما جدا لعدة اهداف منها التقليل من الحوادث وفك الازدحام ايضا تسهيل تنقل الجميع وخاصة اصحاب الدخل المحدود ايضا التقليل من كثافة التلوث البيئي ناهيك عن تحقيقه لأهداف اقتصادية للفرد وللمؤسسات خاصة مؤسسة النقل الجماعي تلك المؤسسة النائمة والتي كان يمكنها ان تكون اغنى من شركات الاتصال ليس باحتضان النوادي الرياضية بل بالتوسع في شبكة النقل فهي المؤسسة الوحيدة المتخصصة في النقل داخل المدن ولكنها للاسف اكتفت بالعمل مع حملات الحج والعمرة وكأنها شركة عملها موسمي وليس يومي..

قد يقول البعض إننا مجتمع لايحب النقل العام. أقول إننا ايضا تغيرنا في ذلك ناهيك عن وجود عماله بمئات الالاف.. نعم هؤلاء العمال في كل بلاد العالم لايقتنون سيارة من العام الاول لعملهم بل ينتظرون عدة سنوات وقد يعودون لبلادهم دون شرائها لسبب بسيط ان وسائل النقل العام متاحة لهم بشكل كبير ومقدور عليه من حيث السعر..

والاهم في ذلك انها ستكون احد اسباب الوقاية بإذن الله من كثرة الحوادث خاصة وان البعض يقود السيارة وهو لايعرف ولكن ليس من حل آخر.. نعم العمالة القادمة من الخارج اكثرهم لايعرفون القيادة ومع ذلك يتعلمون في طرقنا ويكتسبون الخبرة في ارواحنا واجسادنا عبر الحوادث..

البلد الوحيد في العالم اكثر من 50% ممنوعون من القيادة وايضا لايوجد به نقل عام داخل المدن اما بين المدن فيكفي ان نعرف صعوبة الحجز من الرياض الى جدة لنعرف حجم المشكلة..


منقول

[/hide]