كنت أحدثه عن فكرة في العمل فأعجب بها ثم أخبرته –مستغفرا- أن هذه الفكرة جائتني في الصلاة، فقال لي: هذا شيطان طيب حيث يأتيك بهذه الأفكار، فأجبته: بل هو خبيث و أنا ضعيف. إن وسوسة الشيطان للإنسان سواء في الصلاة أو في غيرها تتدرج حسب طمعه فيه، فهو يوسوس بالشرك فإن أيس من ذلك و سوس بالبدعة حيث أن جنس-و ليس كل- البدع أشد و أعظم من المعاصي فإن أيس من ذلك وسوس بالمعاصي الكبيرة أولا ثم الصغيرة حسب الإستجابة فإن أيس من ذلك وسوس في ترك الفاضل و عمل المفضول و هذا الذي يحدث في الصلاة فالصلاة هي أعظم شيء لدى الإنسان فإن أيس منك الشيطان في المعاصي وسوس لك بأشياء تبدو جميلة مثل أمور الدعوة أو طلب العلم أو نفع الناس فتنشرح لخاطرة جميلة و جديدة في الدعوة مثلا و لا تعلم أنه فوت عليك أمر أنت في حاجته و هو الخشوع في الصلاة.
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
كرم الله علينا عظيم و كرمه بما لا نسأل أعظم من كرمه بما نسأل. هل سألت الله يوما أن يبقي عليك نعمة التنفس؟!! أم هل سألت الله يوما أن يحفظ لك سمعك أو بصرك؟ و اذا كنت سألته ففي كل كم من الزمن؟ و مع ذلك فهو متفضل-سبحانه- بها و بغيرها من دون أن نسأله مما يدل على كرمه سبحانه، بل أنك قد تسأل ما يكون في تحقيقه ضررا عليك اما في الدنيا أو في الآخرة و لكنك لا تعلم و هو يعلم.
(و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها)
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
المعتصم بالله
ليس عندي شك بأن هذا الشيطان هو خنزب الذي أخبرنا عنه نبينا صلى الله عليه و سلم و لكن الرسالة هي: إذا وسوس لك هذ الشيطان بشيء قد يبدو جميلا في جوانب الدعوة أو العلم أو الصدقة فاعلم أنه قد كسب منك أعظم من ذلك و هو الخشوع في الصلاة
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″