بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
بعد انتهاء الحرب على غزة, أمسينا وأصبحنا ننتظر أن يوضع قادة الكيان الصهيوني في قفص الاتهام, ليحاكموا على ما ارتكبوه من جرائم حرب, التي سجل القتلى من المدنيين العدد الأكبر لضحايا هذه المجزرة الوحشية, لتكون الأرقام وحدها دليلاً على أن ما صار كان جرائم إبادة جماعية ارتكبها هذا الجيش المجرم مما يقود حكام وقادة هذا الكيان إلى ساحات المحاكم بهذه التهم.
وفجأة!!
إذ يصحو العالم كله على أخبار مخالفة تماماً, إذ تُسكت الدعاوى وتتحول الأخبار لتنشر موعداً قريباً لصدور مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير لأنه ارتكب جرائم حرب ضد متمردي دارفور, الأمر الذي يدفع للتساؤل وباستغراب وتعجب, هل ارتكب البشير جرائم حرب في دارفور أكبر وأبشع من تلك التي ارتكبت في غزة؟! وإذا كانت إسرائيل دولة محتلة لأرض يسكن عليها أصحابها, وقد فعلت ذلك دون أن تحاكم, فهل دولة السودان ذات السيادة على أراضيها وهي تحاكم لمجرد الشبهة في جرائم حرب إبادة ؟!
على افتراض أن الرئيس السوداني عمر البشير متهم بالإبادة والتشريد والاغتصاب، كما تقول مذكرة محكمة الجنايات الدولية، فالمشهد في الشـارع السوداني بدلاً من الترحيب بالملاحقة لرئيسه تظاهر وندد مما أضاف شعبية جارفة للرئيس السوداني، ودعونا نتفق أنه مشارك بتلك الأفعال، فالموقف سياسي لتغطية الأطماع بمناجم اليورانيوم والنفط والمخزون الهائل للمياه تحت الأرض، وهو صراع دولي استهدف تقطيع السودان إلى عدة دول حتى تكون القوى الكبرى هي من تحصل على الغنيمة، وإلا فالبشير ليس أكثر جرماً من الرئيس بوش الابن، ولا زعامات أخرى...
المحكمة الجنائية الدولية التي درست اعتقال الرئيس البشير وطالب به المدعي العام لويس مورينو أوكامبو باتخاذها ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهم ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور غرب البلاد، ، وأصدرت قرارها باعتقاله يوم 4 آذار الجاري، نشأت بقرار من مجلس الأمن الدولي الذي تهيمن عليه الدول الكبرى خصوصاً الولايات المتحدة وأوروبا، وهو الذي في يده تجميد محاكمة البشير أو تجميد الحكم الذي يصدر ضده، فإنه يمكن القول إن قرار اعتقال ومطاردة الرئيس السوداني عمر البشير بغرض محاكمته عما يسمى «جرائم حرب» في دارفور، أو العفو عنه، هو قرار في يد الإدارة الأمريكية أولاً وأخيراً.
فأقول:
لما رأت الغرب بعين الحقد والوحشية ما قد ستكون عليه الدول الإسلامية والعربية من نهوض في كثير من المجالات وخاصة السودان والدول الأفريقية وتمسكها بدينها مع تخاذل فيما بيننا قامت بأخذ عصى من حديد تضرب وتنهش به ظهور الزعماء فضلاً عن الشعوب لتحقق مصالحها عنوة بغير حق حتى لو كان على حساب إراقة الدماء.
انتظر منكم المشاركة بآرائكم حول القضية .