التعود على العادات الحسنة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التعود على العادات الحسنة ليس بالأمر الهين فهي جبر للنفس على ما لا ترغبه . إن التعود على العادات الحسنة و الصبر عليها مدة يؤدي إلى أن تصبح سهلة و أمرا إعتياديا. ورد عن أحد السلف قوله: جاهدت نفسي على الصلاة عشرين سنة و استمتعت بها عشرين سنة. ينبغي أن نعود أنفسنا على العادات الحسنة في كل مجال. عودوا أنفسكم على المبادرة للطاعات. عودوها على ترك كل أمور الدنيا عند الأذان و ليس الصبر حتى تقام الصلاة ثم ندخل في سباق مارثوني. عودوا أنفسكم على صيام ثلاثة أيام من كل شهر. عودوا أنفسكم على الصدقة المستمرة. عودوا أنفسكم على ترك الغيبة و جاهدوها بالقوة على ترك ذلك. عودوا أنفسكم على عدم الشبع و تنويع الأكل و التقليل من الأكل الدسم و الإستعاضة عنها بالخضروات و الفواكه. عودوا أنفسكم على المشي إلى المسجد و البقالة و زيارة الأقارب و ترك السيارة للأماكن البعيدة فقط. عودوا أنفسكم على النوم مبكرا و الإستيقاظ مبكرا فهي الفطرة و هي السنة و تتفق مع ما يسمى بالساعة الحيوية. عودوا أنفسكم على إختيار الحسن من الكلام و قول لو سمحت عند طلب أي شيء من أي أحد في البيت أو العمل أو البقالة. لا تستنكف أن تقول شكرا لمن قدم إليك خدمة حتى لو كانت بفلوسك فوجوده نعمة من الله عليك و لو لم يكن موجودا لما خدمتك النقود وحدها. عودوا أنفسكم على عدم الغضب و على حسن الإستماع للآخرين و استخدام الحجة بدلا من رفع الصوت عند محاورة الآخرين. عودوا أنفسكم على ربط حزام الأمان و لو كان لمشوار بسيط و عودوا أطفالكم عليه. عودوا أنفسكم على عدم السرعة و عدم التفنن في التحايل على ساهر فهو وجد لحفظ النظام. عودوا أنفسكم و أطفالكم على احترام الدور عندما تكون في إنتظار خدمة معينة و عدم تجاوز حقوق الآخرين. أنا أعلم أغلب ما ذكرت فيه صعوبة في البداية و لكن لابد أن نبدأ. قد تجدونني أحيانا أذكر الغرب و ليس ذلك حبا أو إعجابا بهم فبغضهم يجري في دمي و لكنها حرقة على واقعنا فلدينا من مقومات الدين و الأخلاق ما يجعلنا نفوقهم و لكنك تجدنا بارعين في التنظير و مقصرين في التطبيق و كأن هذا التنظير يخص أقواما آخرين. ابدأ بنفسك و ستجد أثر ذلك في أولادك أولا. ابدأ و لا تنتظر أحدا.