أنا أتغيير .. اذا انا موجود

23-07-2009, 11:44 AM

(( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ))

خلق الإنسان و جبل على التغيير فمن طبعه ملول لا يحب الرتابة والخمول. الروتين قاتل له، محبا للتجديد و كسب المعلومات التي تعتبر محفز لذاته و طبيعته البشرية .
لديه فضول للمعرفة وشغف بالحديث والتطور، وحماس مشرئب لكل جميل زاهٍ وفكر راقٍ.
وذلك بناء على خلق هذا الإنسان العجيب، والذي وضع الله فيه سر هذا الكون وحمّله مسؤوليته، وجعله خليفة في الأرض لتعميرها و بنائها بكل خير له و للآخرين

والله سبحانه عالم بخلقة و بما هيئه به من قدرات وغرائز
وله أن يقبل فيفوز أو يعرض فيشقى !!

ولو نظرنا لمكونات جسم الإنسان لوجدناه مكون من ملايين الخلايا المتوالدة والصغيرة و الكبيرة، وجريان الدم في الشريان و الأوردة خير دليل على بينونة الإنسان الحياتية
ودقات قلبه المتواصلة جرس يدق نبراس لحياة متغيرة و متجددة

إنها حكمة من لا يغفل ولا ينام، جعل التدفق عنواناً للحياة والحماس، وقوداً للإنجاز والطموح، إكسيراً للتفوّق والإبداع، والأنفس المتجددة هي التي تصل وتحصل، والأنفس الخائرة الضعيفة المتهاوية هي التي تسقط من أول امتحان،
وتحصل على مرتبة الشرف، ولكن من الأسفل الموغل في الانحطاط، صدرت من القاع ووقع عليها الفشل، وصدقها الخمول والكسل بأحرف من ظلام، وحبر من تخاذل !!
إن أنبياء الله عليهم الصلاة و السلام كابدوا وناضلوا كثيراً من أجل خير البشرية وصالح المخلوقات، ومع هذا لم تُبسط لهم الدنيا، ويُمكّنوا في الأرض إلاّ بعد يُتم وفقر وحرمان ومعاناة .
و من كان وثق بالله ثم بنفسه وقال: أنا هنا ومن هنا سوف يكون التحول الكبير والتغير الأصيل في النفس والفكر والجسد. تولدت لديه الروح المشرقة المتجددة المتألقة المتطلعة للمعالي والقمم مهما كانت الصعاب والتحديات

و للمعلومية فإن العقل البشري يعمل طوال (24) ساعة في اليوم بشكل متواصل، بشقيه الباطن والظاهر، بتناوب رهيب في الأدوار والمهام، يولد الأفكار بغزارة، ويحلل الآراء والأحداث والأخبار بمهارة، وينقل العالم كله بتطوراته وتحركاته وتموجاته إلى هذه الجمجمة الذهبية بإشارة !!
(( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ))

ولكن لنقف عند سؤال كبير وخطير: لماذا الناجحون في الحياة، والسعداء على هذا الكوكب، والذين حققوا فعلاً طموحاتهم وأحلامهم، ووضعوا بصمتهم الذهبية على جدار الزمن تعد نسبتهم قليييييييلة جدا بالنسبة لعامة البشرية ؟؟
ويمكننا تفنيــــــــــد الأسباب لنقاط عدة :

1- الفروقات الفردية بين الناس في الهمة والالتزام واحترام الوقت والنظام، والإقبال على تطوير الذات، واكتساب الحديث من العلوم والمعارف، والسعي الحثيث للرقي والتطوير والتقدم في التفكير وتحمل المسؤولية، والإحساس بها في الكل قبل الجزء عند الصغير قبل الكبير.
2- التخطيط وإعداد الخطة وصياغة الأهداف ووضع الرؤية وتطبيقها بحرص ودقة
قال تعالى وهو يخاطب عباده بأن الأمر لهم والخيار خيارهم:
(لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر).

3- النية الصادقة لدينا خاصة نحن المسلمين والتوكل على الحي القيوم ومنجاته وتقواه .
إن الحياة صراع يحتاج إلى الحاذق الماهر والذكي القادر والمقدام الآمر، فأين أنت من هؤلاء؟
إن الهمة والرغبة في الوصول إلى القمة والعزيمة على التغير والتطوير تهب صاحبها شعلة الحماس لكي يحقق كل ما يدور في مخيلته من إبداع وتفوق.

يُروى أن الإمام البخاري -رحمه الله- عندما كان شاباً يافعاً في الرابعة عشرة من عمره أراد أن يحمل هم الأمة، ويسخر طاقته لخدمة الإسلام والمسلمين ويطلق طاقته الكامنة بين أضلاعه.
تأمّل كثيراً وفكّر ملياً: كيف وأين ومتى وماذا أصنع؟
وبينما هو جالس في المسجد مع أساتذته العلماء سمع أحدهم يقول للآخر:
إن الأحاديث كثيرة وهي مفرقة بين الكتب بلا تصنيف أو تصحيح
متى يأتي من يقوم بذلك العمل؟
استوقف الإمام البخاري هذا الكلام الكبير من شيوخه وجاءت لحظة الحسم التي ينتظرها منذ زمن وبلا تردد.
قال كلمته الشهيرة:

" فلمعت في رأسي فقلت: أنا لها، فعشت لها "

فكان أنشودة في زمنه وملحمة في عصره.
ألف أتقن الكتب وأصدقها بعد القرآن الكريم وهو صحيح البخاري.
ومن هنا نتفق أن الله -جل في علاه- عادل معنا نحن البشر عدالة كاملة فى الرزق والتكوين والخلق والتمكين، وما تبقى إذاً هو الدور الذي يجب أن نلعبه نحن ونحن فقط ، فما لم نقدمه لأنفسنا لن يقدمه الآخرون لنا.
فعلينا بالمبادرة واتخاذ قرار التغير الإيجابي من الآن.
و معاهدة النفس على عدم لومها إلاّ في حالة عدم تحقيق المراد والمغزى، و إكرامها في حال النجاح والانتصار؛ فهي محور الحركة، ومنطلق الإبداع، ومهد البطولات، فسبحان باريها!!

((إذا أردت أن تنعم بالسلام : غير من نفسك قبل ان تتذمر من الاخرين ))

" وتزعمُ أنك جرمٌ صغير.... وفيك انطوى العالمُ الأكبرُ "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إن التغيير ظاهرة عالمية ومفتاح النجاح فيه يكمن في القائد الذي يقود عملية التغيير، ويسعى في تحقيق أهدافه، وتسانده آليات التغيير الفعّالة، وكذلك العاملون الذين بهم ينطلق وعليهم يقوم هذا التغيير،

• إن تحقيق التغيير الدائم يتطلب التزاماً شديداً وقيادة مثالية من صفوة المسؤولين.
• من الضروري فهم ثقافة المؤسسة ومستويات التغيير التي قد تكون فعّالة.
• يجب أن تتناسب طبيعة المسؤولين عن إدارة التغيير ومهاراتهم القيادية على جميع مستوياتهم مع ظروف المؤسسة وإستراتيجيات التغيير الخاصة بها.
• من الضروري بناء بيئة عمل تساعد على التغيير.
• إن كانت هناك إستراتيجية شاملة للتغيير فمن الأفضل التعامل معها بمزيد من العناية (باستثناء ظروف الأزمات)، ويجب تقسيم برنامج التغيير إلى أجزاء يكون العاملون هم المسئولين عن تنفيذها.
• نظام المكافآت يجب أن يشجع الابتكار، و يعترف بالنجاح في إحداث التغيير.
• يتضمن التغيير تدفقات من النشاط بمرور الوقت، وقد يتطلب القدرة على تحمل الجهود المحبطة.
• التغيير يتضمن الفشل، كما يتضمن النجاح، وحالات الفشل يجب أن نتوقعها ونتعلم منها.
• الوثائق والبيانات التي يتطلبها التغيير هي أهم الأدوات اللازمة لإتمامه، ولكن تشديدنا على الحاجة للتغيير يعتبر أسهل من تحديدنا للطريقة التي يتم بها التغيير.
• إن تغيير التصرف بتغيير العمليات والهياكل والنظم أسهل من تغيير المواقف أو الثقافة المشتركة.
• كثير من العاملين في المؤسسات يرحبون بالتحديات والفرص التي يجلبها التغيير، وهم الذين يتم اختيارهم بصفة عوامل لإحداث التغيير.
• مقاومة التغيير أمر حتمي، وذلك إذا شعر الأفراد المعنيون أنهم سيصبحون أسوأ حالاً من ذي قبل –سواء كان هذا بصورة واضحة أو ضمنية-، وإدارة التغيير عديمة الكفاءة تتسبب في إحداث هذه المقاومة.
إن التغيير الثقافي الناجح لا يمكن أن يحدث على الأرجح جملة واحدة، فليس من السهل أن نطرح الماضي وراء ظهورنا، كما لا يمكننا أيضاً أن نستغني تماماً عن بعض أساليب العمل وأنماط التفكير الراسخة، وأكثرها إيجابية.
إن المزاوجة بين الثقافات القديمة والجديدة في إدارة التغيير عمل يشبه إلى حد ما في خطورته السير على الحبل، والتحدي الكبير هو في محاولة الاحتفاظ بالتوازن فوقه.

(( تغيير الصعاب لا يغير شي لكن مواجه الصعاب يغير كل شي ))